رفض القادة مبررات “الدفاع عن النفس” وطالبوا بوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل وأكدوا وحدة القطاع والضفة لقيام دولة فلسطينية
دعت القمة العربية – الإسلامية التي استضافتها السعودية السبت إلى “وقف الحرب في غزة ورفضت تبرير الأعمال الإسرائيلية في حق الفلسطينيين على أنها دفاع عن النفس”.
وجاء في البيان الختامي أن القمة تدين “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري”.
كما دعا البيان إلى كسر الحصار على غزة والسماح بدخول قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية إلى القطاع ووقف صادرات الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
وطالب قادة الدول العربية والإسلامية بـ”حل شامل” يضمن وحدة غزة والضفة الغربية “أرضاً لدولة فلسطينية”. وجاء في البيان الختامي المشترك أن القمة “ترفض أية طروحات تكرس فصل غزة عن الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والتأكيد أن أية مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن تكون في سياق العمل على حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الغربية أرضاً للدولة الفلسطينية التي يجب أن تتجسد حرة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967”.
وحضر القمة التي عقدتها السعودية سعياً إلى الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إنهاء الأعمال العدائية في غزة، العشرات من الزعماء وقادة الدول بمن فيهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي زار السعودية للمرة الأولى، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس النظام السوري بشار الأسد.
السعودية تحمل إسرائيل مسؤولية الجرائم
وفي افتتاح القمة قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “تؤكد المملكة تحميل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني ومقدراته. ونؤكد إدانتنا ورفضنا القاطع لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين”. وتابع “إننا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين والأعراف الدولية”.
ودعا الأمير محمد بن سلمان إلى إنهاء الحصار على قطاع غزة وإلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين وإطلاق سراح المحتجزين. وقال “نحن على يقين بأن السبيل الوحيد لتأمين الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان”.
وأكد ولي العهد السعودي رفض السعودية “القاطع لاستمرار العدوان والاحتلال والتهجير القسري لسكان غزة”.
عباس: نتعرض لحرب إبادة
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهته إن الشعب الفلسطيني يتعرض “لحرب إبادة لا مثيل لها”، ودعا الولايات المتحدة إلى وقف “العدوان الإسرائيلي والعمل على إنهاء الاحتلال”.
وأضاف عباس أن الفلسطينيين في حاجة إلى حماية دولية في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.
أما الرئيس الإيراني فأشاد بحركة “حماس” لخوضها حرباً على إسرائيل، كما حث الدول الإسلامية على فرض عقوبات نفطية وتجارية على الدولة العبرية. وقال رئيسي، “ليس هناك وسيلة أخرى سوى مقاومة إسرائيل، نحن نقبل أيدي (حماس) لمقاومتها إسرائيل”. كما دعا رئيسي الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي “منظمة إرهابية” على خلفية عمليته المسلحة في قطاع غزة، وإلى “تسليح الفلسطينيين” في حال “استمرت الهجمات” في القطاع المحاصر.
وزيارة رئيسي إلى السعودية هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من عقد، بعدما أنهت طهران والرياض قطيعة استمرت لسنوات بموجب اتفاق توسطت فيه الصين في مارس (آذار) الماضي.
وإضافة إلى الكلمة التي ألقاها، عقد رئيسي اجتماعاً مع ولي العهد السعودي على هامش القمة.
أردوغان يدعو إلى مؤتمر سلام دولي
وتشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر منذ أن اجتاح عناصر “حماس” جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص وأسر 239 رهينة بحسب تل أبيب. ومنذ ذلك الحين، صعدت إسرائيل هجماتها على غزة، حيث قتل 11078 من سكان القطاع حتى أمس الجمعة، 40 في المئة منهم أطفال، وفقاً لمسؤولين فلسطينيين.
الرئيس التركي دعا من جهته إلى عقد مؤتمر دولي للسلام من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف أردوغان في كلمته أمام القمة، “ما نحتاج إليه في غزة ليس توقف القتال لبضع ساعات، بل نحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وقال أمير قطر إن بلاده تبذل جهوداً في الوساطة من أجل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة. وأضاف “نأمل في التوصل إلى هدنة إنسانية في القريب العاجل تجنب القطاع تفاقم الكارثة الإنسانية التي حلت به”.
واعتبر أمير قطر أن المجتمع الدولي “فشل في تحمل مسؤولياته” القانونية والأخلاقية، وتساءل قائلاً “إلى متى سيعامل المجتمع الدولي إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي؟”.
السيسي يحذر من توسع الحرب
دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بدوره إلى الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في غزة بلا قيد أو شرط. وأضاف أن سياسات العقاب الجماعي لسكان غزة غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس أو أية أسباب أخرى، وأنه لا بد من وقفها على الفور.
وحذر السيسي من توسع نطاق الحرب “مهما كانت محاولات ضبط النفس، فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليلة وضحاها”.
وكان من المقرر أن تستضيف السعودية قمتين غير عاديتين، هما قمة منظمة التعاون الإسلامي وقمة جامعة الدول العربية اليوم السبت، وغداً الأحد، لكن وزارة الخارجية السعودية أعلنت في بيان فجر اليوم أن القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية ستحل مكان الاجتماعين، وأنها تأتي “استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة”.
ودعت حركة “حماس” القمة إلى اتخاذ “قرار تاريخي وحاسم بالتحرك لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة فوراً”.
وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسة الولايات المتحدة حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف كان موضع انتقادات شديدة خلال قمة الرياض.
وأطلقت منظمات إغاثة دولية مناشدات عاجلة للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة مع نفاد إمدادات الماء والغذاء والدواء وتعرض أقسام في المستشفيات التي ما زالت تعمل للقصف، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني وأطباء.
تكليف لجنة مشتركة
وفي مؤتمر صحافي في ختام القمة أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن القمة كلفت لجنة مشكلة من عدد من وزراء خارجية الدول، ضمنها السعودية والأردن ومصر وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين، العمل على نقل موقف القادة إلى المجتمع الدولي والإسراع في إنهاء الحرب والدفع نحو عملية سلام حقيقية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية وفق المبادرة العربية للسلام. كما أعلن فيصل بن فرحان أن القادة يطالبون “المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق ضد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، وكلفت أمانتي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إنشاء وحدة رصد إعلامية لتوثيق كل الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومنصات إعلامية رقمية تنشرها وتعري ممارساتها اللاشرعية”.
وأكد وزير الخارجية السعودي وجوب “أن تكون هناك فرصة لإحلال السلام” لأنه “الهدف المنشود”، مضيفاً أن الزخم الحالي سيسهم في دفع القضية الفلسطينية إلى مقدم الأجندة الدولية لأن حلها هو السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة.
وقال فيصل بن فرحان إن الحديث في الفترة الحالية يجب أن ينصب فقط على وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني على الفور وليس على المستقبل. وقال، “أي مستقبل أتحدث عنه وغزة تدمر، كل ساعة يموت العشرات، أي مستقبل أتحدث عنه، المستقبل الوحيد وهذا موقف جامع للدولة العربية والإسلامية هو وقف لإطلاق النار فوراً”.
وندد وزير الخارجية السعودي بـ”ازدواجية المعايير” في كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الحرب بين إسرائيل و”حماس” في غزة. وقال، “إننا نشاهد ونراقب إزدواجية المعايير، وإننا نقيم بناءً على ذلك مصداقية منظومات العمل الدولي، فإن لم يكن هناك إلتزام يلزم الجميع بهذه الأسس فمن الصعب أن نتحدث بهذه الأسس كأسس جامعة”.
المصدر: اندبندنت عربية
قمة عربية بالرياض لقادة الأنظمة العربية وآخر لقادة الأنظمة الإسلامية وخرجت بقرارات لا تساوي ثمن تكلفة هذه المؤتمرات ، قرارات إنشائية بدون أسنان لتنفيذها ، رفض مبررات “الدفاع عن النفس” والمطالبة بوقف صادرات الأسلحة للصهاينة ووحدة القطاع والضفة لقيام دولة فلسطينية ، و تدين “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري”