اجتماعٌ “مُغلق” بحُضور 6 دول عربية خطّط لـ”حِرمان المُقاومة من مكاسبٍ سياسية”.. توصيات مُثيرة بـ”إسفين” ضد قطر داخل الكونغرس والتحريض على “الجزيرة” وشيطنة الحراك الشعبي الأردني*
أشار قادة سياسيون فلسطينيون متعددون مؤخرا إلى الاشتباه بأجندة لقاء “سُداسي” مُغلق عُقد في أبو ظبي قبل نحو 6 أسابيع بين ممثلين بارزين في المستوى الأمني تحديدا ل6 دول عربية.
اللقاء السداسي كان له بند واحد فقط على جدول الأعمال وهو استعراض مخاطر ما بعد تمكن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية من حسم الصراع العسكري في غزة لصالحها – أي المقاومة وحماس –.
الاجتماع ناقش حسب مصادر دبلوماسية غربية 3 أوراق عمل من 3 دول هي مصر والإمارات والسعودية وتم بحضور ممثل عن البحرين وعن الأردن أيضا.
الأوراق المشار إليها أشارت إلى ضرورة توفير غطاء عربي يطلبه الأمريكيون والأوروبيون للإجابة على سؤال مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار والصراع العسكري في غزة.
تحت بند الحرص العربي للدول الخمسة على توفير إجابة على سؤال ماذا بعد غزة نوقشت أفكار ومقترحات عديدة بعنوان “انعكاسات ومخاطر بقاء حركة حماس في السلطة بغزة على المعادلات الداخلية في كل من الضفة الغربية ومصر والأردن تحديدا”.
ويبدو أن تلك الانعكاسات هي التي بررت لاحقا الحملة المباغتة في رام الله والقاهرة وعمان بعنوان “شيطنة المقاومة” والسعي إلى حرمانها من الحواضن الاجتماعية.
الاجتماع المثير ناقش العديد من التفاصيل وأخذ علما بتلك التفاصيل مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج والقيادي في السلطة حسين الشيخ.
التقديرات للوفد المصري المشارك في تلك الاجتماعات كانت أن مخاطر عودة الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين قائمة لا محالة إذا ما تمكنت المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس من التصدي وحسم المعركة.
واقترح المصريون في ورقتهم العمل بالحد الأدنى على منع حماس من الحصول على مكاسب سياسية بعد وقف إطلاق النار والحرص على أن لا تكون حماس في مستوى التمكين والسيطرة على الحكم في قطاع غزة بعد انتهاء المعارك.
نوقشت العديد من التفاصيل ووضعت العديد من المقترحات.
أهم المقترحات كانت الضغط على قطر تحديداً والعمل على زعزعة الغطاء السياسي الذي توفره لقادة حماس تحت ما سمي بغطاء الوساطة المحايدة.
في الجزئية الأخيرة تعهدت الإمارات بالعمل على تحريك ملف الدور القطري في دعم حماس عبر الكونغرس الأمريكي تحديدا والمعنى زراعة “إسفين” ضد قطر في الولايات المتحدة وقد حصل فعلا بالقانون الذي صدر بالخصوص.
والبند الثاني كان توصيات بخصوص الضغط على قناة الجزيرة حصريا والعمل على الدفع بتخفيف حضورها الميداني في تغطية الأحداث في غزة وخصوصا الضغط على شبكة الجزيرة التي تبث بالإنجليزية.
بين التوصيات أيضا إظهار التضامن مع الحكومة الأردنية والعمل على ضرب الحراك الشعبي الأردني وهو ما جرى عمليا قبل أسابيع عندما صدرت تصريحات تضامنية مع الأردن بشكل أثار استغراب الجميع من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شخصيا.
الدوحة بصورة تلك التفاصيل مبكرا ولديها سياق معلوماتي كامل عمّا دار في ذلك الاجتماع رغم أنها لم تدع للمشاركة فيه.
ويعتقد على نطاق واسع بأن رسالة قائد حركة حماس إسماعيل هنية التي أعلن فيها أن “حماس وُجِدَت لتبقى” كانت بمثابة رد غير مباشر على توصيات ومقررات ذلك الاجتماع المُثير.
المصدر: ”رأي اليوم”