واصلت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ارتفاعها في الأسواق السورية، لتصل بحسب تاجر الأغنام، رضوان محمد، إلى أعلى سعر في تاريخ سورية. ويقول رضوان من ريف دمشق لـ”العربي الجديد”: “زاد سعر كيلو لحم الخروف على 23 ألف ليرة سورية وهبرة العجل على 19 ألفاً، لتنعكس أسعار اللحوم الحمراء على أسعار الفروج الذي ارتفع في أسواق دمشق إلى 4200 ليرة، وقفز سعر كيلو شرحات الدجاج إلى 7300 ليرة سورية”.
ويبيّن خلال اتصال هاتفي أن “المشكلة بسعر صرف الليرة”، ولا بد من التفريق بين ارتفاع الأسعار والتضخم النقدي، فالأسعار لم ترتفع بين عامي 2011 و2020، وفق سعر الدولار، لكن الليرة التي دخلت عام 2000 بنحو 900 للدولار تسجل اليوم 2750.
ولا ينكر تاجر الأغنام السوري سبب قلة العرض في الأسواق “بعد عودة تصدير العواس السوري إلى السعودية”، واستمرار التهريب إلى لبنان والعراق، مشيراً إلى أن لارتفاع أسعار الأعلاف وتراجع الثروة الحيوانية في سورية سبباً إضافياً.
وزادت أسعار اللحوم بسورية بأكثر من 200% خلال عام، جاء معظمها خلال الربع الثالث من العام الجاري، بعد تهاوي سعر صرف الليرة وعودة التصدير إلى الدول الخليجية، عبر منفذي “نصيب” باتجاه الأردن و”القائم” باتجاه العراق.
ويقول رياض شباط من منطقة دمر في دمشق لـ”العربي الجديد”: “إن القدرة الشرائية المتدنية للسوريين أبعدت اللحوم عن موائدهم، فسعر كيلو اللحمة يعادل نصف الراتب الشهري”، مشيراً إلى انتشار عادات استهلاكية جديدة في الأسواق، منها الشراء بكميات صغيرة جداً، نصف أوقية أي 100 غرام، وانتشار لحوم رخيصة، لكنها مجهولة الهوية.
ويضيف أن “هاجس السوريين لم يعد أكل اللحوم، بل السعي إلى تأمين الخبز والضروريات الأساسية بواقع الغلاء ومحدودية الدخول”.
وتقدّر مصادر أن متوسط استهلاك اللحوم في دمشق، قبل ارتفاع الأسعار الحالي، كان نحو 60 ألف خروف وثلاثة آلاف عجل ونحو 10 آلاف طن دجاج، ولكن تراجعت هذه النسبة الآن إلى أقل من النصف.
وكان بحسب المصادر بدمشق وحدها، نحو 1500 لحام مرخّص، لكن عدد المحال يتناقص بعد الإغلاقات جراء الخسائر وتراجع الشراء، إذ تراجع الطلب على اللحوم عموماً، وليس الحمراء فقط، أكثر من 75% خلال العام الجاري، كذلك إن محال بيع اللحم من أكثر المحال استهدافاً من دوريات وزارة الاقتصاد، سواء لفحص اللحوم أو إعلان السعر.
وطاول ارتفاع الأسعار بقية المنتجات الحيوانية، ووصل سعر كيلو الحليب إلى 1000 ليرة سورية، في الوقت الذي وصل فيه كيلو اللبن “زبادي” إلى 1200 ليرة سورية، وزاد سعر كيلو اللبنة على 4200 ليرة سورية و 5000 ليرة سورية للبنة المصنوعة من لبن الغنم.
وطاولت موجة الغلاء الجبنة البلدية التي تعدى سعر الكيلوغرام منها 5500 ليرة سورية، وسعر كيلو جبنة الحلوم 7000 ليرة، والقشقوان عند 9000 ليرة، ووصل سعر البيضة الواحدة إلى 250 ليرة سورية، وقفز سعر صحن البيض إلى 5800 ليرة سورية.
وتعاني السوق السورية من نقص حاد في مادة اللحوم ومشتقات الألبان جراء تراجع الثروة الحيوانية بسبب استمرار التصدير وأضرار الحرب وارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية.
وتقول المهندسة الزراعية بتول أحمد لـ”العربي الجديد”: “تراجعت الثروة الغنمية التي كانت تقدَّر عام 2011 بنحو 20 مليون رأس لتصل اليوم بعد عودة التصدير بشكل كبير إلى دول الخليج العربي، إلى نحو 8 ملايين رأس غنم.
ولم تسلم قطعان الأبقار من التراجع، بحسب المهندسة السورية، بعد موجة مرض الجدري هذا العام وحرائق الغابات، ليتراجع عددها من نحو 110 آلاف رأس بقر عام 2011، إلى نحو 40 ألف رأس بقر في النصف الثاني من العام الجاري.
المصدر: العربي الجديد