قتل وأصيب عدد من عناصر “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، أخيراً، في محافظة الرقة شرقي سورية، جراء سلسلة انفجارات، فيما شنت “قسد” حملة اعتقالات في المحافظة، وسط توالي احتجاجات الأهالي في عموم مناطق شرق الفرات على سياسات “قسد” هناك. وفي الوقت نفسه، نفت تركيا مسؤوليتها عن قطع المياه عن محافظة الحسكة، واتهمت “قسد” بالتسبب في ذلك.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن 6 عناصر من “قسد” قتلوا خلال الساعات الأخيرة في تفجيرات مختلفة في مدينة الرقة.
وأشارت المصادر إلى أنه قتل، صباح الجمعة، عنصر من “قسد” بانفجار عبوة ناسفة خلال مرور دورية لهم قرب قرية الجديدات بريف الرقة الشرقي. وكان قتل عنصر وأصيب آخر بجروح بليغة، عصر أمس الخميس، جراء انفجار لغم أرضي بمحيط بلدة عين عيسى، شمالي الرقة، فيما قتل عنصر آخر قرب بلدة الجرنية جراء انفجار عبوة ناسفة.
وسجل، الخميس، أيضاً مقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين بجروح بليغة جراء انفجار لغم أرضي بسيارة دفع رباعي لقوات قسد بمحيط قرية البوعاصي، قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وعُثر كذلك على جثة عنصر من قوات “قسد” مقتولاً قرب قرية خنيز شمالي الرقة.
من جهتها، شنت “قسد”، الخميس، حملات اعتقال وصفتها شبكات محلية “بالتعسفية” بحق الأهالي، وذلك بعد استنفار قواتها على الحواجز التابعة لها المتمركزة على مدخلي المدينة الجنوبي والغربي.
ووفق تلك الشبكات، فقد شهد حاجز الجسر القديم، المتمركز في مدخل المدينة الجنوبي، ازدحاماً نتيجة عمليات التفتيش من قبل “قسد”، إضافة لاعتقال عدد من الأشخاص، بينهم شباب، بهدف تجنيدهم وسوقهم للخدمة العسكرية.
وفي سياقٍ متصل، قامت الشرطة العسكرية التابعة لـ”قسد” بشن حملة اعتقالات عبر حواجز الريف الغربي للمحافظة، طاولت قرابة 19 شاباً، وذلك في إطار عملية التجنيد الإجباري التي تفرض على الأهالي في مدينة الرقة.
وعلى صعيد متّصل، ذكرت شبكتا “نداء الفرات” و”فرات بوست” المحليتان، أن ثمة ما يدعو للاعتقاد بمسؤولية “قسد” عن التفجيرات والفوضى في المناطق الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني السوري” في محافظتي الرقة والحسكة، حيث لا يمر أسبوع واحد إلا وتشهد تلك المناطق تفجيرا يستهدف الأسواق العامة وأماكن تجمع المدنيين، كان آخرها الانفجار الذي شهدته أمس مدينة رأس العين شمالي الحسكة في سوق شعبي أدى لعدة إصابات في صفوف المدنيين.
وبحسب شبكة “نداء الفرات”، فإن “قسد” تعمل على تفخيخ سيارات المدنيين المتجهين نحو مناطق سيطرة الجيش الوطني من دون علم سائقيها، وقد تكررت هذه الحالة مرات عديدة.
كما أشارت شبكة “فرات بوست” إلى مقتل الشاب بسام حمد العلي، وهو سائق السيارة المفخخة التي استهدفت حاجز العدوانية غرب رأس العين أمس، مشيرة إلى أن “قسد” فخخت السيارة من دون أن يعلم وانفجرت أثناء استجوابه من قبل الجيش الوطني.
إلى ذلك، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن أهالي بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي نفذوا وقفة احتجاجية، اليوم الجمعة، للمطالبة بدعم البنية التحتية لمناطقهم، وتقديم الدعم لعوائل عشيرة الشعيطات الذين قتلوا على يد تنظيم “داعش”.
كما أصدرت عشائر وقبائل الخط الجنوبي لمدينة الرقة، اليوم، بياناً موجهاً إلى كل من “قسد” والتحالف الدولي، يطالب بتحرير مناطقهم من المليشيات الإيرانية التي تمارس الفظائع بحق أهلهم وأقربائهم على الضفة الغربية لنهر الفرات، تحت أنظار قوات النظام التي لا تحرك ساكناً، وفق البيان.
وجاء في البيان الموقع من عشائر السبخة والولدة والبومانع والعجيل: “تزداد مناشدات الأهالي لنا بالتدخل مطالبين التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية بطرد المليشيات من غرب الفرات، حيث تمارس تلك المليشيات شتى أنواع الإجرام بحق أبناء المنطقة من قتل وتنكيل وترهيب وسلب للأموال، بهدف تهجير السكان الأصليين من أبناء المنطقة بشكل ممنهج ومنظم والعمل على التغيير الديموغرافي”.
من جهة أخرى، رفضت تركيا اتهامات النظام السوري بقطع المياه عن الحسكة منذ أكثر من أسبوعين، مشيرة إلى أن الوحدات الكردية عمدت إلى قطع الكهرباء عن محطة علوك المغذية للحسكة، ما تتسبب بتوقفها عن الضخ.
ونفى مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو في جلسة لمجلس الأمن، أمس الخميس، المزاعم التي تدعي أن تركيا تقطع المياه عن شمال شرق سورية، مؤكداً أنها عارية تماماً عن الصحة، وفق وكالة “الأناضول”.
وأوضح سينيرلي أوغلو أن محطة مياه “علوك” التي تغذي الحسكة بالمياه تعمل بالطاقة الكهربائية القادمة من سد تشرين الواقع تحت سيطرة “قسد”، حيث اعتاد التنظيم على قطعها بشكل متكرر ومقصود، مشيراً إلى أن تركيا قامت بتزويد المحطة بالطاقة الكهربائية التي قامت مجدداً بتوزيع المياه.
من جانبها، قالت وسائل إعلام النظام، مساء أمس، إن المياه بدأت بالوصول إلى أحياء مدينة الحسكة بعد 14 يوماً من الانقطاع، مدعيةً أن ذلك نتج عن “الجهود الحكومية”، حسب تعبيرها.
وأضافت أنه تم تشغيل 17 بئراً من أصل 30 بئراً وتشغيل 4 مضخات، مع الإشارة إلى أن العمل جار من أجل تشغيل الآبار المتبقية بكامل استطاعتها.
وكان ممثل النظام في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، حمل تركيا مسؤولية انقطاع المياه عن محافظة الحسكة.
المصدر: العربي الجديد