
السويداء بأزمة حقيقية، فهي تحتاج كل شيء الآن، تحتاج الأمن والأمان، وتحتاج إعادة تأهيل كل مؤسسات الدولة، والمرافق التي تضررت، بما في ذلك المستشفيات والطرق والمخابز والمخافر وشبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي وكل ما أصابه الضرر من جراء الأحداث الأخيرة.
تحتاج السويداء للشعور بأن ما حدث من جرائم لابد سيلقى التحقيق المستقل، ومن قام بها لابد سيلقى العقاب المستحق. وأن الشعب السوري يميز جيدا بين تيار سياسي يمثل أقلية قد انحرف وخرج عن الوطنية السورية وبين أهالي السويداء الذين كانوا الضحية في ظل سيطرة السلاح والميليشيا ومن أعطى لنفسه الحق في أنه يمثلهم.
تحتاج السويداء لتسمع من السوريين المحبة والتعاطف وليس اتهام طائفة بأكملها أو تخوينها أو نبذها في فعل معاقبة يزيد من ألمها ويدفعها نحو اليأس.
تلك أزمة السويداء.
أما أزمة تيار الهجري فقد أعلنها تصريح اسرائيل أنها لا تدعم حكما ذاتيا للسويداء، اي أن مشروع هجرستان قد وصل للحائط .
فإلى أين يسير بالسويداء الشيخ الهجري ؟
واضح أنه تورط بالصعود لأعلى الشجرة دون أن يحسب لكيف ينزل عنها .
وتصريحه العلني الأخير المدوي بطلب الانفصال كان صرخة يأس أكثر منه مفتاحا لحل واقعي .
لقد وضع نفسه ومصير تياره في مهب الريح , وأغلق على السويداء الطريق للخروج من أزمتها , واستبعد كل حل وطني واقعي .
مايحصل الآن هو وضع السويداء في سجن كبير , سجن بدون أفق زمني , وبدون أي ضوء في نهاية النفق .
فلا مشروع هجرستان قابل لرؤية النور بعد أن تخلى عنه عرابوه الذين علق عليهم الهجري الآمال في حين تم تدمير كل الجسور في الطريق نحو دمشق .
وفي انتظار أن تفيق نخب السويداء وعقلاؤها من ردة الفعل والصدمة , وتعود اليهم العقلانية الضرورية للتفكير بالحلول الواقعية والوطنية .
سوف تبقى سورية الوطن والشعب تنتظرهم كأبناء أصلاء على مقربة منهم وعلى أبواب السويداء.