محلل يوضح لوكالة “ثقة” إمكانية توسع العملية الجوية التركية في سورية

لم يتأخر الرد التركي على تفجير شارع الاستقلال في إسطنبول الأحد الماضي، الذي راح ضحيته 6 مدنيين، حيث شنت عشرات الطائرات الحربية والمسيرة المزودة بالأسلحة، غارات مكثفة على مواقع حزب العمال الكردستاني (PKK) في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية (PYG) الذراع السوري لحزب العمال، في إطار عملية “المخلب ـ السيف” وفق ما أسمتها وزارة الدفاع التركية.

وكشف الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في تصريحات اليوم الاثنين أن العملية الجوية نفذتها 70 طائرة ومسيّرة، غاصت 140 كيلومتراً في شمال العراق و20 كيلومتراً شمال سوريا، كما تحدث عن تدمير 12 هدفًا لـ”الإرهابيين” المتمركزين في مدينة عين العرب (كوباني)، شمالي سوريا، مؤكداً أن استمرار العملية وارد.

كما كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن نتائج العملية تمثلت في قتل قادة من التنظيمات الكردية، التي تعتبرها تركيا جهات إرهابية، إذ حققت العملية إصابات مباشرة، بعد توجيه 89 ضربة جوية.

ويرى المحلل السياسي، أحمد مظهر سعدو، في حديث خاص لوكالة “ثقة” أن تركيا تريثت كثيراً وأجلت مرات عدة عمليتها العسكرية ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وحزب العمال الكردستاني (PKK)، بسبب تدخلات دولية واقليمية.

ولفت “سعدو” إلى أن استمرار استهداف “قسد” لمواقع عسكرية تركية في الشمال السوري، وكذلك العملية الإرهابية التي ارتكبها (PKK) مؤخراً في إسطنبول جعل تركيا في حل من أمرها تجاه التدخلات الدولية، فكان لابد من فعل عسكري تأديبي ما يوجه الى مواقع عسكرية مهمة تتكأ عليها “قسد” والمنظمات الإرهابية المنفذة للفعل الإرهابي في إسطنبول.

وأكد أن تفجير إسطنبول لم يكن حجة لتركيا من أجل بدء عملية عسكرية، كما يقول قيادات “قسد”، بل كان القشة التي قصمت ظهر البعير حيث طفح الكيل ولم يعد بالإمكان السكوت عن أفعال إرهابية تطال عمق الأراضي التركية، وفقاً لـ”سعدو”.

وأوضح المحلل السياسي أن تركيا حاولت من خلال التصعيد العسكري القوي أن تقوم بعمليات جراحية استئصالية للعديد من مواقع الارهابية التابعة لـ”قسد”.

وحول استمرار العملية العسكرية وتحولها لعملية موسعة تسيطر خلالها على مواقع تابعة لـ”قسد”، يعتقد “سعدو” أن تركيا ليست بصدد القيام بعملية عسكرية كبيرة، لكن أنقرة تحاول أن توجه رسائل لـ”قسد” والداعمين لها على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تسكت أبداً عن أي عملية إرهابية تستهدف أمن تركيا القومي، مهما كانت حجة التدخلات الخارجية.

وأمس الأحد، قالت وكالة أنباء النظام “سانا”، في تصريح مقتضب، إن الغارات التركية تسببت بمقتل عدد من العناصر التابعين لقوات النظام، موضحة أن العناصر قتلوا بغارات على ريف حلب الشمالي، والحسكة شمالي شرق سوريا.

وعن احتمالية رد نظام الأسد على مقتل عناصره، أكد “سعدو” أن “النظام أعجز من أن يرد على تركيا، ولو كان يستطيع الرد لكان رد على أكثر من ٢٠٠ عملية قصف جوي إسرائيلي ضد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني المتمركزة على الجغرافيا السورية وفي كثير من الأحيان طال القصف عناصر تابعين للنظام نفسه”، مشدداً “أن النظام عاجز بالفعل وهو جاهز لقصف شعبه ليس إلا”.

المصدر: وكالة ثقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى