توطئة
تزداد المؤشرات على توجه دولي واقليمي وعربي واسع يعمل على اقتلاع ايران من سورية، وخاصة قواتها العسكرية، تقوده الولايات المتحدة الأميركية، وتنفذه اسرائيل بضرباتها المتصاعدة ضد الأهداف الايرانية من أقصى جنوب سورية الى شرقها، مرورا بالوسط والغرب. وهناك مؤشرات عديدة على انحياز روسيا الى هذا الحشد غير المعلن رسميا للتخلص من منافستها والاستفراد بسورية . ولكن السؤال الذي يبحث عن إجابة هو :
هل تستجيب ايران لهذه الإرادة الدولية ، وتنسحب طوعا ، أم ترفض وتقاوم
القرائن والاشارات الصادرة عن نظام الملالي وحلفائه وأذرعه في المنطقة لا تدعم الاحتمال السابق. فالنظام بحكم عقليته الدينية مفطور على العناد ، وتقوم استراتيجيته على طرد أمريكا من الشرق الاوسط ، وربما باتت تخطط لطرد روسيا من سورية ! . وتأتي اتفاقية التعاون العسكري الشامل بين ايران وزمرة بشار الأسد لتعزز القناعة بأن الملالي ما زالوا يميلون للتصعيد والتحدي، وأنهم لن ينسحبوا إلا بالقوة، لأسباب استراتيجية. فسورية بالنسبة لهم أهم من (الأحواز) التي تعتبر بنظرهم جزءا عضويا من إيران، وقد استثمروا فيها الكثير من الاموال والدماء والجهود، وليس من السهل عليهم التخلي عنها لأنها ستكون بمثابة هزيمة فادحة جدا قد تؤدي لانهيار النظام. كما توحي الاتفاقية بأن سفاح دمشق يستسلم أكثر فأكثر لإيران، للاحتماء بها من نوايا بوتين التي تعطي اشارات سلبية تجاهه، وامكان التخلي عنه، تلبية لمصالحه مع الولايات المتحدة واسرائيل والعرب وتركيا.
البحث التالي يلقي الضوء على موقع سورية في استراتيجيات ملالي طهران الاقليمية، ويساعد على فهم مدى قابليتهم للانسحاب منها.
والبحث كتبته قبل عامين، وقدمته الى (الندوة العربية – الاوروبية حول التوسع الايراني في الدول العربية) التي انعقدت في باريس يوم 26 أيار / مايو 2018 بحضور ومشاركة عدد من الأكاديميين العرب والفرنسيين والبريطانيين والأميركيين.
في البدء أدعوكم لتدبر العبارات التالية للمسؤول والمفكر الايراني مهدي طائب (إذا هاجمنا الأعداء لانتزاع خوزستان أو سورية منا، فيجب اعطاء الأولوية للدفاع عن سورية ، لأننا إذا احتفظنا بها يمكننا استرجاع خوزستان ، أما إذا فقدنا سورية فلا يمكننا الحفاظ على طهران (!) إن سورية هي المحافظة الايرانية ال35 ، وأهميتها الاستراتيجية لايران أعظم من أهمية الاحواز ) (1) .
لاحظوا أن المتحدث يساوي بين وضعية الاحواز العربية المحتلة منذ 1925 وسورية كجزئين من إيران ، أي أن سورية في نظر الايرانيين جزء من بلادهم كالاحواز. وكرر المعنى ذاته مسؤولون ايرانيون كثيرون ، وتعززه مؤشرات أكثر . أبرزها أن المعارك التي يخوضها نظام الأسد منذ سنوات ولليوم يخططها ويوجهها الحرس الثوري ، مما يثبت أن ايران هي اللاعب الرئيسي في سورية ، ويطرح السؤال :
كيف ومتى حققت ايران ذلك ، وما أهدافها ؟
هذا ما سنتناوله ونسلط الضوء على مرتكزاته وتطوراته وأبعاده في هذا البحث :
استراتيجية الهجوم على المشرق العربي :
=======================
كان وما زال تدخل ايران في سورية جزءا من استراتيجيتها العربية ، وخاصة الاقليم الممتد من المتوسط شمالا وحتى بحر العرب جنوبا، ومن الخليج شرقا، الى البحر الاحمرغربا. هذا الاقليم صنفته ايران (منطقة معادية) لأن معظم دوله (تعمل على احتوائها) ، وهو زعم باطل . لأن الايرانيين هم الذين حددوا الاتجاه الاستراتيجي لثورتهم الشيعية (لا الاسلامية كما يرى المرحوم د . صبحي الصالح) بالتوسع فيها، لوجود كثافة شيعية ، فضلا عن مزارات ومراقد مقدسة للشيعة يمكن استغلالها، و(فيها الطريق الى العمق العربي) كما يقول رضوان السيد (2) . لذا يجب تحديد استراتيجية ايران تجاه هذه المنطقة ، قبل تحديد استراتيجيتها في سورية .
وفي هذا الصدد يجب التمييز بين ثلاثة أطوار مرت بها علاقات ايران الخمينية بمحيطها العربي المشرقي:
الاول – طور الجموح العقائدي الثوري بقياده رجل دين (الخميني) يمارس السياسة بعقلية ثيوقراطية ظلامية تعشش فيها أفكار طوباوية كثيرة ، أهمها :
1 – تصدير ثورته الى دول الجوار .
2 – تخريب الدول الوطنية والقومية العربية .
3 – الزعم بتحقيق (وحدة المسلمين) بقيادة ايران .
4 – تحقيق (الوحدة الشيعية) بين المجتمعات الشيعية في دول المنطقة ، وربطها بالمرجعية الايرانية تطبيقا لنظرية ( ولاية الفقيه ) .
5 – محاربة النفوذ الغربي في المنطقة ، بكل الوسائل بصفته (الشيطان الأكبر) .
6 – استعادة أمجاد ايران الصفوية .
في ثنايا هذه الافكار يمكن استشفاف أن الفكرة المحورية هي التوسع الذي يوقظ المشروع الصفوي، والنظرة الفارسية العرقية للعرب . فهي في ظاهرها أفكار “اسلامية” ، وفي محتواها “مذهبية” وعنصرية وعدوانية تجاه العرب ، بدليل أن التوجه لتجسيد مقولة الوحدة الاسلامية على أنقاض الدول الوطنية القومية لا تخص غير العرب ، ولا تعممها على تركيا أو باكستان أو أفغانستان . وكما رأينا فالخميني الذي عاش في العراق خمسة عشر عاما لاجئا مكرما بضيافة حكومته رد له احسانه بالعدوان عليه ، فور وصوله للسلطة ، وأشعل حرب الخليج لثماني سنوات 1980 – 1988، ورفض الخميني مبادرات ايقافها بحجة أنه ( لا سلام مع كافر ) أي صدام (3) فتواصلت حتى مني بهزيمة مرة ، وتجرع السم فاضطر لوقفها .
الثاني : طور الانكفاء الداخلي والاعتدال النسبي الذي أعقب الهزيمة، واستمر خمسة عشر عاما 1988- 2003 ساد فيها شيء من الانفتاح والهدوء مع العرب في عهدي الرئيسين رفسنجاني وخاتمي .
الثالث : طور العودة الى (الهجوم) وتصدير الثورة بواسطة التوسع العسكري والاديولوجي والطائفي .
ورغم العنوان الثوري الظاهري تفضح تطبيقات هذه السياسة رجعيتها وعدوانيتها، إذ ارتكزت على التعاون مع “الشيطان الأكبر” في غزو العراق ، وتدمير نظامه الوطني، وتطوره لتحالف على مستوى الاقليم ، سمح لايران باختراق العراق ولبنان وسورية واليمن خلال عشرة أعوام .
يحدد الأكاديمي اللبناني رضوان السيد عام 2003 نقطة انطلاق ايران في سياستها الهجومية الحالية ، ويربط بين غزو العراق ، ووصول محمود أحمدي نجاد المتطرف لرئاسة الجمهورية ، والذي طوى عمليا سياسة سلفه الاصلاحي محمد خاتمي الموصوفة بالسلمية والانفتاحية . وكشف زيف السياسة الخاتمية والرفسنجانية (4) .
والأهم في نظرنا هو تدشين نجاد ل(ميثاق الأفق العشريني) الذي صاغ استراتيجية توسعية لتصبح ايران خلال عقدين (2003 – 2025) (دولة فوق اقليمية) في محيطها. وحدد الميثاق المحيط المقصود ، بأنه يضم الشرق الاوسط ، وآسيا الوسطى ، والقوقاز، ولكن واضعيه أعطوا الأولوية للشرق الأوسط . فركزوا استراتيجيتهم التوسعية على المحيط العربي دون سواه .
لقد كشف (الميثاق) المذكور التوجهات الجيوسياسية المستقبلية لايران منذ 2003 نظريا ، بينما كشف تحالفها مع أميركا في العراق توجهاتها الامبريالية ونفاق شعاراتها. وكان قد سبقه تعاون مشابه حين ساعدت ايران اميركا في غزوها لأفغانستان عام 2001 . وقد فضح السفير الاميركي زلماي خليل زادة في كتابه (المبعوث) تطور العلاقات بين أميركا وايران منذ أن اختاره الرئيس بوش الابن مبعوثا الى ائتلاف المعارضة العراقية الذي ساعد اميركا على الغزو واحتلال العراق ، ومعظم أحزابه موالية لايران . ثم اختاره سفيرا في بغداد عام 2005 حين كان النشاط الايراني التخريبي والارهابي في ذروته. ويكشف زادة في كتابه عن لقاءات سرية جرت في جنيف بينه وبين جواد ظريف منذ 2001 لتنسيق الأدوار في العراق أثناء الغزو ، وما بعده (5).
لقد تموضع ولي الفقيه المتشدق بعدائه للغرب في خندق الشيطان الأكبر، مرة ثالثة بعد سابقة افغانستان ، وشراء السلاح من اسرائيل 1983 – 1986 كما بينت فضيحة (ايران غيت) ، مما يعني أن مشروع الملالي ليس (وحدة الامة الاسلامية) بل التوسع الامبراطوري على حساب العرب وحدهم ! .
إن تحليل السلوك الايراني في العراق ولبنان وسورية واليمن يوضح أسلوبا واحدا، ملامحه الرئيسية :
1 – اختراق المجتمعات العربية بكل الوسائل المذهبية والاديولوجية والسياسية .
2 – التسلل للدول المستهدفة من خلال استغلال أزماتها العادية أو التي تصطنعها ايران لهذا الغرض .
3 – نشر التشيع، وتعبئة المكونات الشيعية ، وربطها بولي الفقيه دينيا وسياسيا .
4 – استخدام سلاح المال بسخاء لخلق جماعات موالية تخدم ايران .
5 -. خلق كيانات طائفية ، وتكريسها في دساتير تشرع المحاصصات الطائفية .
6 – بناء منظومة مترابطة للجماعات الشيعية تخترق الدول الوطنية ، وتؤلف (الهلال الشيعي) الممتد من أفغانستان الى اليمن ، ومن العراق الى المتوسط .
7 – بناء منظومات عسكرية ميليشوية في هذه الدول مرتبطة بطهران ، ومتعاونة فيما بينها تحت قيادتها . واعترف اللواء جعفري قائد الحرس الثوري أن ايران لديها 200,000 مقاتل في الدول العربية مرتبطين بها عسكريا ودينيا وسياسيا، وبالطبع ماليا (6)
وإذا استعرضنا تجارب التسلل الايرانية في العراق ولبنان وسورية واليمن (والبحرين والسعودية) نجد تطبيقات متطابقة .
سورية مركز المشاريع الايرانية :
===================
يندرج التورط الايراني في سورية ضمن (استراتيجية الهجوم) على الوطن العربي ، أما جذوره فتعود لما بعد ثورة 1979 مباشرة ، حيث نشأت العلاقات بين النظامين وتطورت بسرعة فاقت بقية الدول العربية . إذ جمع النظامين عداؤهما للعراق الوطني ، وأغراهما بالتعاون في الحرب ضده . وفي لبنان سمح الأسد لايران بالشروع ببناء حزب الله منذ 1981. وتنامى نفوذ ايران باطراد ، ولكنه ظل مضبوطا بقبضة حافظ الاسد القوية ، حتى مات وورثه بشار الذي يفتقر للحنكة عام 2000 ، فأخذ الايرانيون يخترقون الدولة والمجتمع وينخرونها نخرا، وخاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية والدينية . ولعب حزب الله – لبنان دورا مهما في تطوير العلاقة الثلاثية ، فصار شريكا لسلطة بشار في لبنان . ولم تعد إيران دولة حليفة وحسب، بل طرفا نافذا في قرارات النظام وتوجهاته .
هذا المثال يبرز جدية طهران في خطة الاختراق انطلاقا من العوامل الجيوسياسية التالية :
أولا – الوصول للمتوسط حلم فارسي منذ أقدم العصور. لا يمكن تحقيقه بدون سورية ، خصوصا أن ايران رسخت نفوذها في لبنان منذ الثمانينات ، وسيطرت على العراق بعد 2003 ، ويستحيل عليها الربط بينهما بدون سورية .
ثانيا – تقع سورية أيضا في قلب (الهلال الشيعي) الذي أنشأته ايران، وسط لبنان والعراق وفلسطين، وعلى مقربة من الخليج والجزيرة العربية ، وبدون سورية ينفرط هذا الهلال .
ثالثا – يلعب حزب الله دورا مركزيا في استراتيجية الانتشار الايراني الاقليمية ، وأصبح ذراعها الضاربة في المنطقة ، وخاصة ضد اسرائيل ، ولا بد لايران من حمايته وتدعيم قوته ، وتأمين طريق بري للوصول اليه وحمايته ، وسورية هي الطريق الوحيد (7) .
رابعا – لأسباب كثيرة تريد إيران الاقتراب من حدود فلسطين/ اسرائيل لتتمكن من تهديد العدو المفترض ، أو مساومته ، حسب ما تقتضي الحاجة . ولذلك لا بد لها من سورية حتما .
خامسا – أنشأت ايران (محور المقاومة والممانعة) بقيادتها الذي يضم سورية وحزب الله وحماس والحوثيين والحشد العراقي . وكما يقول رضوان السيد لا أهمية للمحور بدون سورية بحكم موقعها المحوري بين الاطراف .
سادسا – كل ما تحتاجه ايران في سورية متوفر لها عدا الكثافة الشيعية ، فعددهم أقل من نصف مليون، مما يضعف الاعتماد عليهم ، لتحقق ايران مشاريعها الطائفية فيها، كما فعلت في العراق ولبنان واليمن. فحصرت رهانها على الطائفة العلوية رغم أن ولاءها غير مضمون، ولكنها رأت أن الدفاع عن بقاء السلطة في يدها هو خيار أقل سوءا من انتقال السلطة الى أهل السنة . وحين انفجر الشارع عام 2011 ، وتزعزع نظام الاسد ، صاغت ايران موقفها من خلال العوامل السابقة، وتهيأ لها أنها (مؤامرة غربية وعربية) لا على نظام الأسد ، بل على الجمهورية الاسلامية ! فقرر المرشد وحرسه الثوري القتال دفاعا عن نظامهم ، بحجة الدفاع عن نظام الأسد !. ولم يمر القرار بسهولة ، إذ نشب خلاف حاد بين الجناحين السياسي والعسكري حسمه تحالف المرشد والعسكر والملالي بفتوى (توجب القتال في سورية دفاعا عن الجمهورية) أصدرها خامنئي .
وكشف نجاد مؤخرا أنه عارض التدخل للدفاع عن طاغية ، لكن القرار من صلاحيات المرشد والحرس ، فتدخلوا ورفعوا شعارات مذهبية تحريضية ، كالدفاع عن زينب ورقية وسكينة ، والثأر للحسين من يزيد وبني أمية . ودفعوا بعشرات الوف المقاتلين من الشيعة الذين يدربونهم في ثلاثة معسكرات رئيسية في ايران مخصصة للمقاتلين والارهابيين الاجانب :
– (معسكر الامام علي) شمال طهران .
– (معسكر أمير المؤمنين) غرب طهران .
– (معسكر مرصاد) في شيراز .
– معسكرات حزب الله في لبنان .
– معسكرات الحشد الشعبي في العراق . (8)
أما الفصائل التي شاركت في الحرب ضد الشعب السوري دفاعا عن الطاغية والمصالح الايرانية فأهمها :
أولا – قوات نظامية :
– أرسلت ايران الى سورية بين 8,000 – 10,000جندي محترف من الحرس (تقديرات أواخر 2016) يقودهم الجنرال قاسم سليماني، ونائبه العميد اسماعيل قاآني، والعميد قاسم رستمي . وقتل منهم زهاء ألف ضابط حسب صحيفة (تسنيم) القريبة من الحرس (9) ، ويعتقد أن العدد الحقيقي أكبر . وتجدر الاشارة أن غالبيتهم ضباط كبار شاركوا في الحرب ضد العراق في الثمانينيات ، ويعتبرون الحرب في سورية امتدادا للحرب السابقة ، ومناسبة للثأر من العرب على هزيمتهم فيها .
– اللواء 65 التابع للجيش النظامي ، وشارك مع سلاح البحرية الايرانية .
– الباسيج : (قوات قمع الشغب) شكلها الجنرال حسين همداني لقمع الثورة الخضراء 2009 ، وأرسلته قيادته الى سورية ليساعد النظام في حربه على شعبه ، ويؤسس له (باسيج سورية) تعرف باسم ( قوات الدفاع الوطني) ويسميها السوريون (الشبيحة) تتألف من 50,000 مقاتل تدفع مرتباتهم ايران . والجدير بالذكر أن الجنرال همداني لقي حتفه قرب حلب عام 2015 على أيدي الثوار .
ويقدر إجمالي القوات الايرانية ومرتزقتها في سورية ب 80 مقاتل وجندي ، حسب وكالة الانباء الايطالية آكي (10) نقلا عن حزب الله ، وفرت اسنادا قتاليا مهما جدا لجيش النظام الذي تقلص لأقل من 70,000 ويحتاج جنودا للقتال على جبهات عديدة لا توفرهم سوى ايران . كما إن روسيا اعتمدت على القوات البرية الايرانية ، لأن عملياتها تقتصر على الجو، بشكل رئيسي ، وتترك الأرض للايرانيين والسوريين . وأكد مندوب اسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون الرقم نفسه في كلمته امام مجلس الامن يوم 27 / 4 / 2018 . كما تقدر المصادر اجمالي قتلى الايرانيين في سورية ب 3500 ، وأكثر من 5000 جريح . وما زال العدد في ازدياد ، إذ بلغ في 2017 فقط أكثر من الف قتيل بينهم ضباط برتبة جنرالات (11) .
وكشفت دوائر عديدة أن ايران بدأت عام 2017 بناء 14 قاعدة دائمة برية وجوية وبحرية في سورية ، أهمها القواعد البرية في الكسوة جنوب دمشق ، وبصرى في حوران ، ومصياف في حماة ، وقاعدة بحرية في طرطوس، وقاعدة تيفور الجوية قرب حمص .وتبني مصانع لانتاج الصواريخ الباليستية. ويعتقد أنها تساعد على انتاج السلاح الكيماوي واستعماله (12).
ولندرك حجم التورط الايراني في سورية يتعين القاء نظرة على حجم الأموال التي تنفقها ايران على حربها ضد الشعب السوري . ومع أن الأمر محاط بكتمان شديد ، فإن مركز فارس للدراسات الشرق أوسطية يقول إن ايران تنفق 15 مليار دولار سنويا ، فضلا عن 2 – 3 مليار للميلشيات اللبنانية والعراقية .
بينما ترفع صحيفة ساينس مونيتور الاميركية التقديرات الى 35 مليار دولار سنويا .
ثانيا – ميليشيات غير ايرانية :
1 – حزب الله – لبنان الذي كلفته طهران بالتدخل منذ 2012. فارتكب جرائم ابادة لا تختلف عن جرائم اسرائيل في فلسطين ، لا سيما في بلدة القصير التي أباد الحزب أهلها عام 2013 ، ومسحها عن الارض ، وغير معالمها بما فيها المساجد ، وحولها مستوطنة شيعية ، استقدم سكانها من لبنان ، وبنى قاعدة عسكرية لترسيخ الجسر البري الايراني بين طهران وبيروت .
وكرر حزب الممانعة جرائمه في ريف دمشق وحماة وحمص وحلب ودير الزور ودرعا . ولم تبق مدينة إلا ودنسها، حسب أوامر الحرس الثوري . وكان حصار الزبداني ومضايا وقتل سكانهما جوعا وقصفا ، ثم تهجيرهم آخر فصول إرهابه. وكذا دوره في الحرب على الغوطة ، وقبلها في حلب ، وفي ريف حماة ، وصولا حتى في دير الزور .
ويقدر عدد قواته في سورية ب 10,000 تساوي 65 % من اجمالي قواته . ويقدر الخبراء عدد قتلاه بين 2000 – 3000 قتيل, و5000 جريح الأمر الذي يشير الى حجم انخراطه في القتال . والجدير بالذكر أن حزب الله تنظيم ارهابي محترف مدان دوليا بممارسة الارهاب في العراق واليمن والكويت وأوروبا واميركا وشرق آسيا وافريقيا (13) .
2 – جماعات الحشد العراقية . أمرتها ايران بالقتال في سورية منذ 2012 دفاعا عن المراقد وآل البيت , فلبت عشرات الفصائل ، وبلغ عديدها حوالي 40,000 – 50000, أبرزها [النجباء، عصائب أهل الحق ، أبو الفضل العباس، ذو الفقار، سيد الشهداء، سرايا خراساني، حزب الله العراقي] وبلغ مجموعها 33 جماعة من العراق وحده . وكلها بإمرة الحرس الثوري.
وذكر موقع (رصيف 22) أن الفصائل السابقة شاركت بدور حاسم في مجازر حلب 2016 فضلا عن دمشق وريفها (14).
ثالثا – جندت ألوف المقاتلين من شيعة باكستان (لواء زينبيون ) .
رابعا – جندت الوف الافغان الشيعة (لواء فاطميون) . وكثير منهم أطفال قاصرون جندوا بالقوة والخداع من اللاجئين الافغان فيها .
والجدير بالذكر أن ايران أعلنت عام 2016 البدء في بناء (الجيش الشيعي الحر) في سورية من الزينبيين والفاطميين والحيدريين .
وكشفت مصادر دولية أن ايران بدأت عام 2017 بناء 14 قاعدة دائمة في سورية برية وجوية وبحرية ، أهمها قاعدة الكسوة جنوب دمشق ، وقاعدة بصرى في حوران ، وقاعدة مصياف، وقاعدة بحرية في طرطوس، وقاعدة تيفور قرب حمص . وبناء مصانع لانتاج صواريخ باليستية . كما يعتقد أنها تساعد على انتاج السلاح الكيماوي واستعماله (15) .
ولندرك حجم التورط الايراني في سورية يتعين القاء نظرة على حجم الأموال التي تنفقها ايران على حربها ضد الشعب السوري . ومع أن الأمر محاط بكتمان شديد فإن مركز فارس للدراسات الشرق أوسطية يقول إن ايران تنفق 15 مليار دولار سنويا , فضلا عن 2 – 3 مليار للميلشيات اللبنانية والعراقية .
ما هي أبرز جرائم ايران في سورية ..؟
شاركت ايران في جميع الأعمال العسكرية الاجرامية لنظام الأسد منذ الأيام الاولى للثورة ، ويروي الناشطون المدنيون أن غالبية (القناصة) الذين كان النظام يوزعهم على الأسطح لقتل المتظاهرين كانوا ايرانيين ، لأن النظام لا يثق بجنوده لتنفيذ هذه المهمة القذرة. ومنذ نهاية 2011 أمر الايرانيون حزب الله اللبناني والحشد العراقي بدخول المعركة ، ثم تصاعد التورط والاجرام حتى بلغ أقصاه عام 2013 . وأصبحت المواجهات في غالبية المناطق تعتمد على الميلشيات الايرانية ، ولذلك فهي شريكة فعلية في كل المجازر ، وجرائم القتل ، وأعمال التدمير والتهجير والنهب .
إضافة للمشاركة العامة ، هناك خمسة جرائم نوعية تحمل بصمات ايران ، وتتحمل المسؤولية كاملة عنها :
أولا – استهداف المجتمع السوري والعمل على تفكيكه بنيويا . وما زالت تسعى لتعميق الهوة بين الطوائف ، ولعب دور الضامن والحامي للشيعة والعلويين والاسماعيليين ، والتقرب من الدروز والمسيحيين ، ولكنها فشلت في كسب ثقتهم هؤلاء . وحتى العلويون أعربوا مؤخرا عن النفور من الايرانيين ، رافضين وصايتهم وتدخلهم في شؤونهم ، وصاروا يحتمون بالروس منهم .
ثانيا – جريمة التغيير الديمغرافي ، وهي أخطر جرائم ايران على الاطلاق ، إذ ثابرت على سياسة التهجير الجماعي من بعض المناطق ، وأكملتها بعمليات تبديل السكان لتضمن سيطرتها على المناطق الحساسة ، وخاصة ريف دمشق ، والمناطق الواقعة بين دمشق وحدود لبنان ، والقلمون الشرقي والغربي ، وحمص . إذ عملت على نقل السكان السنّة من هذه المواقع الاستراتيجية الى شمال سورية ، وتجميع الشيعة من حلب وادلب لاسكانهم بدلا منهم ، وتوطين مئات الوف الشيعة اللبنانيين والعراقيين والافغان والباكستان وتجنيسهم وتمليكهم عقارات وأموال السوريين . وهناك مدن وقرى كثيرة جرى تغيير هويتها الديمغرافية بالكامل ، ولا سيما في الغوطة ، ووادي بردى ، كقرية السيدة زينب ، التي لم يبق فيها سوري واحد ، وصار كل سكانها من الفئات المذكورة .
ولا يمكن فهم سبب إصرار ايران والنظام على تهجير سكان الغوطة إلا إذا أدركنا أبعاد وأهداف المخطط الكبير الذي يركز على دمشق وريفها، بسبب أهميتها ، ورمزيتها التاريخية ، وكونها قلب العروبة النابض ، وإلحاقها ب( سورية المفيدة )أي سورية المصغرة الموالية للاسد ، إذا فشلت محاولات اخضاع سورية كاملة .
وايران لا تنكر مخططها وتسميه ( الهندسة الفسيفسائية , أو الديمغرافية ) . وهو مستوحى من تجارب الحركة الصهيونية في فلسطين ، وتجارب التطهير العرقي في البلقان والقوقاز والهند . وما زال العمل بهذا المخطط جاريا على قدم وساق (16) .
ثالثا – بعد استكمال مخطط التغيير الديمغرافي والتركيبة الطائفية للمجتمع السوري تريد ايران وضع دستور يكرس التقسيم الطائفي ، كما فعلت في العراق ، ولم تتردد في طرح هذه الرؤية خلال السنوات الثلاث الاخيرة في كل مناسبة يطرح فيها مستقبل سورية ، والتصورات بشأن دستور جديد ودائم ، فهي مصرة بحجة حماية حقوق الاقليات ، لوضع دستور يتعامل مع السوريين كفتات طائفي وفسيفسائي ، لا كشعب موحد .
رابعا – الجسر البري بين طهران وبيروت، وهو مشروع استراتيجي كبير لربط طهران بريا ببغداد ودمشق وبيروت ، لتضمن حركتها ونقل السلاح والجنود من ايران الى “الولايات” التابعة لسلطتها ونفوذها في لبنان وسورية والعراق . وهذا المشروع هو الذي تؤكد ادارة ترامب إنها لن تسمح له بالقيام ، وستضربه، لا سيما في مفاصله الرئيسية بين العراق وسورية . خطورة هذا المشروع لا تكمن في تكريس وصاية ايران على ثلاث دول عربية والحاقها بها وحسب، فالاخطر أن تنفيذه يتطلب تغييرا ديمغرافيا واسعا على امتداد المسافة لتضمن ايران أمنه ، وهو ما يتطلب إحاطته بسكان شيعة . ولذلك فهي تقوم في العراق مثلا في المناطق السنية التي يمر منها الجسر (الأنبار) بتهجيرهم واسكان شيعة محلهم ، وهكذا أيضا في حمص السورية ، وإذا لم يتوفر شيعة هنا ، فيمكن استقدامهم من بلدان أخرى .
خامسا – تستغل ايران الأموال التي تقدمها للنظام كقروض ومشتريات سلاح ، وغير ذلك ، لتطلب مقابلها رهن عقارات ثمينة في العاصمة ، ومراكز المحافظات والمدن ، ومؤسسات سيادية كالمتاحف والمزارات والمباني التاريخية ذات الرمزية الكبيرة ..إلخ . ويمكن القول إنها تتعامل مع الدولة السورية بمنطق المرابي لا منطق الصديق والحليف .
سادسا – تحولت ايران دولة محتلة في سورية ، وأصبح الأسد دمية في أيديها ، تحركه كما تريد ، وصار بمقدورها التحكم بمستقبل ومصير سورية الدولة والشعب ، وتغيير هويتهما ، وهوية مكوناتهما ، والتحكم بقرار السلم والحرب على أرضه ، وتخطط ايران الآن جعله ساحة لمواجهة اسرائيل لتحمي أراضيها من ضربات وصواريخ إسرائيل . وتخفف عن لبنان عبء المواجهات القادمة خوفا من انتفاض الشعب اللبناني على حزب الله وايران .
مجمل هذه السياسات الوصائية والاستيطانية تندرج في نطاق ما يسميه الأكاديمي اللبناني نبيل خليفة في كتابه المهم (استهداف أهل السنة) ، وهي سياسة متكاملة بدأت في العراق حيث قتلت ما يزيد على مليون عراقي ، وهجرت مليونين غالبيتهم الساحقة من المكون السني ثم المسيحي ، وكررته في سورية ، بطريقة أكثر ارهابية ، ثم طبقته في اليمن ولبنان .
سياسة تعكس الهياج والجموح المستمرين منذ 2003 بدون توقف ، تحقيقا لمشاريعها التوسعية الطائفية ، من الهلال الشيعي الى الاحياء الامبراطوري على حساب العرب، مستغلة حالة التفكك والهزال والتراخي التي تعتري الأمة العربية ، وغياب التضامن القومي ، لتخترق البلدان العربية واحدا بعد آخر . ومن الواضح أنها تركز تركيزا مضاعفا واستثنائيا على سورية والعراق ولبنان لأسباب جيوسياسية وجيو ستراتيجية . والمحصلة النهائية لمخططات ايران واستثماراتها وجهودها لتثبيت وجودها في سورية وما حولها ترسخ القناعة باستحالة الانسحاب بدون عمل عسكري كبير وقوي ، وتعاون سياسي مع دول كبرى ، تتقدمها روسيا .
————————-
الأسانيد :
———
(1) : مهدي طائب : رجل دين , وعضو برلمان ، ومفكر يدير مركز ( عمار للدراسات الاستراتيجية ) المتخصص في ( التصدي للحرب الناعمة الموجهة ضد الجمهورية الاسلامية ) وشقيقه هو نائب رئيس استخبارات الحرس الثوري . انظر تقرير صالح حميد في العربية نت يوم 3 / 3 / 2015 .
(2) العرب والايرانيون وعلاقات الزمن الحاضر، الفصل الاخير، صادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون ط 3 2017 د . رضوان السيد.
(3) حسب رواية الرئيس الاسبق أبو الحسن بني صدر لي شخصيا عام 1986 .
(4) رضوان السيد . مصدر سابق .
(5) “المبعوث” كتاب زلماي خليل زادة صدر عام 2017 وسرد في جانب منه أسرار غزو العراق . يمكن الاطلاع على تقرير عنه على الجزيرة نت يوم 7 ابريل 2016 .
(6) نشرت وكالة مهر الايرانية للانباء مقابلة مع اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري كشف فيها وجود ميلشيات تابعة لهم في الدول العربية تتألف من 200 الف مقاتل شيعي يشكلون (الجيل الثالث للثورة الخمينية) حسب وصفه . يمكن الاطلاع على أهم ما ورد فيها في صحيفة الشرق الاوسط عدد 13 / 1 / 2016 .
(7) في عام 2014 شاركت في ندوة سياسية في روما مع الصحافي والكاتب الايطالي ماتيو برسان المختص بقضايا الشرق الاوسط ، وله كتاب عن حزب الله ، وتربطه علاقة قوية معه . قال في الندوة : إن حزب الله بعد حرب 2006 تغير جذريا ، ولم يعد منظمة للدفاع عن لبنان في مواجهة اسرائيل , بل أصبح منظمة اقليمية تلعب دورا هجوميا في عدد من بؤر النزاع في الشرق الاوسط وخاصة سورية لحساب السياسة الايرانية الهجومية ، بعد أن توصل لمهادنة استراتيجية مع اسرائيل .
(8) صحيفة الشرق الاوسط 13 / 1 / 2016
(9) راجع ( مستقبل التوغل الايراني في سورية في ميزان نظرية الدور في العلاقات الدولية ) د . عبد الرؤوف مصطفى الغنيمي / المعهد الدولي للدراسات الايرانية RASANAH.
(10) تقرير آكي في 25 / 5 / 2016
(11) تقرير للأخبارية السعودية بتاريخ 26 / 11 / 2017
(12) راجع الملف الذي اعددناه عن ( الوجود العسكري الايراني في سورية ) ونشر في ثلاثة أعداد لمجلة الشراع اللبنانية هي 1332 / 1333 / 1334 بتاريخ 17/ 6 / 2016 , و24 / 6 / 2016 , و1 / 7 / 2016 http://www.alshiraa.com/details.php?id=2192
(13) الصحافي الايطالي ماتيو برسان .
(14) راجع بحث د . عبد الرؤوف مصطفى الغنيمي .
(15) راجع مقالنا في مجلة الشراع بتاريخ 14 / 12 / 2017 وعنوانه : الوجود العسكري الايراني في سورية : 14 قاعدة عسكرية دائمة .
(16) راجع مقالنا : حزب الله يستلهم العقيدة الصهيونية ويطبقها ، منشور في مجلة الشراع اللبنانية في 11/ 1 / 2016 .
عندما اطاحت امريكا بالشاه كان ذلك بسبب محاولته الانتقالمن مرتبة الاجير الى مرتبة الشريك.
عندما دخل جيش النظام السوري الى لبنان كان الغرض ايقاف المد الثوري مقل جيض لبنان العربي الذي شارف على الاطاحة بالنظام الطائفي موفرا على الكيان الصهيوني كلفة دخول المستنقع اللبناني لتقوم اسرائيل باجتياح 1982 معلنة ضرورة تصويب هدف الوجود السوري في لبنان.
عندما تدخل النظام الايراني في سورية بالشكل السافر من خلال القنص والتسعير الطائفي ودفع الثورة ضمن المسار المظلم بحجة الدفاع غن النظام الاستبدادي السوري وقفت اسرائيل وامريكا والغرب موقف شبه متفرج بل حتى مبارك في بعض الاحيان.
لكن ما لم تفهمه ايران ان ما تقوم به هو بمباركة اسرائيلية الى ان بدأت تحاول مشركة اسرائيل بالهيمنة وبدا مشروعها يتعدى تهديم المجتمع والحفاظ على نظام الاستبداد اي اننا نشهد سيناريو مشابه لسيناريو الاجتياح لكن بصيغة اخرى.
برأيي ان جميع ما تقوم به ايران هو كما رسمت لها امريكا واسرائيل وما نراه من صدامات هي محاولات تصويب السلوك الايراني واعادته الى مرتبة الاجير حيث انه عليها ان تعود دوما خلف الخطوط الحمر.
عندما اطاحت امريكا بالشاه كان ذلك بسبب محاولته الانتقالمن مرتبة الاجير الى مرتبة الشريك.
عندما دخل جيش النظام السوري الى لبنان كان الغرض ايقاف المد الثوري من قبل القوى الوطنية وجيش لبنان العربي الذي شارف على الاطاحة بالنظام الطائفي موفرا على الكيان الصهيوني كلفة دخول المستنقع اللبناني لتقوم اسرائيل باجتياح 1982 معلنة ضرورة تصويب هدف الوجود السوري في لبنان.
عندما تدخل النظام الايراني في سورية بالشكل السافر من خلال القنص والتسعير الطائفي ودفع الثورة ضمن المسار المظلم بحجة الدفاع غن النظام الاستبدادي السوري وقفت اسرائيل وامريكا والغرب موقف شبه متفرج بل حتى مبارك في بعض الاحيان.
لكن ما لم تفهمه ايران ان ما تقوم به هو بمباركة اسرائيلية الى ان بدأت تحاول مشركة اسرائيل بالهيمنة وبدا مشروعها يتعدى تهديم المجتمع والحفاظ على نظام الاستبداد اي اننا نشهد سيناريو مشابه لسيناريو الاجتياح لكن بصيغة اخرى.
برأيي ان جميع ما تقوم به ايران هو كما رسمت لها امريكا واسرائيل وما نراه من صدامات هي محاولات تصويب السلوك الايراني واعادته الى مرتبة الاجير حيث انه عليها ان تعود دوما خلف الخطوط الحمر.