دير الزور: الميليشيات التابعة لإيران تنقل المئات من عناصرها إلى معركة جبل الزاوية في إدلب

أكدت مصادر عسكرية خاصة لـ«القدس العربي»، أن المئات من عناصر الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، يتحضرون للانتقال من مناطق انتشارهم في ريف دير الزور الشرقي، إلى ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وذلك في إطار التحضير لجولة جديدة من المعارك، بهدف إحكام السيطرة على منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.

وأوضحت، أن حوالي 160 مقاتلاً من ميليشيا «لواء الباقر» وصلوا إلى أرياف إدلب، وسط تكتم شديد على عمليات النقل، التي تمت عبر حافلات مخصصة لنقل المدنيين (شركات سياحية). وكان شهود عيان أكدوا، انتقال عناصر الميليشيات المدعومة إيرانياً بين المدن السورية عبر الحافلات السياحية، حيث تداول العديد من النشطاء السوريين في وقت سابق، على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لعناصر ميليشيات من داخل الحافلات.

في المقابل أشارت المصادر إلى تجمع المئات من مقاتلي مليشيا «حركة النجباء» في قاعدة «الإمام علي» القريبة من البوكمال، استعدادًا للانتقال إلى جبهات إدلب. المصادر عزت السرية إلى الخشية من استهداف مقاتلات التحالف لحركة المقاتلين، مبينة أن من المرجح أن يتم نقل المقاتلين جواً عبر طائرات مروحية تابعة لنظام الأسد إلى إدلب. وكانت مصادر إخبارية محلية، قد أشارت إلى تعرض رتل للميليشيات الإيرانية للاستهداف قبل يومين، من قبل طائرات التحالف، في ريف دير الزور الشرقي، لكن تأكيدات لم تصدر عن ذلك.

وأكد الخبير العسكري العقيد زياد حج عبيد هذه الأنباء لـ«القدس العربي»، مشيراً إلى تعامل الميليشيات المدعومة إيرانياً بحذر شديد مع عمليات نقل المقاتلين إلى إدلب. وقال «الميليشيات شاركت بقوة مع قوات النظام في المعارك الأخيرة، وتحديداً في ريفي حلب الغربي والجنوبي، حيث تعتبر تلك الجبهات مناطق نفوذ إيراني».

الصحافي فراس علاوي من دير الزور، أكد لـ «القدس العربي»، مشاركة الميليشيات المدعومة إيرانياً في معارك إدلب، مشيراً إلى وصول جثث العشرات من الميليشيات المدعومة من إيران، من الذين قُتلوا أثناء مشاركتهم في هجمات قوات الأسد على إدلب، إلى مدينة دير الزور خلال الأيام القليلة الماضية. وقال إن «البوكمال تعتبر قاعدة إيرانية عسكرية واستراتيجية متأخرة، ولذلك تقوم الميليشيات بإرسال المقاتلين منها إلى إدلب، تعويضاً للخسائر البشرية في صفوفها».

وحسب علاوي فإن استقدام أعداد كبيرة من المقاتلين من الميليشيات المدعومة إيرانياً إلى جبهات إدلب، يؤشر إلى تطور الصراع هناك، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى التعزيزات العسكرية التركية المقابلة.

وكانت وكالة «الأناضول» التركية، قد ذكرت، أن عدد القتلى من عناصر الميليشيات الإيرانية في إدلب، الذين أُرسلت جثثهم إلى دير الزور حوالي وصل الـ100 قتيل، خلال الأسبوع الماضي. وأضافت أن الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، تعد من أشد داعمي قوات النظام السوري، إذ تضم مرتزقة من دول مثل العراق، ولبنان، وأفغانستان، وباكستان.

وحسب الوكالة، فإن ميليشيات «الحرس الثوري الإيراني»، و»لواء القدس»، و»حركة النجباء»، و»لواء الباقر»، هي من أبزر الميليشيات التي تساند النظام السوري في حربه على الفصائل في إدلب. وفي السياق ذاته، أشارت مصادر محلية، إلى وصول تعزيزات وصفت بـ»الضخمة»، من الغوطة ومن درعا جنوبي سوريا، موضحة أن غالبية المقاتلين هم من عناصر «المصالحات»، الذين تمت تسوية أوضاعهم بوساطة روسية.

ويحاول النظام مدعوماً بغطاء جوي روسي، السيطرة على طريق حلب- اللاذقية(M4)، وذلك بعد فرض سيطرته على كامل مقاطع الطريق الدولي حلب- دمشق(M5)، ولن يتحقق للنظام مبتغاه إلا بالسيطرة على مساحات واسعة من ريفي إدلب الجنوبي واللاذقية الشمالي. وبانتظار نتائج القمة الرباعية (التركية، الروسية، الفرنسية، الألمانية)، في الخامس من شهر آذار/مارس المقبل لبحث الأوضاع في إدلب، تواصل تركيا حشد المزيد من قواتها، وذلك بهدف تقوية موقفها التفاوضي مع روسيا، أملاً في التوصل إلى صيغة جديدة لتفاهم حول إدلب.

والأحد، كانت صحيفة «يني شفق» التركية، أكدت أن الاتصال الذي جرى بين اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين السبت، لم يكن إيجابياً، وأضافت أن زعيمي البلدين لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق بينهما بشأن إدلب. وأشارت إلى أن بوتين رفض حل الأزمة، التي اندفع بسببها ملايين السوريين إلى الحدود التركية، ورفض طلب اردوغان، بإيقاف هجمات النظام السوري في المنطقة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى