
شكل استهداف رئاسة الأركان في دمشق وتدمير المبنى الذي شهد عهودا متلاحقة وكان واحدا من أهم معالم سيادة الدولة السورية صدمة عنيفة للشعب والحكومة السورية على حد سواء.
أن يصل الأمر بإسرائيل أن تقوم بهكذا عدوان على هذه الدرجة من الخطورة والاستهتار بسيادة الدولة السورية بينما تدور المفاوضات للوصول لاتفاقات معها وعبر نهج سياسي غاية في السلمية وفي حين أصبح يتهيأ للسوري العادي أننا صرنا أحباب وأصحاب الولايات المتحدة , ومن يوم إلى يوم كان السفير الأمريكي في تركيا المكلف بسورية يختار أجمل الكلمات ويعبر عن صداقته واعجابه بالقيادة السورية وعن الرغبة الصادقة في مساعدة سورية وفي وحدتها بل ويدعو القوى الانفصالية للتوجه لدمشق , ثم فجأة ننتقل إلى قصف العاصمة السورية بأهم رموزها السيادية بعملية لا يمكن أن تقوم بها اسرائيل دون ضوء أخضر أمريكي , فهو أمر يكاد لا يصدق ، وهو يرخي ظلالا قوية من الشك على الأهداف الحقيقية للسياسة الأمريكية تجاه سورية , وربما أصبح الأمر يتطلب مراجعة شاملة للسياسة السورية أقلها لمعرفة وتحديد موطئ القدم الذي كنا نعتقد أن أقدامنا ثابتة عليه وهي تسير بسرعة وثقة بينما هو في الحقيقة أبعد ما يكون عن الثبات .
صحيح أن الخيارات صعبة ومحدودة، لكن أن لا توقظنا القنابل التي سقطت على حين غفلة فوق دمشق بينما يعانق السيد براك الرئيس ونصبح أقرب ما يكون من الاعتقاد بأن سياستنا نجحت في تفادي عدوانية نتنياهو لنتفرغ لتوحيد سورية وللبناء والتعمير فتلك مسألة من الصعب ابتلاعها بعد اليوم.
المصدر: صفحة معقل زهور عدي