أكدت الأمم المتحدة أن عدد المستوطنين الإسرائيليين أصبح أكثر من السوريين في الجولان السوري المحتل، وذلك للمرة الأولى منذ الاحتلال الإسرائيلي للهضبة السورية في العام 1967.
جاء ذلك في بيان للجنة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تؤثر على حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من العرب في الأراضي المحتلة، في ختام زيارة سنوية إلى المنطقة.
وإذ أعربت اللجنة عن قلقها إزاء هذه الزيادة من المستوطنين على حساب السكان المحليين السوريين، قالت إن “السياسات والممارسات الإسرائيلية في الجولان تعزل السكان عن روابطهم الأسرية والثقافية في سوريا”، كما “تفرض الاندماج مع الاقتصاد والنظام التعليمي الإسرائيليين لعدم وجود بديل”.
وكشفت عن قيام الجيش الإسرائيلي بنقل كتيبة معروفة بممارساتها العنيفة إلى الجولان السوري المحتل في بداية 2023، موضحةً أنها ستبقى هناك لمدة 11 شهراً.
وأوضحت أن هذه الكتيبة كانت قد خضعت لإجراء تأديبي للتسبب في مقتل عمر عبد المجيد أسعد، الفلسطيني-الأميركي (78 عاماً) في شمال رام الله في الضفة الغربية لفلسطين المحتلة، في كانون الثاني/يناير 2022.
وقالت اللجنة إن تل أبيب تمنع أعضاءها منذ إنشاء لجنة التحقيق عام 1968، من دخول إسرائيل والأرضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، كما “لا تستجيب لطلباتها السنوية بإجراء مشاورات مع السلطات الإسرائيلية”.
ومن المقرر أن تسلّم اللجنة تقريرها في هذا الشأن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يطالب الاحتلال الإسرائيلي مجدداً بالانسحاب من الجولان السوري المحتل حتى خط 4 حزيران/يونيو 1967، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن.
وينصّ القرار على أن قرار إسرائيل الصادر في 14 كانون الأول/ديسمبر 1981، المتضمن فرض قوانينها وولايتها على الجولان المحتل، مُلغى وباطل وليست له أي شرعية على الإطلاق وفق ما أكد عليه قرار مجلس الأمن رقم 497 في العام 1981، كما يطالب القرار الأخير الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من الكامل من الجولان حتى خط 4 حزيران.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد وقع في أذار/مارس 2019، قراراً ينصّ رسمياً على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية، في خروج صريح عن الإجماع الدولي الرافض لقرار الضمّ الإسرائيلي.
وقال ترامب أثناء توقيع القرار في البيت الأبيض وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لقد جرى التخطيط لهذا الأمر منذ فترة”. فيما وصف نتنياهو الاعتراف ب”التاريخي” وقال إن “مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية ولن نتخلى عنها أبداً”.
المصدر: المدن