
عادت للواجهة في سوريا تحركات فلول نظام الأسد، بعد أن ظهرت عناصر تتبع لما يسمى درع الساحل، وسرايا الجواد ضمن تجمعات لأشخاص تجمعوا في اللاذقية تلبية لدعوة رجل الدين غزال غزال الذي عرف في السابق بتأييده لنظام بشار الأسد واستخدامه للحل العسكري ضد الثورة السورية.
تخلل التجمع استخدام بعض العناصر المشاركة فيه للأسلحة البيضاء والنارية، مما أدى لاندلاع مواجهات مع قوات الأمن مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وجرح أكثر من 50 من المدنيين وقوى الأمن على حد سواء.
حشد لفلول الفرقة الرابعة قبيل اندلاع أحداث اللاذقية
علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر أمنية إقليمية أن إيران تعمل منذ مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري على حشد فلول الفرقة الرابعة التي كانت تحت إشراف ماهر الأسد ومرتبطة بإيران، وتستعمل في عملية الحشد هذه غياث دلة بالإضافة إلى اللواء كمال حسن الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية سابقاً، واللواء غسان بلال الذي عمل سابقاً في قيادة الفرقة الرابعة.
وفقاً للمصادر فإن الحرس الثوري الإيراني الذي احتفظ طيلة الأشهر الماضية بعشرات الضباط من الفرقة الرابعة والمخابرات العسكرية بمعسكرات له على الحدود العراقية، وضمن منطقة الهرمل اللبنانية وفي مناطق تتبع لسيطرة تشكيلات من حزب العمال الكردستاني شرق سوريا يدفع باتجاه عودتهم إلى الأراضي السورية، وحشد العناصر السابقين لنظام الأسد من أجل موجة جديدة من العمليات الأمنية.
بحسب المعلومات فإن إيران لديها عدة أهداف من تأجيج الوضع في سوريا، أبرزها تخفيف الضغط الأميركي عنها في الساحة العراقية المتاخمة للحدود الإيرانية، حيث يضغط المبعوث الأميركي إلى بغداد مارس سافيا على الفصائل العراقية من أجل حل نفسها. وتأجيج الوضع في سوريا سيكون بمثابة مشاغلة وتشتيت لهذه الجهود.
أيضاً، من المتوقع أن تزداد الضغوط على حزب الله اللبناني من أجل استكمال عملية نزع سلاحه، مع إمكانية تعرضه لعمليات عسكرية جديدة، بالتوازي مع هجوم إسرائيلي جديد محتمل على إيران، وتحشد فلول نظام الأسد المرتبطة بإيران وتمددهم في سوريا سيوفر لطهران وحزب الله القدرة على المناورة بشكل أكبر، وعدم الاكتفاء بالموقف الدفاعي، كما يمكن استعمالهم في عمليات تجسس لمعرفة التحركات الإسرائيلية المستقبلية بشكل استباقي.
جهود من الحكومة السورية لتفكيك خلايا الفلول
تشير المعلومات إلى أن الحكومة السورية تبذل جهوداً حثيثة لتفكيك خلايا الفلول، وقطع الطريق على محاولاتها تجنيد أبناء الطائفة العلوية، حيث اتخذت الحكومة خطوتين مهمتين في هذا السياق، الأولى تعزيز قنوات التواصل مع نخب ورجال دين علويين أبرزهم الشيخ محي الدين السلوم، الذي بات ينظر إلى غزال غزال أنه يحاول جر الطائفة العلوية لحمام دم لصالح مشاريع خارجية، بالإضافة إلى الجهود التي يقوم بها عضو لجنة السلم الأهلي خالد الأحمد المنحدر من الطائفة العلوية، ودوره في توفير قنوات اتصال بين الحكومة والنخب في الساحل السوري.
كما تعمل الحكومة السورية من خلال اتصالاتها مع موسكو على ضمان تحييد انخراط القيادات العسكرية التي تنتشر ضمن قواعد روسيا في سوريا وليبيا وغيرها من البلدان في عمليات تحريك فلول نظام الأسد السابقين، معولةً على تطور العلاقات بين الجانبين، والتي وصلت إلى مرحلة متقدمة.
وتبذل الحكومة السورية جهوداً مع الجانب اللبناني من أجل تفكيك المخيمات التي تم تأسيسها على الحدود السورية اللبنانية ومنها قرب منطقة القصير السورية، بالإضافة إلى الضغط باتجاه الحصول على معلومات تخص 300 ضابط على الأقل كانوا يعملون مع نظام الأسد، ويعتقد أن لهم دور في إحداث اضطرابات في سوريا.
توقعات بالعمل على تأجيج المزيد من العنف
ترجح مصادر أمنية سورية أن تكون خلايا الفلول ضالعة في التفجير الذي استهدف مسجداً لأبناء الطائفة العلوية في حي وادي الذهب بمدينة حمص قبل يومين، حيث تشير بعض المعطيات الأولية إلى إمكانية تكرار مثل هذه الهجمات لنسف الجهود الحكومية التي يتم بذلها من أجل فرض الاستقرار بعد أشهر من الاضطرابات التي تلت المواجهات بين فلول النظام السابق والقوات الحكومية بريف اللاذقية شهر شباط/ فبراير الفائت.
ولا تستبعد المصادر أن يتم تأجيج المزيد من أحداث العنف بهدف العمل على خلق بيئة حاضنة لنشاطهم ضمن مناطق انتشار الأهالي من أبناء الطائفة العلويين، بالإضافة إلى توفير القدرة على تجنيد الشبان في ظل نجاح جزئي للجهود المبذولة من الحكومة في تخفيض القدرة على استقطاب المزيد من الساخطين لصالح العمل مع قيادات سابقة في النظام السوري.
المصدر: تلفزيون سوريا






