
أكّد رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، أن “صندوق التنمية السوري” سيكون الداعم الأساسي لعملية إعادة إعمار سوريا، بأموال وجهود السوريين أنفسهم.
جاء ذلك في كلمته التي أعلن فيها إطلاق صندوق التنمية السوري في قلعة دمشق، مساء اليوم الخميس.
وقال الرئيس الشرع: “نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة مرحلة البناء والإعمار التي نكتب فيها تاريخ سوريا الجديد بأيدينا وأموالنا وجهدنا”، مضيفاً أن النظام المخلوع “دمر اقتصادنا ونهب أموالنا وحطم بيوتنا وشتت شعبنا في المخيمات ومواطن اللجوء”.
وتابع: “نجتمع هنا اليوم لنداوي جراح سوريا الحبيبة ونعيد بناءها بسواعد أبنائها ونعيد النازحين والمهجرين إلى أرضهم. ولنعلن انطلاق صندوق التنمية السوري الذي ندعوكم من خلاله للإنفاق من كريم أموالكم لنبني ما هدمه النظام البائد ونحيي الأرض التي أحرقوها خضراء يانعة”.
وشدّد الرئيس السوري على أن الصندوق “سيحظى بشفافية عالية وسيعمل على الإفصاح عن كل مال ينفق ضمن مشاريع استراتيجية”.
وقال: “لست هنا لأستجدي الصدقة على سوريا، فالشام قد تكفل الله بها وبأهلها فهي أعز من أن يُتصدق عليها، لكنني معكم لأذكر نفسي وإياكم بواجب الوقت فنحن من يحتاج أن ينال شرف التقديم لبلادنا وأمتنا. تذكروا يا أهل سوريا أننا ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم إلا بتضحيات عظيمة وبتضحيات الشهداء والمفقودين والمشردين”.
وختم الشرع كلمته بالقول إن “سوريا اليوم تختبر محبتكم وتمنحكم شرف المساهمة في علاج جراحها وشرف أن تكون جزءاً من تاريخ إعادة بنائها، أمامنا اليوم فرصة عظيمة يستدرك فيها من قصّر ويستزيد من شارك لنعيد بناء سوريا معاً”.
السوريون يشاركون بإطلاق صندوق التنمية
وشهدت ساحات وميادين مختلف المدن السورية، منذ الساعات الأولى من مساء الخميس، توافد حشود المواطنين للمشاركة في انطلاق فعاليات صندوق التنمية الذي يهدف إلى تحسين الواقع الخدمي والمعيشي للأهالي.
في حلب، تجمع الأهالي في ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، بينما توافد أهالي حمص إلى ساحة الساعة الجديدة، وأهالي حماة إلى ساحة العاصي.
وتجمهر أبناء محافظة القنيطرة في ساحة الخطيب للمشاركة بإطلاق الصندوق، بينما احتشد أبناء طرطوس في ساحة المحافظة التي شهدت انتشاراً واسعاً لقوى الأمن الداخلي لتأمين المشاركين في الفعالية.
إحداث صندوق التنمية
وأحدث صندوق التنمية السوري بموجب المرسوم رقم 112 لعام 2025، وهو مؤسسة ذات طابع اقتصادي يتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري مقره دمشق ويرتبط برئاسة الجمهورية.
ويهدف الصندوق إلى المساهمة في إعادة الإعمار وترميم وتطوير البنية التحتية التي تشمل كل ما يدعم الحياة اليومية للمواطنين من خدمات ومرافق كالطرق والجسور وشبكات المياه والكهرباء والمطارات والموانئ وشبكات الاتصالات وغيرها، وتمويل المشاريع المتعددة من خلال القرض الحسن.
المصادر المالية للصندوق تشمل التبرعات الفردية من داخل سوريا وخارجها والتبرعات الدورية عبر برنامج المتبرع الدائم الذي يتيح اشتراكات شهرية ثابتة إضافة إلى الإعانات والهبات والتبرعات التي يقبلها وفق القوانين والأنظمة النافذة.
المصدر: تلفزيون سوريا