في الحقيقة أنها لم تكن أول مرة أقوم بها بمعارضة قصصية فقد كانت تجربتي الأولى بمعارضة قصة الأستاذ جمال الغيطاني “منتصف ليل غربة” عام ١٩٩٧ عندما صدرت طبعتها الجديدة
كانت قصة قوية من حيث طريقة البناء الدرامي ومبدعة في السرد بطاقة شعرية متدفقة.. لكنها كانت أيضا قصة صادمة بالنسبة لي ولجيل الشباب فقد كان الكاتب قاسيا في نقده لدرجة التجريح او الاستفزاز المتعمد..
فبطل القصة الذي يمثل الشباب يفشل في كل شيء.. يفشل في الدفاع عن نفسه.. ويفشل في المطالبة بحقوقه في العمل.. يفشل في علاقاته.. حتى أنه يفشل في تنفيذ قرار الانتحار الذي اتخذه في النهاية.
استفزتني القصة وكتبت قصة معارضة بنفس الاسم ونفس الشخصيات والأمكنة مع اختلاف في ردود الأفعال ووفق رؤية تمثل جيلي في الصراع الازلي بين الاجيال المختلفة..
وأردت ارسالها الى الاستاذ جمال الغيطاني ومجلة أخبار الادب التي كان يرأس تحريرها آنذاك بعد ان جاهدت للحصول على عناوينهم البريدية.. لكن في لحظة جبن غير معهود تراجعت ولم ارسلها أو انشرها في اي مكان، لأنني لوهلة ظننت أنها كانت أضعف من القصة الأصلية.. وظللت امدا طويلا نادما، لأني كان يجب أن أرد بأي شكل عن نفسي وعن جيلي حتى لو خذلني التعبير..
ولكني اعتبر أن جيل الشباب قد رد لاحقا بقصة أجمل وأعمق واصدق تعبيرا عندما فجر ثورات الربيع العربي وقادها في دفقاتها الاولى.. عندما كان الليل حالك السواد..
إنها قصة تستحق اسم “متصف ليل ثورة”
المصدر: صفحة بسام شلبي
الحدث والواقع أقوى من التصور والرواية ، رد قوي ومعبر من الكاتب عن رواية جمال الغيطاني “منتصف ليل غربة” ، إنها ثورة شعبنا بالربيع العربي وقادها في دفقاتها الاولى.. عندما كان الليل حالك السواد..إنها قصة تستحق اسم “متصف ليل ثورة”