يتساءل كثيرون عن مبررات التوقف سنويًا أمام ذكرى ثورة يوليو، والعودة للحديث عن ايجابياتها، واستنباط المزيد من الدروس بعد خمسين عاما من أفول شمسها، ورحيل قائدها وجميع رموزها، فضلا عن أن الجيل الحالي في مصر والوطن العربي لا يعلم الكثير عنها، وربما ينظر اليها بسلبية وتشكك.
الجواب أن تجربة ثورة يوليو ليست عادية، وإنما هي أعظم تجارب العرب منذ سقوط الدولة العباسية وسقوط الاندلس وزوال حضورهم على مسرح التاريخ والعالم . فهي التي أعادتهم اليه ، ورشحتهم ليكونوا إحدى قوى العالم الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية (1) ، ووضعتهم على طريق النهضة الحضارية ، لولا أن مشروع يوليو تعرض لنكسة قاصمة على أيدي أنور السادات بمجرد رحيل ناصر .
ثورة يوليو وحدها بين ما كان يسمى مجازا (ثورات) حملت مشروعا قوميا نهضويا مكتمل العناصر والأركان ، وكافحت لتطبيقه ، فحققت الكثير وأخفقت في الكثير، ولكن انجازاتها تفوقت على الانجازات المعيارية للحركات والأنظمة الوطنية في هاتيك المرحلة ، إذ شكلت ” زمنا كاملا ” يستحيل تجاهله ، وإشعاعاته لا زالت ساطعة في حياة العرب ، دون أن تعي الأجيال الحالية أن ما تعتبره إيجابيات عادية الآن ، إنما تحققت بفضل ثورة يوليو، وكانت قبلها مستحيلة ، وعزيزة المنال .
هكذا هي طبيعة التحولات التاريخية دائما ، فالشعب الفرنسي الذي ينعم بواحدة من أعرق ديمقراطيات العالم المعاصر ، إلا أنه ينتقد باستمرار بعض مظاهر القصور ، متناسيا أن اجداده قبل ثورة 1789 كانوا يحلمون بها ، وأنه لولا نضالاتهم الغالية ما تحققت .
ولكن ما معنى أن تجربة ثورة يوليو شكلت ” عصرا كاملا ” ؟
معناها أن لهذه التجربة بداية ونهاية ، وأن كل شيء تغير في عصرها ، كان ما قبلها مختلفا ، وما بعدها صار مختلفا .
تعني أن ثورة يوليو غيرت والى الأبد ما كان سائدا قبلها ، وبعمق لا في مصر وحدها ، بل في الوطن العربي كله . هي الوحيدة بين تجارب التحرر والتغيير العربية المعاصرة التي لم تغير بلدها فقط ، بل غيرت الوطن العربي كله ، ولم تغير حياة وثقافة مصر والمصريين وحسب ، ولكنها غيرت حياة وثقافة العرب جميعا .
التغيير المقصود ليس سياسيا ولا حتى استراتيجيا ، وإنما هو تغيير جذري وجوهري في الوعي القومي للشعوب العربية كافة ، شمل كل ما يتعلق بنظرتهم الى أنفسهم ، وبعلاقاتهم ببعضهم بعضا ، وبالعالم ، وبموقفهم مما يجري من حولهم . تغيير أثّر بقوة على موازين القوى الاقليمية والعالمية ، بتوحيد حركات التحرر في افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية ، وخلق أكبر كتلة دولية عدديا ، وذات فعالية هائلة على المستوى الدولي ، وضعت القوى الامبريالية في موقع الدفاع لعقدين من الزمان ، ويقف العرب في طليعة قيادتها (2) .
ما سميناه ( عصر يوليو ) الثوري لم يزد على 18 عاما ، ولكن التغييرات التي حققها في هذه المدة القصيرة تضاهي التغييرات التي تتحقق في قرن كامل .. نعم قرن كامل . وسنوضح ذلك . ولكن لنتفق أولا على أن دينامية الثورة تعطلت بموت ناصر عام 1970 ، ثم بانقلاب السادات في مايو 1971 ، بيد أن دوائر تأثيرها لم تتوقف حتى الآن بعد مرور نصف قرن .
فما هي معالم ذلك العصر ؟ وما عناصره ؟ وما أهميته ؟
عصر يوليو .. عصر مصر
أول عناصر ذلك الزمن ومعالمه هي ( القيادة المصرية ) المطلقة للأمة العربية . لا نعني الكتلة السياسية الرسمية ، أي كتلة الحكومات والأنظمة ، فهذه عملية سهلة وممكنة دائما ، لأي نظام أو دولة تتوفر لها الامكانيات المادية ، ولكننا نعني قيادة الشعوب العربية قيادة خلاقة وديمقراطية مباشرة خارج القنوات الرسمية ، بعد توحيدها ودفعها الى أهداف قومية عليا موحدة ومحددة ، ودفعها للنضال في سبيلها ، خلف القيادة المصرية التي امتلكت تأييدا وتفويضا عربيا كليا، انبنى على ضم الجماهير في معترك السياسة اليومية وخلق قوة ضغط جبارة على الحكومات والأنظمة ، والقوى الاستعمارية التي كانت تتحكم بثلاثة أرباع الدول العربية ، وصار من المستحيل عليها مواجهتها . فتحولت القيادة المصرية قيادة عربية بالضرورة ، أو بالطبيعة ، اتحدت وظيفتها الثورية وطنيا وقوميا ، فتفعلت القومية العربية للمرة الأولى ، وبرزت قوتها واقعيا ، مما أجبر القوى الدولية على حساب حسابها .
وثاني هذه العناصر ظهور مركز قوة ثابت وحامل بحجم دولة ، لفكرة القومية العربية التي كانت رغم زخمها الشعبي تفتقر لمركز قوة وحامل بحجم ومستوى ومكانة دولة كمصر، لها امكانيات ضخمة . كانت العروبة والقومية العربية فكرتين تعيشان في عوالم الفكر والثقافة وحسب ، لا وجود ولا تأثير لهما في استراتيجيات الدول .
هذا من ناحية أولى ، ومن ناحية ثانية كانت هذه المرة هي الأولى تنتقل فيها الفكرة القومية من بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية الى شمال افريقيا ، والى مصر بالذات ، وهي من أكثر البلدان العربية بعدا عن الإيمان بالقومية ، وبعدا عنها (كما سنفصل لاحقا) . ولا شك أنه لولا مصر ، ودورها النضالي في ثورة الجزائر لما سطعت وانتشرت الفكرة القومية في بلدان المغرب العربي كافة وشدها الى معارك المشرق العربي ، وخاصة فلسطين، وتوحيد المشرق والمغرب والجنوب في بوتقة النضال القومي ضد الاستعمار الأجنبي الغربي . لقد
كان لدور مصر في دعم الثورة الجزائرية أثر عميق على انتشار فكرة القومية العربية ، ومنحها قوة دفع وصدقية واقعية .
ومن الحقائق التي يجهلها كثير من الناس حاليا أن الحركات والمنظمات القومية في لبنان وسورية والعراق كافة وقفت عاجزة عن مد تنظيماتها وتأثيرها للساحة المصرية ، نتيجة ضعف ايمان غالبية النخب المصرية بالعروبة التي تتطلب الاندماج في مشروع قومي كبير ، وايمانها بأن مصر أمة قائمة بذاتها . فالمعروف أن من خصائص مصر رفض ما يأتيها من الخارج ، ورفض أن يعلمها ويوجهها أحد ، وتؤمن بأنها هي التي تعطي وتعلم الآخرين (3)! . ولذلك تغير النتائج عندما نبعت فكرة القومية العربية من داخل مصر ، بفضل ثورة يوليو ، وسعيها لدمج مصر بالعروبة والقومية وقيادتها في غضون أعوام قليلة ، ووضع الحركات القومية في المشرق في ركاب ثورة يوليو وضمن القوى الموالية لمصر وقيادتها السياسية . وكان هذا التحول بمثابة تغير هائل ، ولكنه في حقيقة الأمر عودة للأصل الذي تجلى بقوة في عصر محمد علي على يد ابنه ابراهيم باشا الذي فاخر بعروبته ، وكافح لإنشاء أول مملكة عربية موحدة بين مصر ووادي النيل والشام والجزيرة العربية ، وكاد أن ينجح في مسعاه لولا تدخل تحالف اوروبي ضم سبع دول لضرب ووأد مشروعه عام 1942 .
ثالث هذه العناصر أن مصر قامت بمهمة تاريخية كبيرة لا تقل عن العنصر السابق ، تترجم استراتيجيتها القومية ، ممثلة بتحرير الوطن العربي . وللأسف لا يعلم الناس في هذا العصر أن العرب قبل زمن يوليو غيرهم بعده . كانت كافة الدول العربية خاضعة للاحتلال الاجنبي مباشرة أو بصورة غير مباشرة فيما عدا اليمن الشمالي والسعودية ولبنان وسورية والعراق وليبيا ، وبعض هذه الاستقلالات شكلي ، بما فيها استقلال مصر الخاضعة فعليا للاحتلال البريطاني ، وكذلك العراق وليبيا رغم الاستقلال المعلن .
مصر يوليو هي التي حررت الدول العربية بدءا من الجزائر، واليمن الجنوبي ، ثم دول الخليج ، فضلا عن السودان ، ودعمت نضال تونس وموريتانيا والمغرب في سبيل التحرر والاستقلال . وضاعفت دعمها لكل حركات التحرر والثورات الشعبية بعد هزيمة حزيران / يونيو 67 ، وعلى الأخص ثورة الشعب الفلسطيني الذي اعتبرتها ( أنبل ظاهرة عربية بعد النكسة ) واحتضنتها ووفرت لها الدعم العربي والدولي ، العسكري والسياسي .
لقد نجحت مصر طوال الحقبة الثورية في خلق مناخ نضالي تحرري معاد للاستعمار في الفضاء العربي الثقافي والسياسي ، ودعمت كل حركة تحرر في كل جزء من عربستان الى اريتريا ، الى موريتانيا ، وأمدتها بالسلاح اذا احتاجت ، وهيأت لها التأييد الدولي من حلفاء مصر الأقوياء ، في الكتلة الاشتراكية ، وحركة عدم الانحياز ، ومنظمة الوحدة الافريقية ، والعالم الاسلامي ، وواصلت هذا الدور حتى سبعينيات القرن السابق .
مصر اليولوية هي التي حمت الدول العربية من الانتقال من سيطرة بريطانيا وفرنسا الى سيطرة أميركا ، وعملت على إخراج القواعد العسكرية ، ومنع الاحلاف الغربية ، وقاومت كل عدوان على الدول العربية .
ومصر هي التي قادت العرب في عدة حروب ضد العدو الاسرائيلي الغاصب لفلسطين ، حرب 56 ، وحرب 67 ، وحرب الاستنزاف 69 ، وحرب 73 اضافة لحرب 48 ، وهذا العدد من الحروب يعتبر قياسيا قياسا لقدرة دول ضعيفة وفقيرة خارجة من استعمار طويل ، ولذلك لا تعتبر الهزيمة في بعضها شيئا معيبا ، خصوصا أن اسرائيل مدعومة بأقوى دول العالم . اضافة الى أنها جرت بينما كانت مشغولة بثورات وحروب الاستقلال من الجزائر الى اليمن ومن المغرب الى العراق .
ومصر اليولوية هي التي تصدت لسياسة ملء الفراغ الاميركية الرامية لاحتواء العرب ، وإقامة احلاف بقيادة اميركا ، ووقفت وراء اقتلاع القواعد الاجنبية ، أو منعها في ليبيا والعراق والجزيرة العربية والخليج (4).
ومصر هي التي قادت أولى تجارب الوحدة القومية الحديثة بين الدول العربية مع سورية 1958 – 1961، وكانت أول وحدة اندماجية وعضوية ، انطوت على تهديد جدي لترتيبات سايكس بيكو وإرادة الدول العظمى ، وخلقت طوقا على عنق اسرائيل من شمالها وجنوبها .
ومصرقادت تجربة اتحاد الجمهوريات العربية الرباعية . وعندما توقفت مصر عن السعي في سبيل الوحدة .. لم يواصل العرب هذا السبيل الذي وحده يمثل طريق النهضة والقوة أمام العرب ، أما تجربة مجلس التعاون الخليجي عام 1980 ، فليست سوى تجمع شكلي بين امارات الخليج .
ومصر هي التي قادت العرب في أولى خطواتهم للتحديث والتنمية والعدالة الاجتماعية ، ممثلة بسياسات التأميم والتصنيع والاصلاح الزراعي ، وبناء الدولة الحديثة ، دولة المؤسسات .
ومصر هي التي قادت أوسع وأعمق استراتيجيات التعليم الحديث وتطويره وساعدت كافة الدول العربية على تعميم التعليم ورفع مستواه ونشره ، وكان للمدرسين المصريين دور ملحمي لا يقل نبلا عن ادوار الجندي المصري أو المهندس المصري في تطوير وتحديث البلدان العربية من المغرب الى الخليج ، ومن موريتانيا الى مصر .
ومصر هي التي قادت العرب على المسرح الدولي وأبرزت دورهم القيادي من مؤتمر باندونج الى حركة عدم الانحياز ومنظمة التضامن الآفرو – اسيوي ، ومنظمة الوحدة الاسلامية ، والوحدة الافريقية اضافة لتفعيل دور وحضور جامعة الدول العربية حتى صارت لاعبا دوليا فاعلا على ساحات النظام الدولي .
وبموازاة هذه الأدوار لعبت مصر دورا رياديا في تحرير أفريقيا وقيادتها، وتنميتها وربطها بالامة العربية تحرريا وحضاريا ، وحشدها في خندق الدفاع عن الحقوق العربية ، في كافة معاركهم القومية مع أعدائهم ، وعلى الأخص اسرائيل ، وقد حققت انتصارات ونجاحات لا تقدر .
كل هذا في غضون 18 سنة فقط . ما يبرر قولنا إن تلك الحقبة كانت دورة زمنية كاملة تختلف عما قبلها وعما بعدها .
أهم إنجازات يوليو لا ترى بالعين :
لكل ثورة كبرى في التاريخ نوعان من الانجازات :
أولا – انجازات فيزيائية ملموسة ومجسدة ومحددة في ارقام واحصاءات وانشاءات مادية ، كالمصانع ، وعدد المدارس والجامعات ، وعدد الخريجين ، والسدود ، ومستوى المعيشة ، واستصلاح الاراضي ، وزيادة الانتاج .. إلخ . وهذه كلها رغم أهميتها العظيمة ، فإنها اقل أهمية من الانجازات الثانية .
ثانيا – انجازات غير رقمية وغير مجسدة في منشآت وهياكل ، أو قابلة للحساب والاحصاء والتحديد . وهي التي تتعلق بالتغييرات العميقة في بنية المجتمع وبنية الوعي وصميم الثقافة والفكر وعقائد المجتمع .
المثال الذي سنضربه هنا هو – في نظري – أعمق وأعظم انجازات زمن يوليو . هو تغيير الشخصية المصرية وتحديثها من داخلها ، وتغيير عقيدة الشعب المصري الوطنية ، تغييرا بمستوى التغيير الذي حققه الفتح الاسلامي لمصر ، حين انتقلت مصر القبطية الى مصر عربية اسلامية .
ثورة يوليو حققت نقلة بهذا المستوى، بإعادة مصر من الهوية التركية ، والهوية الالبانية ، والهوية الاوروبية الى الهوية العربية الناصعة ، بشكل سلمي وبلا عنف ، وبسلاسة تامة ، لأن هذه العملية في تجارب أمم أخرى أدت لحروب أهلية طاحنة وانشقاقات عنيفة . أما في مصر فعملية التغيير تمت بعمق ، نفذ الى كل تيارات وفئات وطبقات ” الأمة المصرية ” إذا جاز التعبير، وتقبلها الشعب المصري تقبلا حسنا ، يدل على أن تكوينه العربي العميق ، لم يزل حيا في أعماق وعيه .
لقد مثّل النصف الأول من القرن العشرين فترة انتقالية بين انهيار الدولة العثمانية وزوال مخلفاتها الاجتماعية والثقافية ، وانبعاث الوعي القومي الحديث في أوساط الشعوب العربية كافة ، والذي مثله قيام ثورة يوليو 1952 واستراتيجيتها التحررية والنهضوية .
في المرحلة الانتقالية الممتدة بين الحرب العالمية الأولى ونهاية الحرب الثانية عانت مصر كغالبية البلدان العربية من أزمة هوية ، وتمزق على مستوى الوعي التاريخي ، فلا تعرف ما ومن هي؟ .
لم تكن نخب الفكر والسياسة في العالم العربي قد حسمت اشكالية الهوية التاريخية المعقدة ، بعد اربعمائة سنة من الاندماج في الهوية العثمانية وثقافتها .
تنازعت المصريين في النصف الاول من القرن العشرين خمس هويات وانتماءات متناقضة ومتضاربة : فرعونية ، وإسلامية ، وأفريقية ، ومتوسطية – أوروبية ، وآخرها عربية . وكان أقوى الاتجاهات بينها اعتقاد المصريين أنهم ( أمة قائمة بذاتها ) تتحدث بلسان عربي ، ولكنها لا تنتمي لأمة عربية . كان المؤمنون بالانتماء القومي العربي أقلية مثل أحمد حسن الزيات ومصطفى صادق الرافعي ، وأحمد أمين ، وعبد الرحمن عزام واحمد عبد القادر المازني . أما كبار الأدباء والمفكرين فكانوا بين معاد للعروبة أو منكر لها ، أو قائل إن المصريين فراعنة ، أو أمة قائمة بذاتها ، كأحمد شوقي ، وشبلي شميل ، وفرح أنطون ، وسلامة موسى الذي كان يدافع عن التمسك بالهوية الفرعونية ، ولويس عوض ، وقاسم أمين ، ولطفي السيد ، وأكثر من عبر عنهم طه حسين الذي كان أهم مفكري مصر على الاطلاق في تلك الحقبة (5) . وكان طه حسين مفكرا وعميدا للأدب العربي ، ووزيرا للتعليم . وقد أدلى طه حسين بأحاديث وكتب مقالات كثيرة كرر فيه رفضه وصف مصر بالعربية . وعلى سبيل المثال أدلى في عام 1938 بحديث لمجلة المكشوف قال فيه إن دم غالبية المصريين لا يمت للعرب بصلة . وإن اللغة لا وزن لها في تقرير هوية الأمم ، ولو كان لها وزن ، لما كانت دول مثل بلجيكا وسويسرا والبرازيل والبرتغال قد قامت . وذات مرة كتب بعض الكتاب داعيا الى وحدة عربية تنضم لها مصر فرد عليهم طه حسين بقوله : (إن المصريين لا يتصورون اشتراكهم في امبراطورية عربية مهما يكن مستقرها ، ومهما يكن شكلها ، ومهما تكن نظم الحكم فيها).
وحتى عباس محمود العقاد لم يزد على اعتبار مصر أمة قائمة بذاتها ، تربطها ثقافة مشتركة ببقية العرب ومثله عبد القادر حمزة ، وفتحي رضوان ، وحتى زكي مبارك الذي كان يرفض الهوية الفرعونية ، كان أيضا يتمسك بهوية مصر المصرية ، ويرى أن المصريين لا يربطهم بالعرب سوى الدين واللغة ، وما عدا ذلك فهم مصريون ، ويجب أن تكون ثقافتهم مصرية وحسب ، وهاجم من يدعون الى أن تكون ثقافتهم عربية ، لأن الثقافتين مختلفتان ! وكان الاديب محمد كامل حسين يرى أن مصر المعاصرة لا فرعونية ولا عربية ! (6)
و كان قادة الحركات السياسية لا يؤمنون بعربة مصر من سعد زغلول الذي قال إن العرب مجموعة أصفار ومكرم عبيد ، وهدى شعراوي والنقراشي ، ويتبنى بعضهم نظرة عنصرية للعرب ( ما زالت رواسبها ومؤثراتها كامنة في أعماق الشخصية المصرية الى الآن) ويعتقدون أن مصر ذات هوية أوروبية – افريقية بحكم جغرافيتها ، وأما علاقتها بالعروبة والعرب فتقتصر على الاشتراك باللسان والدين . وأما الاسلاميون فكانوا يرون أن مصر اقرب للعثمانيين والأتراك ، وأن الجميع ينتمون الى أمة اسلامية تقودها الخلافة العثمانية التي ينبغي العمل على احيائها .
هذا الاضطراب في وعي الهوية المصرية حصيلة طبيعية لسيطرة أسرة محمد علي على حكم مصر لقرن ونصف قرن ، وهي اسرة البانية – تركية ، وسيطرة العثمانيين والأتراك لثلاثة قرون ، ووجود جاليات أوروبية كبيرة (بريطانية بسبب احتلال بريطانيا لمصر، وايطالية ، ويونانية ، وفرنسية) تسيطر على مقاليد الاقتصاد والسلطة السياسية والثقافة .
وكان المصريون بلا سلطة حقيقية على بلادهم ودولتهم وثرواتهم الزراعية والمصرفية والصناعية ، ولا على قناة السويس أهم مواردهم المالية ، وكانت الاسكندرية مدينة أوروبية بالكامل ، يعمل المصريون فيها خدما للاوروبيين والاتراك والالبان وحسب (8) .
أمام هذا الوضع المأزوم والمضطرب كان أول ما قامت به ثورة يوليو هو حسم اشكالية الهوية وانتماء مصر القومي ، وكان ذلك أن الضباط الاحرار الذين قاموا بالثورة مصريون عروبيون ، فاستعادوا للمرة الاولى بعد مئات الاعوام حكم مصر ، وأنهوا حكم الاقليات الاجنبية . وعملوا فورا على تحرير البلاد من أسرة محمد علي الالبانية الملكية التي وصلت مع آخر ملوكهم فاروق الى الحضيض ، وتسببت بكوارث كبرى ، آخرها هزيمة 1948 أمام العدو الاسرائيلي . كما أنهت الثورة نفوذ الاقلية التركية ، ثم انهت الاحتلال العسكري والسياسي لبريطانيا والاقليات الاوروبية النافذة والمتحكمة بالاقتصاد، وخاصة قناة السويس والمصارف والشركات التجارية والصناعية الكبرى ، بل وطبقة الاقطاع المسيطرة على 90% من ملكية الاراضي الزراعية . وبعد تأميم القناة والانتصار على العدوان الثلاثي 1956 اضطرت الاقليات الاجنبية للنزوح واستعاد المصريون بلادهم وثرواتهم ، وعزز ذلك تأميم الاراضي الزراعية وتوزيعها على الفلاحين الفقراء .
هذه الانجازات كان لها تأثيرات اجتماعية متتالية ، وانعكاسات عميقة على هوية مصر ، وهوية نظامها وطبقتها الحاكمة الجديدة .
لقد حسمت الثورة مسألة الهوية بسرعة ، فكان كتاب عبد الناصر( فلسفة الثورة ) بوصلة الاتجاه الجديد ، وضع مصر بين دوائر ثلاث متكاملة لا متناقضة ، عربية أولا ، واسلامية ثانيا ، وافريقية ثالثا . وجاء تأسيس واطلاق ( إذاعة صوت العرب) بعد شهرين فقط من الثورة ، تأكيدا لوعي أصيل بهوية مصر القومية ورسالتها في محيطها العربي، وتعبيرا عن وعي قومي عربي راسخ للثوار. وبعد شهور بدأ السعي لتفعيل روابطها ودورها في تحرير الشعوب العربية ، وتحويل القاهرة قاعدة انطلاق لحركات التحرر في بلدان المغرب، وبعد سنتين انطلقت ثورة الجزائر بناء على تعهد مصري بالدعم الكامل عسكريا وسياسيا وماليا . وفي نفس الفترة ظهر اهتمام مصر بقضايا المشرق والجنوب العربيين ، من خلال تحالفات استراتيجية ومبدئية مع حركة القوميين العرب ، وغيرها من المنظمات القومية والثورية في اليمن وسورية والعراق والسعودية والخليج .
أما انتصار مصر على العدوان الثلاثي عام 1956 فعزز مكانة مصر وأمدها بقوة شعبية هائلة على الصعيد العربي ، وأظهر تضامن الشعوب العربية مع مصر في مواجهة العدوان الثلاثي يقظة المشاعر القومية بين العرب جميعا ، وتوج مصر مثابة وقائدة رائدة وعالمية للنضال التحرري العربي – الافريقي ، وجعل منها مركز إشعاع للحركتين القومية العربية من المشرق الى مصر. ومن حسن الحظ أن هذا المركز يمتاز بمزايا جيوبوليتيكة فريدة ، كالكثافة البشرية ، والموقع الاستراتيجي ، والثقل السياسي الدولي . واكتملت هذه المزايا بتوفر قائد تاريخي فذ كجمال عبد الناصر ، اجتمعت فيه صفات الزعامة والبطولة والحس الانساني ، والابداعي ، والمبادرة ، والتي نختصرها بالكاريزما الشعبية فاكتملت عناصر التأثير والقيادة الجغرافية القومية والفكرية والسياسية التي أصّلها الفيلسوف المصري جمال حمدان في كتابه الموسوعي عن (شخصية مصر – دراسة في عبقرية المكان ) (9 ) .
هذه العناصر هيأت مصر لبلورة استراتيجية تحرير الوطن العربي سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا . وقيادة العمل العربي الثوري والشعبي ، ووفرت الظروف لقيام أول وحدة فعلية مع سورية في التاريخ الحديث استمرت بين 1958 – 1961.
كان أول وأهم ما صاغته الثورة وفلسفتها وتوجهاتها السياسية القومية هو صياغة مفهوم ( الوطن العربي ) للمرة الأولى في التاريخ . قبل يوليو 1952 لم يكن هذا المصطلح معروفا أو مطروحا في اللغة السياسية ، وخاصة اللغة السياسية الرسمية ، رغم أن الجامعة العربية كانت قد تأسست منذ عام 1945 .
هذا اضافة الى أن ثورة يوليو نشرت على نطاق الوطن العربي ثقافة التحرر والاستقلال ومحاربة الاستعمار . كما نشرت بشكل متزامن ثقافة التغييرالاجتماعي ، وقيم الحداثة العصرية ، ولا سيما العدالة الاجتماعية والمساواة ، وحكم القانون ، ومجانية التعليم ، وتعميمه على نطاق واسع ، وغرست بذور الفكر الاشتراكي ، ووضعت قواعد دولة المؤسسات ، وأعادت تشكيل الخريطة الاجتماعية وتوزيع الثروة الاقتصادية ، مما سمح بتغيير المجتمع جذريا وعيا وتركيبا وثقافة هوية .
بهذه الاستراتيجيات العلمية والوسائل والآليات العصرية حققت يوليو ( الهوية القومية ) بين الشعوب العربية ، وحسمت الانتماء الى ( الأمة الواحدة ) ، فاضمحلت الهويات القطرية والمذهبية والعرقية والقبلية الما دون قومية ووطنية ، فتحققت عمليا ( الوحدة العربية ) على مستوى الوعي والعقل والفكر . وهو ما يتطلب ايضاحا أوسع .
كيف حققت ثورة يوليو الوحدة العربية ؟
قلنا سابقا إن أزمة الهوية القومية لم تكن محصورة بمصر، بل عانت منها المجتمعات العربية بعامة ، بدرجات متفاوتة حسب السيرورة التاريخية لكل منها ، من الجزائر الى العراق ، ومن موريتانيا والمغرب الى تونس ولبنان والحجاز والخليج . ولم يكن المشرق العربي مهد الدعوة والاحياء القوميين العربيين بعيدا عن هذه الأزمة ، إذ أن فكرة القومية السورية التي صاغها انطون سعادة، وتبناها بدرجات وأشكال متباينة بعض فلاسفة التيارات الاخرى كالمارونية السياسية ، ارتكزت على أن شعوب سورية لا علاقة لهم بالعرب وينتمون لحضارة مختلفة وعنصر بشري مميز ، ويستشهدون بأبحاث بيولوجية وروايات تاريخية مضللة تحط من شأن العرب ، وتحط من قدرهم عنصريا ومن قدر حضارتهم ! ولكن حقبة النضال القومي في زمن ثورة يوليو حفلت بنضالات جماهيرية قومية وانجازات أو تغيرات كبيرة اسقطت الاطروحات والمقولات والنظريات المعادية للعروبة . فكانت حصيلتها نقلة نوعية كبيرة ، بالمعايير التاريخية والاجتماعية والفكرية ، إذ حسمت الحركة القومية العربية (حركة القوميين العرب والبعث ) حالة الازدواجية والفصام بين هويات العرب المتناقضة والمضطربة والمتصارعة ، بحيث أصبح العرب في ستينيات القرن الماضي يعون ذاتهم كأمة واضحة الهوية القومية ، ومحددة الأهداف ، بما فيها إقامة كيان سياسي موحد .
