عز الدين شكري فشير روائي مصري قرأنا بعض رواياته، متميز يغوص عميقا في البنية المجتمعية المصرية عبر أعماله الروائيه؛ وهو علامة فارقة في الرواية المصرية والعربية المعاصرة.
غرفة العناية المركزة رواية تعتمد تقنية الأصوات المتعددة، فنحن أمام شخصيات متعايشة في مصر وعبر فترة زمنية طويلة من الخمسينات حتى 1995، تتحدث متتابعة وكأنها على سرير الاعتراف؛ قارئة حياتها الخاصة وتطوراتها عبر مفاصل معينة، لقطات سينمائية ترسم لوحة حياة كل منها ، تكتمل في نهاية الرواية من خلال استكمال بوح شخصياتها الأربعة: العميد في المخابرات المصريه احمد كمال، والصحفي اشرف فهمي، و المحامية داليا الشناوي، والمحامي نشأت غالب، ستكتمل نسبيا لوحة مصر عبر نصف قرن.
الحدث المركزي انفجار في القنصلية المصرية في الخرطوم عاصمة السودان.عام 1995، جعلها تنهار ، والشخصيات الاربعه تحت الركام، وكل يستعيد بذاكرته حياته ومفاصلها، كلهم مابين الحياة والموت.
العميد في المخابرات احمد كمال رجل الامن المخضرم المرسل حديثا الى الخرطوم ليكون المسؤول الأمني في القنصلية المصرية هناك، احمد كمال تحت الركام كان قد فتح باب مكتبه في القنصلية ليحصل الانفجار وهو تحت الركام الآن، يستعيد حياته دون فواصل زمنية ولا ضوابط استرجاع، فها هو طالب ضابط ايام حرب 1967 وأثرها كهزيمة على المصريين والعرب عموما، وها هو ضابط صغير مسؤول عن الاستطلاع خلف خطوط العدو في حرب 1973، وها هو يتابع في غرفة العمليات المركزية بدايات الحرب ونشوة العبور واحساس الانتصار، ولكن ذلك لم يدم، الاندفاعة الأولى للجيش المصري للضفة الأخرى لقناة السويس، لم تستثمر بالتقدم عبر سيناء لتحريرها؛ الطريق مفتوح والعدو منهار، لكن القيادة صامته ولا اوامر، الجو متوتر، والضباط الكبار في حالة صراع خفي، والقيادة لا تعطي أي مؤشر، أيام تمر دون اي تصرف، والعدو الاسرائيلي يستعيد المبادرة ويعيد الهجوم عبر البحيرات المرة وثغرة الدفرسوار و العبور للضفة الغربية للقناة، وقرار خاطئ بالتصدي لهم يزيد المشكلة تفاقما، والجو في الأركان عاصف واحساس بعدم الجدوى، القيادة ليست قيادة، وأوامرها متناقضة والهزيمة تطرق الباب، احمد كمال الضابط الصغير وقتها يجتمع مع غيره من الضباط الصغار ويقررون أن يبادروا ويذهبون للقاء السادات -الرئيس المصري- بصفته القائد العام للجيش والقوات المسلحة المصرية ، ووضعه بصورة ما حصل وليضع حدا للمشكلة، يصلون اليه ويضعونه بالصورة يعدهم خيرا، ويحضر السادات بعد ذلك وتسير الامور كما سارت وكأن ما حصل مخطط له: هزيمة جديدة لمصر، وخسارة اخرى للاراض المصرية، ومفاوضات مضنية، وفرصة ضائعة لاستعادة ارض مصر وكرامتها. يعود أحمد كمال من الجبهة مختلفا جذريا، لقد مات به احساسه برجولته وكرامته وان مصر ضاعت هي ايضا، وان القيادة المصرية ليست بعيدة عن ذلك، لكن ماذا يستطيع أن يعمل وهو ضابط صغير في أهم جهاز أمن قومي مصري. كان عزاؤه أنه خدم في قسم متابعة (اسرائيل) في المخابرات المصريه، لعله يتابع معركة لم تنتهي بعد ؟!، عاد أحمد كمال لحياته منقلبا على ذاته ، صموتا مسكونا باحساس العار، يرتد حديثة داخل نفسه دائما :بأن لا فائدة، سيستمر في حياته المهنية، وسيتولى قسم الجماعات الإسلامية في جهاز المخابرات، وليكون على اتصال مباشر بالحراك السياسي والمجتمعي داخل مصر، همه وهم جهازه وأجهزة الأمن كلها حماية النظام المصري من اعدائه، سيتعرف على الصحفي أشرف فهمي الذي اشتهر انه اهم الصحفيين المصريين المناوئين للإسلاميين في مصر، ويدفعه للتعاون مع الأمن ضمن رؤية السلطة المصرية بأن كل شيء تحت المجهر والمتابعة وتحت السيطرة، وكذلك سيتعرف على المحامية عن الجماعات الإسلامية داليا الشناوي التي بدأت تخرج عن السيطرة ، وترفع دعوى (الحسبة) التكفير على بعض المفكرين والصحفيين ومنهم أشرف فهمي نفسه، والتي ستؤدي لتكفير أشرف وتطليق زوجته منه، وخسارة اعتباره الاجتماعي، يسعى لاحتوائها من أجل التعاون مع الأمن لكنها ترفض، لكنه يتابع حياتها ويجد فيها ثغرات يواجهها بها ليكسرها، ويجعلها تتعاون معهم رغما عنها. سيعيش العميد احمد كامل احساس اللاجدوى والعبث واليأس ايضا، فعمله روتيني، ويكتشف يوما بعد يوم انه اضاع حياته سدى، فهذه زوجته قد هجرته بعد ان فقد قدرته الجنسية والحياتية الايجابية وامله، رغم عدم وجود أي سبب عضوي لذلك. وها هو يرصد مصر من موقعه قبالة نهر النيل الذي غزاه ورد النيل الذي سيقضي على كل أسباب الحياة به، وكل محاولات التنظيف الشكلية والوهمية، التي تغطي حقيقة استشراء انتشاره، وعدم الجدية في التصدي له كوباء سيقضي على النيل. وكذلك مصر التي أصبحت ضحية اخرى خسرت كل شيء وتحولت لمجرد بلد تسلبه الحياة أقلية وجميع الشعب ضحايا. كل تلك الأفكار تدور داخل نفس العميد أحمد وهو يائس ، لذلك يتراخى في عمله ويهمل و يتقاعس؛ لذلك سيقرر رؤساءه نقله ملحقا أمنيا في الخرطوم لعله يرتاح، وهناك سيكون مؤتمرا ما، وسيحضر احد الامريكيين من اصل مصري، ينقل له خبرا عن متفجرات نقلها ابنه الى جماعة اسلامية في الخرطوم، ابنه الذي غرر به الإسلاميين في أمريكا وجندوه ، أخبره أنه اكتشف الأمر هنا فقد اضطر ان يسلم الجماعة المتفجرات حفاظا على حياته وحياة ابنه، وهو يخبر الأمن المصري الان ليحمي نفسه وابنه ولعلهم يعملون ما يجب، حاول العميد احمد ان يتقصى فلم يستطع معرفة اين وصلت المتفجرات، ولم يعرف أين ستكون الضربة. اوصل الخبر الى جهازه في مصر وللسلطة السودانيه لكن لا حل، الكل ينتظر. وأخيرا هاهي المتفجرات تدمر القنصلية المصرية المتواجد فيها ، وهو الآن تحت الأنقاض بين الحياة والموت…
الصحفي أشرف فهمي تحت ركام القنصلية المصرية في الخرطوم الان، ابن الخمسينات تفتح على مصر وهي في حالة نهوض وطموحات كثيرة، والده (الصول) في الجيش الذي ذهب الى اليمن في الستينات ولم يعد. تولع بالصحافة وحلم أن يكون صحفيا كبيرا ويكون له دور في تعرية الحقائق، وأن يقوم بدور تنويري وناقد ويعبر عن مجموع الناس، كما يجب أن تكون الصحافة، ويصل لرئاسة تحرير اهم الصحف المصرية ولم لا تكون الأهرام مثلا. اشرف درس الإعلام في القاهرة وعندما تخرج بدأ يعمل كمحرر، وأخذ يلفت النظر وتدرج في موقعه حتى وصل لمدير التحرير، كان يعتقد أن الصحافة رساله وأنه بمقدار جهده فهو يتقدم، إلى أن كتب ناقدا لزيارة السادات للقدس 1977 حيث انقلب الموضوع ضده، واكتشف ان الصحافة جزء من سياسة الدولة العامة، وان من يخرج عن المسار المرسوم سيخسر موقعه، وقد يطرد من وظيفته، وقد يحصل الأسوأ، كانت تلك المقالة مقدمة لإبعاده عن مديرية التحرير في الصحيفة، وبداية صدمة وعي عند اشرف، فقد اكتشف أنه: أن تابع حلمه وأمنياته سيجد نفسه خارج مجال الصحافة، أو عليه أن يتكيف مع شروط الأمر الواقع، وهو التوافق مع السلطة المصرية عبر التعاون مع اجهزتها الامنية وأن يتكيف مع مطالبها. ترك العمل بالصحيفة لفترة ثم غادر إلى بريطانيا، وهناك عمل مع بعض الصحف، وتعرف على العالم الحقيقي لصناعة السياسات الدولية وخاصة مصر ومنطقتنا العربية، وأدرك أن الصحافة جبهة حقيقية مفتوحة الآن -وكل الوقت- لتنفيذ سياسات الحكام. الصحافة لا تقوم دون داعم والداعم يعتبر الصحيفة وسيلته لتسويق سياساته، وهناك هامش يعمل من خلاله الصحفي والصحيفة لتؤكد أنه وأنها مستقلان ويعملان بضمير صحفي، كل ذلك في لعبة مكشوفة، ومن هناك عاد أشرف فهمي لمصر عبر صفقة مع ممثلي السلطة والأمن ليعمل رئيسا لتحرير الصحيفة التي طرد منها، استلم الصحيفة وجدد طاقمها ودعمها بمجموعة من الصحفيين الناشئين وقواها بالتحقيقات، وسرعان ما أخذت حضورها ونجاحها، وكان التوجيه الرئيسي لأشرف فهمي أن يركز على الجماعات الإسلامية نقدها وتفنيدها واتهامها واسقاطها، وكانت السلطة تعتبر أن الطرف الوحيد القادر في الداخل المصري أن يواجه السلطة هم الاسلاميين، فبعضهم بالسجون، وبعضهم مضيق عليه، وهناك حرب إعلامية شرسة عليهم، كان أشرف فهمي رأس حربتها، وكانت صلة أشرف فهمي مع الأمن عبر العميد احمد كمال مسؤول ملفات الجماعات الإسلامية في المخابرات، كان أشرف لا يحب العميد وكان يراه القيد عليه، ولكنه تكيف معه، واصبح بحاجة له، ف الاسلاميين اصطادوه من نقطة ضعف فيه، فقد رفعت عليه المحامية داليا الشناوي دعوى احتساب متهمة اياه بالردة، وسيكون لذلك تبعيات منها تطليق زوجته، ومن سوء حظه أن حكما أوليا صدر ضده، وانه امام احتمال كبير لإسقاط اعتباره الاجتماعي وخسارة سمعته ومكتسباته كلها. لجأ للعميد احمد كمال حاملا غنيمة له: معلومة حصل عليها عبر شبكة علاقاته الواسعة ايام لندن، بأن هناك عملا ارهابيا ستقوم به مجموعة إسلامية وعلى رأسها اشخاص محددين، قدم المعلومة دون تحديد الأسماء للعميد احمد، وترك الأسماء لوقت آخر على أن يساعدوه في رد دعوى الردة عنه، ووعده بالمساعدة في الدعوى. وصل للخرطوم للمشاركة بمؤتمر ما لحقوق الإنسان ومن هناك توجه للقنصلية لمراجعة بعض الأمور، وتفاجأ بوجود أحد رؤوس المجموعة التي ستقوم بالعمل الإرهابي الباكستاني سالم، حاول مع أمن القنصلية ليواجهوا الإرهابي، لكن التفجير سبقه وهو الان تحت الأنقاض…
داليا الشناوي: الفتاة المصرية ابنة الأسرة الميسورة، امها الأوروبية دكتورة في الجامعة وكذلك والدها، درست الحقوق عاشت حياتها دون كوابح، تعرفت على زميلها نشأت غالب الذي احبها واحبته ، تولعوا ببعضهم إلى درجة كبيرة، لكنهما اصطدما باختلاف الدين فنشأت مسيحي قبطي وهي مسلمة، لم يقبل أن يغير دينه ليسهل عليه الزواج منها، اعتبر ذلك تزويرا وغير مشروع ولا انساني، وهي اعتبرته لا يحبها للدرجة التي تجعله يضحي من أجلها ولو شكليا وليستمر كل على دينه، وسرعان ماتركا بعضهما وسافرت داليا الى فرنسا لتكمل دراستها في القانون وكذلك أشرف، وهناك التقيا مجددا وتجدد الحب وادى لعلاقة جسديه وحصل حمل ستسقطه داليا وتقطع علاقتها نهائيا مع نشأت، واقترن هذا مع تعرفها على زوج المستقبل الشاب المنتمي لعائلة اسلامية هربت بالستينات إلى السعودية وسرعان ما يتزوجا، وتلتزم داليا دينيا، وتعود بعد ذلك لمصر لتكون من مجموع المحامين المدافعين عن الإسلاميين الموقوفين عند السلطة، ستتعرف هناك على قادة الجماعة، تقنعهم بضرورة ايلاء الشباب الاهتمام وسرعة الحضور بعد توقيفهم للدفاع عنهم، تتوغل أكثر لمعرفة حقائق الجماعة، والجماعة مسيطر عليها مع مجموعة صغيرة من القادة، وهي ضمن التراتبية التنظيمية عليها الطاعة والتنفيذ، والجماعة تعلن سلميتها لكن هناك أجنحة عسكرية سرية متورطة باعمال امنية ضد السلطة واجهزتها، وعندما تتساءل عن مبرر ذلك وجدواه؛ يأتيها الجواب ان السلطه لم تترك لهم مجال لاي تفاهم ، وان المجموعات المسلحة لحماية الجماعة، وان قيادة الجماعة مسيطرة عليهم. لكن واقع الحال أن القيادة اصبحت اسيرة مجموعاتها المسلحة، ضحية تصرفاتها الخارجة عن السيطرة. داليا تتطلع على بعض هذه الأعمال الارهابية وترفض المساعدة، وتحاسب وتؤنب ، ويفرض عليها من قيادة الجماعة أن ترفع دعاوى هي لا ترغب اغلبها وعليها التنفيذ وتحت التهديد احيانا، فها هي ترفع دعوى احتساب وتكفير على الصحفي أشرف فهمي، وتكسب جولتها الاولى، لكنها تصطدم بالسلطة واجهزتها الامنية، فقد تواصل معها العميد احمد كمال أكثر من مرة وكانت ترفض التعاون دوما، لكنه عاد لماضيها واحضر لها وثائق علاقتها بـ نشأت غالب في فرنسا و حملها واجهاضها، ووضعها أمام الفضح أو التعاون مع الأمن، أسقط بيدها وانهارت، وفي غمرة ذلك دعيت لمؤتمر في الخرطوم عن حقوق الإنسان، وعند مراجعة القنصلية هناك سيحصل التفجير وهي الآن تحت الأنقاض.
.نشأت غالب شاب مصري طموح من عائلة مسيحية قبطية، جاء للقاهرة في -الخمسينات- لمتابعة دراسته في للحقوق، تعرف على داليا الشناوي وعاشا قصة حب لم تتكلل بالنجاح لانه رفض ان يغير دينه ليتمكن من الزواج منها، فهو لا يريد تغيير عقيدته، ويعتبر أن حبه لداليا يكفي وحقه ان يتزوجها، وانه لن يزيف على نفسه بالكذب وانه غير دينه، و تركا بعضهما، وغادر الى فرنسا ليكمل دراسته الجامعية هناك، وعادت علاقته بداليا الشناوي ثانية وعاشا علاقة جسدية ادت للحمل واجهضت نفسها وتركته، حصل الحمل والاجهاض دون علمه ولو علم بذلك لتزوجها بأي شروط، أصبح داخل نفسه شرخ لم يعالجه أي من العلاقات الاخرى بمافيه علاقته مع الامريكية (آن)، المهم اكمل دراسته وعاد لمصر وهناك فتح مكتبا للمحاماة وفتح مركزا للدفاع عن حقوق الإنسان، هذا المركز الممول من مؤسسات امريكية واوربية، وايادي الدول ليست بعيدة عنه، يدرك ذلك لكن لا بديل عنده، الدولة لا تدعم أي عمل حقوقي لانها تعتبره قيدا عليها، وكذلك المجتمع المدني والأهلي اعجز ماديا وأقل وعيا ان يقوم بدور كهذا، يدرك انه يحصل على الدعم لكونه مسيحي قبطي، وأن هناك في الغرب توجه لاعتبار المسيحيين المصريين مضطهدين، وهو يحاورهم دوما مفرقا بين التمييز والاضطهاد، وأن كل المصريين يعيشون اضطهاد بشكل ما كمصريين ، وان ورقة الاقباط المصريين تستخدم سياسيا ولكن بثوب ديني، وان الاقباط في مصر يعيشون مشاكلهم كجزء من المجتمع المصري، ولا يمنع من حصول بعض الاشكالات الطائفية، لكن لا تصل لدرجة المشكلة الوجودية المتفاقمة كما يحاول الغرب والمانحين تصويرها، ان نشأت غالب -مع ذلك- مضطر ان يستفيد من المانحين الغربيين، وان يتجاوب مع مطالبهم ولو بشكل موارب، فلا بديل عنده، وكذلك هناك ارتباط مباشر بينه وبين الامن عبر العميد احمد كمال نفسه، فهناك تقاطع دوما بينهم فالسلطة تضبط الكل وفق مصالحها وتوجهاتها وتستخدمهم ايضا لما تريد. المحامي نشأت غالب هو محامي الصحفي أشرف فهمي، يترافع عنه أمام حبيبته السابقة داليا الشناوي بدعوى الحسبة “التكفير”، ويخسرها بداية، لكنه سيعمل بكل امكانياته ليسقط عنه الحكم من خلال الاستئناف. سيدعى بصفته رئيس مركز لحقوق الإنسان لمؤتمر بالخرطوم، وسيذهب للقنصلية المصرية هناك، وسيحصل التفجير و يحصر في غرفة تحت الانقاض وينتظر مصيره.
هنا تنتهي الرواية.
وفي قراءتها نقول: نحن أمام عمل روائي يريد أن يقول كل شيء، سياسيا واجتماعيا وعلى كل المستويات في مصر عبر نصف قرن ماضية، عبر الرواية وشخوصها، ليصل لنتيجة مؤداها أن كل ما يحصل في مصر من فساد وقهر واستغلال وضياع وهدر..الخ، يحكمه نظام سلطوي مهيمن وقمعي، ويستخدم كل ذلك لمصلحة فئة الحكم ومن يدور في فلكها، وان ذلك ادى ويؤدي لخراب مصر وتخلفها.
ليس غريبا ان تنشر الرواية في عام 2010 قبل الربيع المصري بسنة تقريبا، وهي مؤشر أن مصر وشعبها لم يستسلم للاستبداد وقهر السلطة وقامت بثورتها وانتصرت.
.صحيح أن ردة على الثورة حصلت لكن الشعوب لا تقهر، و سرعان ما يسترد الشعب مبادرته وينتصر لحقوقه: الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والدولة الديمقراطية والحياة الأفضل…
18.6.2017
رواية “غرفة العناية المركزة” للروائي المصري “عز الدين شكري فشير” قراءة جميلة وتعقيب موضوعي للكاتب “احمد العربي” الرواية تتحدث عن شخصيات متعايشة في مصر عبر فترة زمنية طويلة من الخمسينات حتى 1995، تتحدث متتابعة وكأنها على سرير الاعتراف؛ قارئة حياتها الخاصة وتطوراتها عبر مفاصل معينة ليقول كل شيء، سياسيا واجتماعيا وعلى كل المستويات في مصر عبر نصف قرن ماضية، عبر الرواية وشخوصها .