إسرائيل تتعهد “بالقتال حتى النصر” بعد إطلاق “حماس” سراح رهينتين أميركيتين

مطالبات أممية بسرعة دخول المساعدات إلى غزة وقمة دولية في القاهرة والقوات الأميركية بسوريا والعراق تتعرض لهجمات

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بالقتال حتى النصر” في غزة، مما يشير إلى عدم توقف القصف العسكري أو التراجع عن الغزو البري المتوقع للقطاع بعد أن أفرجت حركة “حماس” عن رهينتين أميركيتين.

وأطلقت الحركة أمس الجمعة سراح الأميركية يهوديت وابنتها ناتالي اللتين اختطفتا في هجومها على جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال نتنياهو في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الجمعة “اثنان من مختطفينا موجودان في الوطن. لن نتخلى عن جهودنا لإعادة جميع المختطفين والمفقودين”. وأضاف “وفي الوقت نفسه سنواصل القتال حتى النصر”.

وتفقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة الجانب المصري من معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة الى الخارج غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، حيث دعا إلى إدخال المساعدات بأسرع وقت ممكن إلى القطاع.

وفي كلمة ألقاها أمام البوابة المصرية لمعبر رفح، طلب غوتيريش تمكين شاحنات المساعدات من دخول غزة في أسرع وقت ممكن، وقال “نعمل بنشاط مع كل الأطراف، مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة من أجل أن تتحرك هذه الشاحنات في أقرب وقت ممكن”.

وترفض إسرائيل بشكل قاطع فتح معابرها الحدودية مع غزة، لكنها وافقت على دخول المساعدات من رفح بطلب أميركي، واشترطت إسرائيل التي تفرض حصاراً على غزة منذ أكثر من 16 عاماً، التأكد من عدم ذهاب المساعدات إلى “حماس”.

وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن “عمليات تحقق يجب أن تتم” قبل عبور الشاحنات ولكنها “يجب أن تتم بشكل فعال وسريع”.

وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث صباح الجمعة إن “أول شحنة يفترض أن تبدأ بالدخول اعتباراً من يوم غد السبت على أقرب تقدير”.

وصرح غوتيريش من العريش التي تبعد بضع عشرات من الكيلومترات غرب رفح، “من الضروري أن يتوفر وقود” على الجانب الفلسطيني حتى يتسنى توزيع المساعدات على سكان غزة.

وأزيلت كتل خرسانية أقامها المصريون بعد قصف إسرائيلي على حدودهم مع قطاع غزة المحاصر، كما ذكر مصدر أمني مصري لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة.

وبحسب ما قال شهود، انتهت مصر من إصلاح الطرق التي تعرضت للقصف والمؤدية إلى المعبر.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أنه حصل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على موافقة على “السماح بعبور ما يصل إلى 20 شاحنة”، وهو عدد غير كاف حسب الأمم المتحدة التي تقدّر احتياجات سكان غزة بما لا يقل عن مئة شاحنة يومياً.

وقبل الحرب كان 60 في المئة من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الغذائية الدولية.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن هذه الشحنات “تمثل شريان حياة، وتحدث الفرق بين الحياة والموت بالنسبة للعديد من سكان غزة”.

وأضاف غوتيريش “نحن لا نعمل من أجل مرور قافلة واحدة، بل من أجل السماح لعدد كبير من القوافل بالمرور”.

على الجانب الفلسطيني من المعبر، ينتظر حاملو جوازات سفر أجنبية منذ عدة أيام لمغادرة غزة.

وقال غوتيريش “علينا أن نهيئ الظروف حتى يتمكن الأجانب الموجودون في غزة والذين يريدون المغادرة من القيام بذلك”.

وأوردت وسائل إعلام قريبة من الاستخبارات المصرية أنه لن يغادر أحد القطاع طالما لم تدخل المساعدات إلى غزة.

وفي اليوم الرابع عشر من الحرب التي اندلعت بعد هجوم غير مسبوق لحماس وأسفرت عن مقتل 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي، تقول الأمم المتحدة إن سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، أصبحوا على شفير “كارثة”، بعد تشديد إسرائيل حصارها وقطع إمدادات الماء والكهرباء والوقود والغذاء، بينما يقترب احتياطي الأغذية من النفاد.

وتنقل طائرات من جميع أنحاء العالم مساعدات غذائية وطبية منذ أيام الى منطقة العريش المصرية، لكن لم يدخل أي من هذه الشحنات غزة حيث بلغ عدد ضحايا القصف الإسرائيلي نحو 4137 قتيلاً، وعدد الجرحى أكثر من 13 ألفا، بحسب السلطات المحلية.

عشية تنظيم القاهرة “قمة من أجل السلام” دعيت إليها الدول الراغبة في المشاركة في المناقشات بهدف وقف إطلاق النار، استقبل السيسي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في القاهرة، حيث حذرا من “توسع النزاع في الإقليم”، بحسب بيان صادر عن مكتب سوناك.

ويأمل الفلسطينيون في غزة في وصول المساعدات الإنسانية الجمعة بعد 13 يوماً من حصار تفرضه إسرائيل التي ما زالت تستعد لهجوم بري وتواصل قصفها للقطاع سعياً لـ”تدمير” حركة “حماس” بعد الهجوم الذي شنته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وقالت قناة “القاهرة نيوز” المصرية مساء أمس الخميس، إن معبر رفح بين مصر وغزة، المنفذ الوحيد للقطاع غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، سيفتح الجمعة. وما زالت قوافل المساعدات الإنسانية متوقفة منذ أيام في رفح.

ميدانياً، ومع استمرار القصف المتبادل بين فصائل غزة وإسرائيل، أعلنت سلطة الطوارئ الإسرائيلية تفعيل خطة لإخلاء سكان بلدة كريات شمونة في الشمال على الحدود مع لبنان، والبالغ عددهم نحو 25 ألف نسمة، بعد أيام من المواجهات مع ميليشيات “حزب الله” اللبنانية.

وبالتوازي مع التصعيد في غزة والتوترات عند الجبهة الشمالية، قال مسؤولون أميركيون أمس إن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت لهجمات متكررة في الأيام القليلة الماضية في وقت تتأهب تحسباً لنشاط جماعات مدعومة من إيران، علماً أن الرئيس جو بايدن أرسل سفناً حربية لمنطقة الشرق الأوسط بما شمل حاملتي طائرات وسفناً أخرى.

في الأثناء، تابع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك جولته الإقليمية التي بدأها أمس بإسرائيل تضامناً معها قبل أن يتوجه إلى السعودية ومصر، للتأكيد على أنه لا ينبغي أن يكون هناك تصعيد للعنف في المنطقة.

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريحات خلال اجتماعه بسوناك، أن الهجمات على المدنيين في غزة “جريمة شنيعة واعتداء وحشي” وحذر من “تداعيات خطيرة” إذا اتسعت الحرب بين إسرائيل و”حماس”.

وتقيم القاهرة السبت قمة دولية لبحث القضية الفلسطينية، بحضور عدد من قادة وكبار مسؤولي الدول.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى