إحباط تفجير داخل مقام السيدة زينب في محيط دمشق

أعلن مصدر في جهاز الاستخبارات العامة السورية التابع للسلطات الحاكمة الجديدة في دمشق، أنه تمكن بالتعاون مع إدارة الأمن العام في ريف دمشق، من إحباط استهدفت تنفيذ تفجير داخل مقام السيدة زينب، جنوبي العاصمة.

وأكد المصدر في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية “سانا”، السبت،  أن العملية أسفرت عن اعتقال متهمين من إحدى خلايا “تنظيم داعش”.

وقال  المصدر أن المتهمين كان يهدفون إلى تنفيذ “عمل إجرامي كبير يستهدف الشعب السوري”.

وشدد المصدر على أن جهاز الاستخبارات العامة يواصل العمل بكل إمكانياته لـ”مواجهة كافة محاولات استهداف أمن واستقرار الشعب السوري بكل أطيافه”.

ويشهد مقام “السيدة زينب” الشيعي  حراسة مشددة من قبل السلطات السورية الجديدة.

المصدر: الحرة

 

أحسنت الجهات الأمنية المختصة بإحباط مثل هذا الهجوم.

ووجود خطط لهجمات تفجيرية  تستهدف مثل هذه المواقع ليس مفاجئا، بل هو متوقع، وليس من قبل داعش فقط، وإنما هو متوقع من قبل قوى أخرى مثل قوى الانفصالية الكردية، والقوى الطائفية المرتبطة بإيران، وبالنظام السابق، بل ومن كل القوى التي تضررت من سقوط النظام الأسدي.

وإذا استهداف المقامات الشيعية من شأنه أن يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ويعطي المصداقية الزائفة لقول الكثير من القوى الدولية والاقليمية أن “المراقد والمزارات” بحاجة الى حماية وأن النظام البائد كان حاميا للأقليات. وهذا هدف حقيقي لهذه الاستهدافات، لكن هذه المراقد والمزارات ليست فقط هي المستهدفة، وإنما هناك دائما أماكن ومواقع ومؤسسات، ورموز على قائمة الاستهداف، وليس في هذا بجديد، ويمكن التنبه إليه، وإحباطه قبل أن يحقق مقصده، لكن ما يجب الحذر منه هو عمليات تخريب وتوتير وإثارة للنعرات في غير مكان، وعلى أكثر من صورة، تقوم بها قوى تنتسب للنظام الجديد، ولا يكون نتيجتها إلا تهيئة البيئة والأجواء لتنفيذ أي عملية تخريب.

** فالمساجد من هذه الأماكن حين يقوم أحد ما باسم قوى الثورة ليمنع متحدثا أو عالما، أو صاحب رأي من أن يسمع صوته ويبدي رأيه، أو يقوم أحد بالعتداء على الأضرحة التي تكون في أماكن معينة جانب المسجد أو خارجه، بدعاوى شاذة مقتلعة من سياقها الحقيقي.

** والمناطق ذات الطبيعة الدينية أو العرقية أو المذهبية حينما يقيم هذا الطرف أو ذاك فعالية دينية بزعم “نشر الدعوة”، أو تصحيح المفاهيم، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

** وكذلك تصدي هذه القوى لفعاليات وتجمعات وطنية وقومية وأدبية وفنية، وللشخصيات التي تمثلها، بدعاوى مختلفة، جميعها قائم على انتفاء أي طرف بممارسة النشاط السياسي والدعائي من غير قوى الثورة المسلحة.

كل هذا من شأنه أن يمثل مداخل خطر لولوج قوى الثورة المضادة الى ساحة الثورة نفسها، وإلى عرينها، وإلى القوى التي يجب أن تتحصن الثورة بها.

 

د. مخلص الصيادي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى