مُناضل وطبيب وناشط سياسي سوري، من مدينة دوما، برز اسمه في المجال الإغاثي والطبي في أثناء الثورة، وكان من أوائل الشباب في المظاهرات السلمية، ومُلهِمًا للعمل السلمي، داعيًا للابتعاد عن التطرّف وحمل السلاح.
ولد عدنان وهبي في دمشق عام 1952، ودرس في جامعة حلب كلية الطب، واختصّ بمستشفى المجتهد في دمشق بالجراحة العظمية، ثم تابع تخصّصه في الجامعة الأميركية في بيروت، وعمل في مستشفيات عدة في الريف الدمشقي، إضافة إلى عمله في عيادته الخاصة.
كان عضوًا بالاتحاد الاشتراكي، ومنظمة حقوق الإنسان، ومنظمة الهلال الأحمر في المجال الإغاثي والطبي، وكان مُعارضًا للنظام قبل الثورة، مُذ كان طالبًا؛ ما أدى إلى اعتقاله مرات عديدة، ووُضِعَ اسمه على لائحة الممنوعين من السفر.
شغِل عضوية اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض، الذي كان سرّيًا، وكان واحدًا من أفراد المجموعة التي تشكّلت في دوما، في أثناء “ثورتي” مصر وتونس، والتي كانت تهدف لإشعال الثورة في سورية.
كان وهبي أول مُتظاهر حُمل على الأكتاف في أثناء هتافه العالي للحرية، في المظاهرة الأولى التي انطلقت من دوما، وكان من مُنظميها، وهو أول من دعا للاعتصام السلمي بمدينته، وحافظ على الطابع السلمي للمظاهرات، فقال: “بدنا دولة مدنية لا لقانون الطوارئ”.
فتح عيادته للناشطين، وجعل منها مقرًّا لنشاطهم خلال فترات قطع الاتصالات الطويلة عن الغوطة الشرقية، وكانوا ينظّمون فيها المشروعات الإغاثية، وينسّقون للمظاهرات، ويُعدّون البيانات والبرامج الإعلامية تحت إشرافه ونظره.
اعتُقل مرات عدة خلال الثورة، على خلفية خروجه في مظاهرات، ومشاركته في النشاط المدني والسلمي علنًا، وكانت إرادته وعزيمته تزداد قوّة كلما خرج من المُعتقل.
نظَّم المساعدات الطبية للجرحى، وأجرى عشرات العمليات الجراحية للمصابين، وأمّن إجراء بعض العمليات المعقّدة خارج دوما، كما حاول إحضار أطباء مختصّين إلى داخل المدينة، على الرغم من الحصار الشديد المفروض عليها، وتواصل مع التنسيقية الطبية، وكانت الأدوية تُرسل إلى دوما عبره، وأشرف على دورات تأهيل للكوادر الطبية.
شارك في اجتماعات المنبر الديمقراطي التي عُقدت في مصر، وكان يعتقد أن هناك حاجة لخطة سياسية واضحة الرؤية وبعيدة الأمد؛ لإعداد الناس للمقاومة المدنية ذات النفس الطويل.
كان شديد الانشغال بواجباته الطبية والسياسية؛ حتى على حساب ساعات نومه، وكان أول من نادى بتشكيل اللجان الشعبية، وعلى اتصال مباشر مع تنسيقيات مناطق عدة، وفي تعاون مستمر معهم.
اغتيل في الثالث من حزيران/ يونيو 2012، وهو على رأس عمله في عيادته الطبية في دوما، ووجهت أصابع الاتهام إلى النظام، الذي بات عدنان وهبي يشكّل خطرًا عليه؛ إذ يقتدي به كثير من الشبان ويحذون حذوه.
المصدر: جيرون