وحتى في المغرب العربي لم يعد ثمة تأثير قوي للأفكار والاطروحات التي روجت لها الثقافة الفرنسية طويلا للادعاء أن سكان المغرب الاصليين من الامازيغ هم شعوب أوروبية هاجرت قديما الى الضفة الجنوبية للمتوسط ، وهم الآن شعوب قريبة من الأوروبيين اكثر من قربهم للعرب القادمين من الجزيرة العربية بثقافتهم الصحراوية البدائية ، بما فيها الاسلام . فقد أعادت الثورة الجزائرية بدعم العرب تعريب الجزائريين ، وفجرت الوعي بالروابط التي تجمعهم بالعرب ، بما في ذلك شعوب وقبائل الامازيغ التي ظهر فيها علماء ومؤرخون أكدوا أن الامازيغ وفدوا من اليمن ، لا من أوروبا فبل آلاف السنين ، كاللغوي والمؤرخ البارز عثمان السعدي ( 10)، وأصبح الامازيغ قادة للحركات القومية العربية في الجزائر والمغرب وتونس كالأمير عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي وبن باديس ومصالي الحاج ، والبشير الابراهيمي وآيت أحمد ، وبومدين وبوتفليقة !
هذا الانجاز التاريخي هو أبرز انجازات الحركة القومية في النصف الثاني من القرن العشرين بعد الانجاز الأول الممثل بالانفكاك عن الحقبة العثمانية وتجلياتها الفكرية المشوهة التي استمرت زهاء اربعة قرون ، ثم التحرر من الاستعمار الأوروبي .
إن هذا الانجاز الكبير غير حسابي ولا مادي ولا رقمي ولا فيزيائي , ولا يستطيع تقديره إلا المؤرخون وعلماء الاجتماع . ورغم التراجعات والارتدادات التي شهدها العالم العربي في العقدين الأخيرين ، إلا أنه لا يسجل أي مؤشر على تراجع حقيقي على هذا المستوى . فهناك اجماع راسخ ومستقر استقرارا لا تشوبه شائبة بين العرب على أنهم أمة واحدة ، وأن أمنهم القومي واحد ، وأن مصيرهم واحد ، وأن مستقبلهم مرهون بوحدة كياناتهم ، ولا يوجد أي دولة مثلا تسعى للانسحاب من الجامعة العربية مهما بلغت انعزاليتها أو احتجاجها على بعض الانحرافات يمينا أو يسارا .
وكما ذكرنا سابقا فإن علماء الاجتماع وحدهم يمكنهم بأبحاثهم التخصصية الابستمولولوجية والانثربولوجية العميقة لاتجاهات الرأي العام في المجتمعات العربية قبل وبعد ثورة يوليو 1952 سبر وتقييم درجات التحول فيها ، واستنتاج حجم وأهمية الانجاز الذي حققته حقبة يوليو في مصر ، وفي البلدان الأخرى ، بفضل تأثيرها وتوجيهها للنضالات الشعبية لتحرير الوطن العربي ، وتعميقها للشعور القومي بوحدة المصير ، بالتحالف مع حركات المشرق السياسية القومية ، الأمر الذي أوجد أجيالا متصالحة مع هويتها العربية ، تناضل لتحقيق الأهداف العليا لأمتها العربية وتجاوز العصبيات المضادة كالقومية السورية ، والانعزالية المارونية ، أو العرقية ، كالامازيغية والكوردية ، أو الطائفية الضيقة والاسلامية الطوباوية .
ولأن هذه الهوية هي الأصل الأصيل ، وما عداها ابتداع واختراع وفئوي محدود ، فقد استقر الوعي الشعبي العربي عليها في جميع البلدان من موريتانيا الى سورية ولبنان ، وفشلت كل المحاولات المضادة ، من القومية السورية الى النزعة الاسلامية الاممية ، أو النزعة الشيوعية الأممية . وعندما أفلت شمس يوليو وغربت حقبة مصر الذهبية ، لم تنحسر شمس العروبة ، ولم تتأثر قوة الانتماء للامة العربية في أي بلد من البلدان العربية ، بل واصلت تطورها وتقدمها ، وسقطت محاولات الانعزال في لبنان ، وفشلت محاولات بعض التيارات الامازيغية الفرانكفونية لدق اسافين ، واحياء نظريات استعمارية لفصل الامازيغية عن العرب ، وسقطت أيضا نظريات الشيوعيين السوفيات ومخلفات الاستشراق العنصري .
إن أعظم انجازات الحركة القومية العربية المعاصرة هو احياؤها الهوية العربية وتثبيتها وتعميقها وتحديثها ، بحيث لم تعد موضع تشكيك أو اختبار ، ولا يمكن الارتداد عنها الى ما قبلها أو دونها . وأضحت موضع اجماع بين تيارات الفكر العربي واتجاهاته ومذاهبه وقواه التقليدية والحداثية ، الدينية والعلمانية واليسارية واليمينية .
بعبارة أخرى ينبغي القول إنه بفضل الحركة القومية التي قادتها مصر الناصرية عاد العرب الى العروبة ، وعادت العروبة الى جميع أقطار العرب . وبفضلها عاد العرب الى التاريخ ، كأمة حية ذات دور بارز على المسرح الدولي .
======================
أسانيد البحث :
————–
1 – راجع نبوءة المؤرخ والمفكر البريطاني العظيم أرنولد توينبي في كتابه ( الوحدة العربية ) التي أسسها على مشروع ثورة يوليو ، وقيام الوحدة السورية – المصرية . ويمكن رجوع القارىء الى كتاب ( التحدي العالمي ) لجان جاك سرفان شرايبر الذي يبشر بنشوء قوة عالمية جديدة هي العرب بناء على نتائج حرب رمضان 1973 بين العرب واسرائيل ، ويرى المؤلف أنه لو تحالف العرب واليابان لنشأ تحد كبير في مواجهة الهيمنة الغربية على العالم .
2 – نشير الى كتاب المفكر العربي الجزائري الراحل مالك بن نبي ( فكرة الأفريقية الآسيوية) الذي استوحى موضوعه من مؤتمر باندونج 1955 الذي كان لجمال عبد الناصر دور رائد في صياغة استراتيجيته الحضارية كما سماها بن نبي ، باعتبارها مدخلا لتغيير دولي شامل يؤسس لعالم أكثر عدلا ، وهو أول مؤتمر أبرز شخصية ناصر ودور مصر على المسرح الدولي ومهد لميلاد حركة عدم الانحياز مع زعماء الهند وأندونيسيا ويوغوسلافيا .
3 – كشف المرحوم أحمد بهاء الدين أن حزب البعث سعى كثيرا للامتداد داخل مصر ، ولكنه بعد سنوات لم يستطع سوى إيجاد مجموعة من ثلاثة مثقفين ، هو أحدهم ، ومعه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي ، واضطر الحزب لتجميد نشاطه !
4 – راجع كتاب ( العلاقات الدبلوماسية الامريكية مع الشرق الاوسط من 1784 – 1975 ) تأليف توماس بريسون . وراجع كتاب ( لعبة الأمم ) لمايلز كوبلاند .
5 – أمير الشعراء العرب احمد شوقي كان تركيا لا يضمر مشاعر ودية للعرب . وعميد الادب العربي طه حسين كان مصريا يتهم العرب بالظلم والعدوان في حكمهم لمصر ، وساوى بينهم وبين اليونانيين والفرس والترك والفرنسيين في جورهم وظلمهم ، أي أنه كان يعتبر العرب غزاة أجانب كالغزاة الآخرين ، وأن المصريين شعب مختلف عن العرب . وقد كتب طه حسين مقالا بهذا الموضوع عام 1933 في مجلة كوكب الشرق ، أثار نقاشات عنيفة استمرت خمس سنوات . وكان سلامة موسى يعتز بانتماء المصريين الى الفرعونية .
6 – تيار القومية المصرية كان قويا وغالبا ويرى أعلامه أن مصر ذات حضارة وهوية قائمة بذاتها هي الفرعونية أولا ، وهي عربية بعد ذلك ، ويرفض هؤلاء أن تكون العربية على حساب الهوية الفرعونية .
7 – يمكن العودة الى ملف حول مواقف عدد كبير من مثقفي مصر قبل ثورة يوليو منشور في موقع رصيف22 أعده محمد وهبة ونشر في 9 حزيران / يونيو 2018 .
8 – راجع كتابا ممتعا ووافيا عن وضع الاسكندرية بخاصة ومصر بعامة قبل ثورة يوليو وسيطرة الاوروبيين عليها هو كتاب ثلاث مدن مشرقية للبريطاني فيليب مانسيل ترجمة مصطفى قاسم ، وصدر ضمن سلسلة عالم المعرفة الكويتية .
9 – كتاب شخصية مصر ، كتاب موسوعي يتناول موقع مصر في وسط الوطن العربي ، وفي نقطة التقاء آسيا وافريقيا وأوروبا ، وارتباط مصر العضوي والحضاري بها ، والكتاب يعكس أصالة التوجه القومي العربي الذي بلورته ورسخته ثورة يوليو ، واستجابة المصريين له بقوة وأكثرية ساحقة .
10 – راجع كتابي د . عثمان السعدي : الأمازيغ عرب عاربة ، وكتاب معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية . والمؤلف جزائري أمازيغي ، وقومي عربي من رعيل الرواد الكبار الذي سخر حياته للدفاع عن هوية الجزائر العربية شعبا وتاريخا ، مثله مثل البشير الابراهيمي وبن باديس وصولا الى الامير عبد القادر .