بعد أن سيطرت الميليشيات الإيرانية عسكرياً في دير الزور، أسس الحرس الثوري الإيراني لمجموعة من الشبكات هدفها العمل داخل المجتمعات المحلية لاستكمال استراتيجية السيطرة الشاملة على المجتمع، وهي تركز في هذه المرحلة على استهداف الأطفال والنساء لان هذه الشريحة هي الأوسع بعد هروب وهجرة الرجال والشباب، ولأن هذه الفئات أيضاً هي الأكثر هشاشة ويمكن تجنيدها بسهولة نسبياً.
من بين التكتيكات التي استخدمتها هي شبكات الأطفال جامعي الخردة الذين يتم استغلالهم في تجارة وترويج المخدرات إضافة إلى جوانب استغلال أخرى مثل الاستغلال في المجال العسكري، كما يحتمل استغلال هؤلاء الأطفال جنسياً، لكن أكثر اشكال استغلالهم قسوة وإجراماً هو إجراء تجارب عليهم لمعرفة تأثير أصناف جديدة من المخدرات التي تنتجها مصانع الحرس الثوري في مدينة دير الزور.
في هذا التحقيق سنكشف عن شبكات الأطفال جامعي الخردة في مدينة دير الزور، وأعداد الأطفال المنخرطين فيها والأنشطة التي يجبرون على مزاولتها، والأشخاص الذين يديرون تلك الشبكات، كما سنكشف عن الأطفال الذين وقعت عليهم أبرز الانتهاكات وهي القتل أثناء التجارب في مختبرات صناعة المخدرات التابعة للحرس الثوري.
من هم جامعو الخردة؟
مثلها مثل أي مدينة أخرى يزاول عدد من الأشخاص مهنة جمع البلاستيك والمعادن والخردوات التي تباع إلى تجار لإعادة تدويرها، والتسمية المحلية لمن يزاول هذه المهنة هي “الحوّاج”، وقد كان يُشاهد حواج أو اثنان على الأكثر في كل حي من أحياء المدينة نظراً إلى محدودية الخردوات المتاحة والعائدات الشحيحة جداً من هذه العملية، لكن في الآونة الأخيرة تضاعفت أعداد هؤلاء بشكل لافت للنظر، وصار بإمكانك أن تصادف طفلاً يحمل على ظهره كيساً متسخاً يجمع فيه علب البلاستيك أينما نظرت، لكنهم يتركزون بشكل رئيسي حول المدارس الإعدادية والثانوية التي تضم مراهقين ومراهقات مثلهم.
بالاقتراب أكثر من هذه الظاهرة يتبين أن معظم هؤلاء الأطفال هم من الأيتام الذين فقدوا أحد أو كلا والديهم في الحرب، وأنهم انقطعوا عن التعليم بشكل كامل، ويعيش أغلبهم مع أقارب إناث، فالرجال إما قتلوا، أو اعتقلوا، أو هاجروا.
لا يعمل هؤلاء الأطفال لحسابهم الشخصي، بل لدى “حواج” كبير، لديه مستودع يخزن فيه ما يجمعه هؤلاء الأطفال ليقوم بشحنه لاحقاً إلى مستوردي الخردة، ويعمل لدى كل حواج أكثر خمسين طفلاً من هؤلاء.
بالنظر إلى حجم هذه التجارة يظهر بشكل واضح أنها لا يمكن أن تدر عائداً لنحو خمسين عاملاً، عدا أجور المستودعات والشحن. فكيف يستطيع الحواج الكبير أن يغطي هذه النفقات ويكون رابحاً؟
بالبحث والتدقيق اكتشف موقع تلفزيون سوريا بأن هؤلاء الأطفال يعملون فعلياً بتجارة وترويج الحبوب المخدرة وسجائر الحشيش، حيث يزودهم الحواج الكبير بكمية صغيرة منها ويطلب منهم تصريفها ببيعها على الطرقات وأمام المدارس الإعدادية والثانوية، مقابل مبلغ 100 ألف ليرة سورية أسبوعياً، ويحصل الطفل على قرص مخدر واحد كل يوم تجعله مدمناً ومرتبطاً بمصدر المخدر بشكل دائم، بالإضافة إلى حوافز تتناسب مع كمية المخدرات التي يتمكن كل طفل من بيعها.
من يدير هذه الشبكات محلياً؟
رصد موقع تلفزيون سوريا 6 شبكات تتقاسم أحياء دير الزور حالياً، وتسمى على اسم مديرها المحلي، وهي:
شبكة أبو اليمامة علي في حيي هرابش والصناعة
شبكة سليمان الخالدي في حيي الحميدية والعمال
شبكة رجب أبو أحمد في أحياء العرضي والسوق والتكايا
شبكة شهاب العلي في حيي الطب والضاحية
شبكة فراس الحسن أبو كمال في حي الموظفين
شبكة أبو خليفة ياسر في منطقة شارع سومر وحيي الرصافة والجورة
وبسبب اتساع أعمالهم بات لهؤلاء الستة مديرون فرعيون يدير كل واحد منهم مجموعة من الأطفال تختص بجزء من حي أو شارع معين.
السلسلة تنتهي بالحرس الثوري الإيراني
بتتبع مصدر المخدرات الذي يوزعه مديرو الشبكات المحلية، تبين أن مصدرها هو مصدر المخدرات ذاته في عموم المنطقة، وهو الحرس الثوري الإيراني، وأن العملية برمتها مسيطر عليها من خلاله ومضبوطة بما يستجيب للغايات الاستراتيجية لطهران، ولا تقتصر فوائدها على العائدات المالية التي تمول أنشطة الحرس الثوري.
ومن خلال مصادرنا علم موقع تلفزيون سوريا بأن المدير الرئيسي لهذه الشبكات هو عضو عراقي في الحرس الثوري يدعى سليمان كرار الموسوي، من مواليد الرضوية في النجف سنة 1986، وهو الذي يدير كل عمليات الاستغلال المتشعبة لهذه الشبكات محلياً، بينما يقوم شخص آخر يدعى كاظم محمود الحسين، من مواليد المدائن العراقية سنة 1990 بدور صلة الوصل التي توفر المخدرات والمواد الأولية التي تصنع منها، حيث يتم استجلاب بعض الأنواع من العراق أو لبنان من خلاله.
وعلى ارتباط بهم توجد مجموعة أخرى تابعة للحرس الثوري الإيراني تصنع المخدرات محلياً للتوقف عن استيرادها من الخارج، سواء من خلال تصنيع الحبوب في مصانع سرية في المدينة، أو من خلال زراعة الحشيش في مناطق أمنية يمنع الوصول إليها بحجة أنها مربعات أمنية، وكان يدير هذه المجموعة الأخيرة شخص يدعى فريد عطا، وهو لبناني يقال إنه يحمل دكتوراه في الكيمياء، لكنه اختفى مؤخرا، وتدير العملية الآن مساعدته السابقة وأرملته مريم سليم العلي من مواليد قضاء راشيا في البقاع اللبناني سنة 1983 إضافة إلى شقيقها ماهر الذي يقال أيضاً إنه يحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء.
سلسلة جرائم إضافية مروعة
إضافة إلى جريمة تشغيل الأطفال ودفعهم إلى الإدمان واستدراج أقرانهم الآخرين إلى عالم المخدرات الخطير، وإضافة إلى مختلف الأنشطة التي تخدم تمويل وتعزيز جهة مسلحة، ارتكبت هذه الشبكات والقائمين عليها خلال الأشهر الماضية سلسلة جرائم مروعة بحق الأطفال الفقراء الذين يعملون في تلك الشبكات، تتمثل بإجراء تجارب عليهم لمعرفة تأثير المواد المخدرة المنتجة محلياً، حيث فقد عدد منهم حياته، وأخفيت جثثهم ولم يعرف عنها شيء حتى الآن.
وكانت قد نشرت في مطلع الشهر الماضي تقارير صحفية تتحدث عن قتل الطفلين سعد فراس طعمة 16 سنة، والطفل محمد صلاح الرفاعي 14 سنة، وذلك بسبب تجارب أجراها عليهم المدعو فريد، وقد كشفت مصادر محلية عن جريمة مشابهة وقعت يوم الخميس 25 من نوفمبر الماضي، وراح ضحيتها ثلاثة أطفال من جامعي الخردة هم:
علي محمود الحسين 14 سنة من تدمر وتقيم عائلته في دير الزور
جمال سعيد الأسود 16 سنة
توفيق رضوان الحسين 14 سنة من تدمر وتقيم عائلته في دير الزور
وهؤلاء الثلاثة يعملون في قطاع هرابش الذي يديره أبو اليمامة، ويعملون تحت إدارة فرعية لشخص يدعى رشدي العبد الله، وهو من سلمهم للمدعو ماهر العلي وفريقه الذي يدير مختبر تصنيع المخدرات الرئيسي التابع للحرس الثوري ويجري التجارب على الضحايا من الأطفال.
تعتبر المخدرات وسوقها وعائداتها، عصب الحياة للميليشيات الإيرانية التي يقودها الحرس الثوري، وفي ظل التضييق على عمليات التصدير إلى دول الجوار وأوروبا، يسعى الحرس الثوري إلى توسيع هذا الاستثمار وترسيخه في سوق المجتمعات المحلية التي يسيطر عليها، ومع أن الخلاص الكامل من هذه الآفة يقتضي زوال هذه السيطرة بشكل كامل، إلا أن المجتمعات المحلية يمكنها أن تبني جدار حماية خاصاً بها عبر التوعية وكشف الأساليب الخبيثة المتنوعة التي يلجأ إليها المرجون وتجار المخدرات.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا
أذرع ملالي طهران تعبث فساداً بالمجتمع السوري ، بإستغلال الفقر وغلاء الأسعار وإنتشار البطالة ، وما يتم بمحافظة دير الزور من تسخير الأطفال على جمع الخردة والترويج للمخدرات وتسويقها إحدى هذه الممارسات القذرة، بالإضافة لإنتشار مناسك شيعية فارسية يتم تداولها كاللطميات والمردات والسب على الخلفاء الراشدين و…. الى متى سيستمر شعبنا تحت هذه الموبقات ؟.