وزعت ألمانيا وبلجيكا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، لمدة 12 شهراً عبر معبري باب السلام وباب الهوا على الحدود مع تركيا، ولمدة 6 أشهر بصورة استثنائية من معبر اليعربية على الحدود مع العراق.
وكان مجلس الأمن نجح بصعوبة في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي في تبني القرار 2504 بتجديد عملية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى ملايين السوريين المحتاجين في شمال شرقي البلاد وشمال غربيّها، استناداً إلى القرار «2165» لعام 2014. ولكن من خلال معبرين على الحدود التركية. وجرى استبعاد معبري الرمثا مع الأردن واليعربية مع العراق، لمدة ستة أشهر تنتهي في 10 يوليو (تموز) المقبل. وتضغط الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإعادة فتح اليعربية أمام المساعدات في ظل اعتراضات صريحة من روسيا والصين.
وقال دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» إن «النص الأولي يدعو إلى تمديد العمليات الإنسانية عبر الحدود التركية لمدة سنة كاملة والسماح بإيصال هذه المساعدات من اليعربية استثنائياً لستة أشهر». وأكد دبلوماسي أن «المفاوضات لا تزال جارية مع الجانب الروسي، ولم نتوصل إلى صيغة توافقية بعدُ». ووصف اليعربية بأنه «حيوي ويمكن أن يوفر المساعدة لنحو 1.4 مليون شخص. لا بديل لهذا المعبر».
ويؤكد مشروع القرار الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه على «ضرورة احترام وحدة وسيادة والسلامة الإقليمية لسوريا، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة». ويدعو «كل أطراف النزاع، وخاصة السلطات السورية»، إلى «الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان». ويشدد أيضاً على «حاجة أكثر من 11 مليون سوري إلى المساعدات الإنسانية، وعلى أن إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود يظل آلية حيوية وحلاً موقتاً لمعالجة الحاجات الإنسانية».
ويتألف المشروع من 10 فقرات عاملة تفيد إحداها بأن مجلس الأمن «يقرر تجديد قراراته في (…) القرار (2165)، لمدة 12 شهراً تنتهي في 10 يوليو (تموز) 2021. باستثناء معبري الرمثا واليعربية الحدوديين». بيد أن الفقرة التالية تضيف أنه «يقرر، نظراً إلى جائحة (كوفيد 19)، أن يسمح للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين، وكاستثناء (…) باستخدام معبر اليعربية الحدودي لفترة أولية تصل إلى 6 أشهر».
وكان المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أفاد بأن المساعدة الإنسانية إلى المناطق الحدودية مع العراق «تأتي من داخل سوريا – لفترة طويلة بتلك الطريقة – وستستمر»، معتبراً أن «الوضع على الأرض تغير بشكل كبير». ودعا إلى «إغلاق المعابر الحدودية التي لم تعد ذات صلة».
وقال دبلوماسي غربي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن روسيا قد تعارض مشروع القرار، مضيفاً أن «ادعاء روسيا بإمكانية إيصال المساعدات عبر دمشق بدلاً من الحدود، غير صحيحة».
وفي وقت سابق، حذرت الأمم المتحدة من ازدياد معاناة المدنيين في سوريا، بسبب عدم تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه «من دون التصاريح اللازمة عبر الحدود من قبل مجلس الأمن، ستزداد معاناة المدنيين إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك الخسائر في الأرواح على نطاق واسع».
وفي مايو (أيار) الماضي، طالبت الأمم المتحدة أعضاء المجلس باتخاذ قرار يسمح باستمرار مرور المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلام وباب الهوا لمدة 12 شهراً إضافياً.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة، مارك لوكوك، إن «العمليات الإنسانية عبر المعابر في شمال غربي سوريا، هي شريان الحياة لملايين المدنيين الذين لا يمكن للأمم المتحدة أن تصل إليهم بطرق أخرى، لذا لا يمكن استبدالها، ويجب تجديد منح الإذن لها». وشدد على أنه «لا يمكن ترك القرار لآخر لحظة، لأن الكثير من الأرواح على المحك». وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قدّم تقريره قبل موعده «كي تتاح الفرصة لاتخاذ قرار في الوقت المناسب لتجنُّب انقطاع المساعدات». وأشار إلى أن التدهور السريع في الوضع الإنساني منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والحاجة إلى التجهيز لمواجهة آثار فيروس «كوفيد 19»، تسببا بمضاعفة عبور شاحنات المساعدات من تركيا باتجاه شمال غربي سوريا.
المصدر: الشرق الأوسط