قلق في مجدل شمس السورية المحتلة… تحضيرات وتموين ‏تحسّباً لحرب طويلة

في بلدة مجدل شمس السورية المحتلة الحدودية مع لبنان، ‏خوف من أن تكون “الحرب قريبة”… على الطرق المؤدية ‏إليها، كما في كل شمال إسرائيل، أرتال من الدبابات ‏والمدرعات وآليات ثقيلة وتعزيزات في اتجاه الحدود.‏

الحركة في وسط البلدة حيث يرتفع تمثال لسلطان باشا ‏الأطرش الثائر السوري الذي قاوم  الانتداب الفرنسي، بطيئة، ‏والشوارع شبه خالية.‏

وتقول يارا أبو صالح (24 عاما)، وهي اختصاصية تجميل، ‏لوكالة “فرانس برس”: “نشعر بالتوتر لأننا في منطقة حدودية، ‏على الحدود مع لبنان، وقريبون من حدود  الأردن. نحن ‏سوريون وتفصل الحدود بيننا ووطننا الام. قد تحصل ضربة ‏قريبا جدا منا… الخوف في كل البلد.”‏

ويعمل سكان البلدة على تخزين مواد تموينية، تحسبا لاندلاع ‏حرب في المنطقة.‏

وتقول ماجدة العجمي صفدي (51 عاما) في محلها لبيع ‏الملابس، “التوتر والقلق منتشران بين الناس. الناس يجمعون ‏الماء ويخزنون المواد الغذائية تحسبا للحرب. كما يجهزون ‏مكانا آمنا للجوء إليه في حال انطلقت صفارات الإنذار”.‏

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة في السابع من ‏تشرين الأول (أكتوبر)، أطلقت مرتان على الأقل قذائف ‏صاروخية في اتجاه إسرائيل من منطقة الجولان في الجانب ‏السوري، ردّ عليها الجيش الإسرائيلي بالقصف داخل ‏الأراضي السورية. ‏

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من ‏بريطانيا مقرا ويملك شبكة مصادر ومندوبين واسعة في ‏سوريا، إن “هناك مجموعات موالية للنظام السوري وتعمل مع ‏حزب الله متواجدة في جنوب سوريا وتنفذ العمليات ضد ‏إسرائيل”.‏

كما تشهدت المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان توتراً منذ ‏بدء هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل، يتخلّله تبادل ‏قصف بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، تسبب بمقتل أكثر ‏من عشرة أشخاص في لبنان بينهم ثلاثة مدنيين، أحدهم ‏صحافي، واثنين على الأقل في إسرائيل.‏

وتقول ماجدة صفدي في مجدل شمس “أغلب البيوت محصّنة ‏والمجلس البلدي جهّز أماكن للاختباء”، مضيفة “لقد جهّزت ‏مونة وبطاريات وإضاءة وماء وكل ما يلزم من احتياجات ‏الحرب”.‏

لكنها تتمنى أن يسود السلام، معتبرة أن “الناس يحبون الحياة ‏والحرية والراحة والامان”.‏

ورفض كثيرون، لا سيما من الشباب، إبداء آرائهمم متخوفين ‏من ردة فعل إسرائيلية ضدهم.‏

وقال رجل مسن “اذهبوا واكتبوا عن غزة التي يقتل فيها في ‏كل دقيقة طفل”.‏

‏”رائحة الحرب تملأ المكان” ‏

واحتلت إسرائيل جزءا كبيرا من هضبة الجولان في العام ‏‏1967، وضمتها في وقت لاحق، في خطوة لم تعترف بها ‏الأمم المتحدة. وسكان القرى المحتلة إجمالا من الدروز ‏والعلويين. ورفض الدروز الجنسية الإسرائيلية، ويفرضون ‏حظرا وتهميشا على من يقبل بها. إلا أن الحدود في المنطقة لم ‏تشهد مواجهات تذكر منذ حرب حزيران (أكتوبر) 1973 بين ‏العرب وإسرائيل.‏

بين الحين والآخر، تمرّ في مجدل شمس سيارات عسكرية ‏رفع عليها العلم الإسرائيلي.‏

وأمر الجيش الإسرائيلي الأحد بالإجلاء الفوري لمدنيين ‏وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية ‏مع لبنان. وعزّز خلال الأيام الماضية قواته في الشمال، ‏تحسبا لأي مواجهة مع حزب الله اللبناني.‏

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد أن “لا ‏مصلحة لنا في حرب في الشمال ولا نريد تصعيد الوضع”، ‏مضيفا “إذا اختار حزب الله طريق الحرب فسوف يدفع ثمنا ‏باهظا جدا”.‏

في المقابل، تحدث وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان، ‏الذي تدعم بلاده “حزب الله” و”حماس”، عن احتمال توسع ‏الحرب الى جبهات أخرى.‏

ويقول عاطف فرحات، (في الخمسينات) القادم من بقعاتا ‏القريبة للتسوق في مجدل شمس، بحزن “رائحة الحرب تملأ ‏المكان…. الحرب أكيدة”.‏

أما فايز أبو صالح (69 عاما) فيدخّن بشراهة ثم يقول “لدينا ‏قلق من الجهة الشمالية: حزب الله وسوريا وإيران ونشوب ‏حرب”، مضيفا “أعتقد أن الحرب ستطول. وممكن أن تصبح ‏حربا (…) لشرق أوسط جديد”، متسائلا “لماذا جاء الأسطول ‏الأميركي؟”، في إشارة الى السفن الحربية التي أرسلتها ‏واشنطن الى المنطقة لتأكيد دعمها لإسرائيل.‏

ويقول أبو صالح “يعتقد الناس أن الحرب ستكون طويلة، لذا ‏يخزّنون” المونة.‏

وتنتشر حواجز عسكرية على مداخل البلدة وفي مناطق ‏الشمال القريبة من الحدود مع لبنان وسوريا.‏

على طريق الخروج من مجدل شمس، شاهد فريق “فرانس ‏برس” مدرعات تتجه شمالا، ورفع أفراد منها شارات النصر ‏أمام الكاميرات، بينما كانت وحدة من سلاح المشاة تسير على ‏الأقدام بكامل معداتها تحت المطر.‏

المصدر: أ ف ب/النهار العربي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بروباغندا حلف المقاولة والمماتعة تغري البعض بأن هناك حرب طويلة مع الكيان الصهي/يوني ، أذرع ملالي طهران في لبنان وسورية لم ولن يقوموا بأي عمل عسكري جاد تجاه الاحتلال ولمساندة شعبنا بغزة بـ #طوفان_الاقصى لأنهم خذلوا أخوتنا الفلسطينيين إنهم أهل التقية ، ولا ينخدع شعبنا بجعجعتهم .

زر الذهاب إلى الأعلى