توصلت فصائل منضوية في مليشيا “الفيلق الخامس” المدعومة من روسيا إلى اتفاق مع النظام السوري ينصّ على عدم ملاحقة عناصره خلال تنقلهم في مناطق سيطرة النظام بعد إجرائهم “تسوية” جديدة بإشراف روسي.
وقالت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” إن فصيل المدعو أحمد العودة المدعوم من دولة الإمارات وروسيا توصل إلى اتفاق مع النظام السوري على “تسوية” جديدة لعناصره، وذلك من أجل منحهم حرية الحركة في مناطق سيطرة النظام وعدم التعرض لهم أو اعتقالهم.
وكان الفصيل مع فصائل أخرى قد أجروا في صيف 2018 تسوية مع النظام برعاية روسية، انضوى خلالها الفصيل ضمن مليشيا “الفيلق الخامس” التي تعد جزءاً من جيش النظام، إلا أن الأخير يقوم باعتقال عناصره خارج مناطق سيطرة الفصيل المحصورة بريف درعا الشرقي.
وذكرت المصادر أن الفصيل أبلغ المئات من عناصره بالتوجه اليوم إلى مبنى ناحية بصرى الشام في مدينة بصرى الشام من أجل البصم على أوراق تسوية شاملة، وذلك بدعم روسي.
ووفق المصادر فإن الأوراق التي سوف يبصم عليها العناصر هي أوراق مستخرجة مما يسمى “مكتب الأمن القومي” التابع للنظام، وتنصّ على أنه تتم تسوية وضع العنصر وإزالة اسمه عن كافة الحواجز التابعة للنظام وعدم التعرض له لاحقاً.
وأكدت المصادر أن هذه التسوية تشمل جميع العناصر من متطوعين في الفيلق ومنشقين سابقين عن جيش النظام من أفراد وضباط وصف ضباط.
وفيما يبدو بحسب المصادر أن هناك سعياً روسياً لدمج فصائل الفيلق الخامس بالتدريج ضمن قوات النظام، وخاصة فصائل ريف درعا الشرقي، التي ما زالت تعد نفسها خارج سلطة النظام، وخاصة أن الفيلق الخامس في ريف درعا الشرقي كله من فصائل المعارضة سابقا.
وشهد ريف درعا الشرقي مؤخرا توترات بين الفيلق الخامس وقوات النظام على خلفية اعتقال الأخير عناصر من الفيلق، فضلا عن استهداف الفيلق من قبل مجهولين ما كبده خسائر بالأرواح.
ويذكر أن محافظة درعا دخلت في سيطرة قوات النظام السوري نظريا منذ نهاية تموز/ يوليو عام 2018 بعد عقد اتفاقات تسوية مع الفصائل برعاية روسية.
“قسد” تعتقل مسؤولاً طالب بحقوق المكون العربي
من جانب آخر، اعتقلت مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” مسؤولا في مجلس دير الزور المدني التابع لها بعد مطالبته بحقوق المكون العربي في مناطق سيطرة المليشيات في شمال وشرق سورية.
وذكرت شبكة “فرات بوست” المحلية أن قوات الأمن العام التابعة لـ”قسد” اعتقلت رئيس ديوان “مجلس دير الزور المدني” المدعو زاهر الحميد إثر مداهمة منزله الكائن في بلدة الصعوة بريف دير الزور.
وقالت الشبكة إن “المدعو ريزان، وهو مسؤول الأمن العام في المنطقة، قام باعتقال الحميد لأسباب سياسية تتعلق بالمطالبة بإعطاء الدور الحقيقي للمكون العربي بإدارة المنطقة وسط هيمنة الأكراد على القرار السياسي والمدني والعسكري”.
وأضافت الشبكة أنها وثقت مقتل ثلاثة مدنيين في الفترة الماضية في سجن “الكسرة” والذي يديره المدعو “ريزان”، مشيرة إلى أنها ستقوم لاحقا بنشر تحقيق مفصل عن سجون “قسد”.
وكان ريف دير الزور الشرقي قد شهد في وقت سابق اليوم توترا عقب رفض “قسد” الإفراج عن أحد المدنيين بعد اعتقاله من قبل حاجز تابع لها في قرية جديدة عكيدات، حيث وقع عراك مع الأهالي انتهى بإطلاق النار من “قسد” على المحتجين، ما أدى إلى وقوع جرحى.
ونفت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” ما أشاعته وسائل إعلام موالية لـ”قسد” من أن الحاجز في القرية تعرض لهجوم من قبل “خلايا تنظيم داعش”، حيث تتهم الأخيرة كل من يعارض “قسد” بالعمالة لـ”داعش”.
وشهدت منطقة انتشار قبيلة العكيدات في ريف دير الزور مؤخرا توترات بين أهالي القبيلة و”قسد” على خلفية مقتل وإصابة شيوخ من القبيلة العربية.
ويذكر أن “قسد” تعتقل كل من يعارض سياستها في المنطقة وتتهمه بالعمالة لـ”داعش”، أو لجهات خارجية.
المصدر: العربي الجديد