قراءة في رواية: ولادة سماوية

أحمد العربي

جواد ابو حمدان كاتب سوري متميز، قرأت له سابقا رواية اوكتيفيا وكتبت عنها…

ولادة سماوية رواية أقرب لنمط الروايات الأسطورية المتخيلة التي تتحدث عن صراعات بين امبراطوريات في ازمنة وامكنة مبتدعة .

تدور أحداث الرواية عن صراع وحروب بين مملكة الكادا ومملكة الهيدرا، هذا الصراع الذي يهدر من خلاله الكثير من الدماء، المستمر منذ عشرات السنين، والذي يزداد عنفه بمزيد من الضحايا، والكثير من الحشد من قبل الكهنة الذين يمثلون العقل المدبر لتسيير أمور الممالك وهم يحرصون على استمرار سطوتهم وهيمنتهم، بصفتهم ممثلين عن الآلهة.

للصراع سبب مباشر وهو مقتل ابن ملك الكادا في الحرب مع الهيدريين وأن مهمة الجيش الانتقام لمقتل الابن الفارس البطل وكذلك الهيمنة على مملكة الهيدرا وإبادة شعبها.

السيطرة في مملكة الكادا للملك وحوله حاشيته المؤلفة من الكاهن والمربي لولده الثاني، الكاهن ووراءه السحرة يمثلون مصلحة قوى خفية يتبين بعد ذلك أنها تمثل مصلحة قوة عالمية شريرة تريد الهيمنة على العالم عبر خلق الصراعات البينية بين الممالك وجعلها تفني بعضها بعضا لتسيطر تلك القوى العالمية على الممالك والشعوب. أما المربي للأمير الصغير فيمثل العقل الراجح و الداعي للسلام وأن حياة الإنسان هي الاهم والاولى أن يتم احترامها وصيانتها. لذلك نشأ بينهما صراع خفي وعلني على الاستحواذ على عقل الملك وتوجيهه، المربي يدعو للسلام والتفاهم مع مملكة الهيدرا، والكاهن يؤجج الصراع لأجل الانتقام للأمير ابن الملك المقتول…

في المقلب الآخر عند مملكة الهيدرا نكتشف وجود قائد جديد للجيش يقودهم نحو الانتصار، هذا القائد يتبين أنه ابن ملك الكادا الذي عثر عليه مصابا وفاقدا لذاكرته، حيث تم معالجته وقاد الجيش في معاركه.

 سرعان ما تعود ذاكرة هذا الفارس إليه ويتذكر أنه ابن ملك الكادا، ويقرر ان يذهب الى مملكة الكادا ويلتقي بملكها ويدعو للسلام بين المملكتين. وفي نفس الوقت يقرر الكاهن بالتواطؤ مع السحرة أن يقتلوا المربي في مملكة الكادا لأنه يؤثر بالملك والأمير الصغير لإيقاف الحرب والعمل للسلام بين المملكتين، وبالفعل يقتلوه…

يصل الأمير قائد جيش الهيدرا الى مملكة الكادا داعيا للسلام مخفيا وجهه. وسرعان ما يكشف عن وجهه أمام والده الملك، ويكشف حقيقة انه تم الاعتداء عليه ومحاولة قتله من قبل الكهنة، واتهام مملكة الهيدرا في قتله، وتأجيج الحرب بين المملكتين خدمة للقوى الدولية الظالمة…

تحدث الفارس ابن ملك الكادا عن الحقائق، واتهم بالمباشر الكاهن والسحرة بمحاولة قتله وخدمة مصالح القوى العالمية ، وتم القبض على الكاهن وعوقب بالقتل، وهرب السحرة …

هكذا عاد السلام والامان و التوافق والتواؤم بين المملكتين. بعدما تم معرفة حقيقة دور الكهنة والسحرة ومن وراءهم من القوى العالمية الظالمة…

هنا تنتهي الرواية.

في التعقيب عليها اقول:

اننا امام رواية تصطنع عوالم اسطورية لتوصيل رسالتها، وهي أن الشر في العالم ليس فقط جزء من بنية العالم والبشر، بل هو نتيجة لارادة قوى شريرة دولية تصطنع الصراعات والحروب بين البشر لتستمر بتحقيق مصالحها…

وان مهمة الحكام أن يكونوا واعين لما يحاك لهم وشعوبهم وان لا يقعوا ضحية هذه الخطط ويهدرون حياة شعوبهم ومصالحها…

نعم نرى في واقع الدول والشعوب ذلك واكثر، الامور اكثر تعقيدا، والتداخل بين مصالح الدول المستبدة والمستغلة مع القوى العالمية المهيمنة أكثر قوة وعمقا، وان درجة العنف ضد الشعوب يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية كما كثير من بلاد العرب ونموذجها ما يحصل في غزة على يد الكيان الصهيوني بدعم أمريكي…

هذا هو واقع العالم للاسف. شعوب ضحايا للظلم والعنف والقتل والتشريد، وتحالف مصالح بين المستبدين والمستعمرين…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رواية”ولادة سماوية” للروائي السوري “جواد ابو حمدان” قراءة جميلة وتعقيب موضوعي من الكاتب “احمد العربي” الرواية شبه أسطورية متخيلة لصراعات بين امبراطوريات في ازمنة وامكنة مبتدعة. صراع وحروب بين مملكة الكادا ومملكة الهيدرا، صراع يُهدر خلاله الكثير من الدماء، المستمر منذ عشرات السنين .

زر الذهاب إلى الأعلى