الانجاز الاعظم

مهند محمود عثمان أبو فلاح

عَنْ سَهْلِ بن سعدٍ، ، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لِعَليًّ، : فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم متفقٌ عليهِ.

‏وهذه الكلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب لما دفع له الراية يوم خيبر فقال له علي: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم. والحديث في الصحيحين.

‏في كثير من الأحيان تتوارى و تُحجب بعض الحقائق عن أذهان العديد من عامة الناس و تلفها و تطويها ستائر النسيان لأسباب موضوعية تارة أو لعوامل و اعتبارات شخصية بعيدة كل البعد عن العدالة و الإنصاف لكن شمس الحقيقة لا بد لها أن تسطع في يوم من الايام لتضيء و تنير لنا دروباً خلناها لوهلة من الزمن أنها سوف تختفي إلى أبد الابدين .

‏حديثنا اليوم يتمحور حول اعتناق و اشهار شخصية عربية سورية هامة للدين الإسلامي الحنيف في اربعينيات القرن الماضي  هو جهاد ضاحي وزير المواصلات السوري الأسبق الذي كان بحسب كتاب ” حركة القوميين العرب النشأة – التطور – المصائر ” الصادر عن المركز العربي للدراسات الاستراتيجية عام 1997 للباحث العربي السوري محمد جمال باروت من الشخصيات التي تأثرت تأثيرا عميقا بمحاضرة الاستاذ ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث العربي الإشتراكي التي ألقاها في جامعة دمشق في شهر نيسان / ابريل من العام 1943 في ذكرى المولد النبوي الشريف و التي حملت عنوان في ذكرى الرسول العربي .

‏محاضرة الاستاذ عفلق الذي أعلن عن اعتناقه الاسلام لاحقا كانت سببا مباشرا في اعتناق جهاد ضاحي للإسلام مغيرا و مبدلا اسمه من عبد المسيح إلى جهاد ، و كان بمثابة نقطة تحول دراماتيكية في حياة هذا الرجل الذي خاض مسيرة نضالية حافلة ضد الإمبريالية و ادواتها في الوطن العربي الكبير على مدار عدة عقود من الزمن إذ يعد من مؤسسي كتائب الفداء العربي في أعقاب نكبة فلسطين عام 1948 و التي شكلت نواة صلبة لحركة القوميين العرب .

‏جهاد ضاحي الذي شغل منصب وزير المواصلات في أول حكومة سورية تشكل بعد وصول حزب البعث العربي الاشتراكي إلى سدة الحكم في سورية عبر ثورة الثامن من آذار مارس عام 1963 كان ظاهرة فريدة من نوعها وقعت تحت رصد جهات معادية للعروبة والإسلام يقف في مقدمة هؤلاء إلياهو بن ساسون كبير مستشاري دايفيد بن غوريون للشؤون العربية و رئيس جهاز هاشاي استخبارات الهاجاناه الذي شغل و يا للغرابة منصب وزير
‏البرق و البريد في الحكومة الصهيونية التي شكلها ليفي اشكول في حزيران يونيو 1963 بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيين جهاد ضاحي في منصب مماثل في القطر العربي السوري .

‏كان بن ساسون خبيرا ضليعا بأدق تفاصيل الشأن السوري كيف لا و هو الدمشقي المولد الذي نسج في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي أوثق العلاقات مع القنصل البريطاني العام في دمشق الفيحاء جليبرت ماك كيرث في خضم التعاون و التنسيق بين الطرفين لسحق الثورة العربية الكبرى في فلسطين خلال الحقبة الزمنية الممتدة بين عامي 1936- 1939 و قطع خطوط الدعم اللوجيستي لها القادمة من سورية .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى