أخي الإنسان

حسن علي الخليل

حيِّ الربيعَ محبةً وصفاءَ              واملأ فؤادكَ رقةً ووفاءَ

واستقيلْ اليومَ الجديدِ ببسمةٍ          واستبعدْ الغايات والأهواءَ

ابدأْ نهاركَ بالسماحةِ والرضى             واغفرْ لمن سهواً إليك أساءَ

لاتحبسْ البسمات لاتبخلْ بها           وابقَ الرحيمَ الطيبَ المعطاءَ

لا تبتئسْ إن مرَ يومٌ لم تنلْ          فيهِ المنى أو ماتودُ لقاءَ

واقطفْ من الروضِ الجميلِ ورودهُ         واقض الحياة مسرةً وهناءَ

واحملْ من الزيتونِ غصناً يافعاً            وافتحْ ليومكَ صفحةً بيضاءَ

نقلْ عيونكَ بالوجودِ وسحرهِ               وانعم بما نشرَ الوجودُ صفاءَ

دع عنكَ ما شغلَ الأنامَ بريقهُ                لا تبغِ غثاً كي تلم ثراءَ

واستنشقْ النسمات إنَ عبيرها             يهبُ النفوسَ طهارةً ونقاءَ

وانزلْ إلى الغاباتِ قد تنسى بها          وجدَ الحياةِ وما لقيتَ عناءَ

واصدحْ مع الطيرِ المبكرِ في الفلا          غردا تغني للحياةِ غناءَ

واصرف همومكَ فالحياةُ ستنتهي           إن عشتها سراءَ أم ضراءَ

واجهرْ برأيكَ في الحياةِ وجورها          واقصدْ إلاهاً في علاهُ أضاءَ

واسمُ بنفسكَ فوقَ كلِّ وضيعةٍ          وتجاوزْ الأحقاد والبغضاء

أسرعْ إلى نيلِ الفضيلة إنها          تضفي عليكَ من الوقارِ رداءَ

لا تنجرفْ نحو الحضيضِ بل اقتحمْ        متنَ الخطوب لتبلغ العلياءَ

لا يشغلنك من زمانكَ أنهُ        أعطى لمنْ لا يستحقُ عطاءَ

لا يثنينكَ من زميلكَ أنهُ             قطعَ الوصالَ وآثرَ الأشياءَ

لا تأسَ فالدنيا مطيةُ راحلٍ           حلماً تمر ولن تدومَ رخاءَ

لم تلقَ إلا ما فعلتَ مناقباً         وزرعتَ حمداً أو دفعتَ بلاءَ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شعر جميل ، وصور شعرية مبدعة ذو بعد إنساني واجتماعي [لا يثنينكَ من زميلكَ أنهُ .. قطعَ الوصالَ وآثرَ الأشياءَ …. لا تأسَ فالدنيا مطيةُ راحلٍ .. حلماً تمر ولن تدومَ رخاءَ …. لم تلقَ إلا ما فعلتَ مناقباً .. وزرعتَ حمداً أو دفعتَ بلاءَ].

زر الذهاب إلى الأعلى