أنهت الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض اجتماع دورتها العادية السابعة والستين، من دون تحديد موعد للانتخابات التي كانت مقررة خلال هذه الجلسة.
الاجتماع الذي جرى في مكتب الائتلاف الرئيسي في إسطنبول، انتهى ببيان حول القضايا التي ناقشتها الهيئة العامة. وانتقد الكثيرون نتائج الاجتماع، بسبب تجاهل قضايا ملحة يواجهها السوريون وخاصة في مناطق سيطرة المعارضة ودول الجوار.
وحسب البيان، فقد “بحثت الهيئة العامة التطورات السياسية وتأثير التغيرات الدولية على الثورة السورية وطرق التعامل معها، والقضايا الأساسية المتعلقة بالشعب السوري في دول اللجوء وفي المناطق المحررة”.
وبالإضافة إلى مناقشة الاحاطات التي قدمها رئيس الائتلاف ونوابه والأمين العام، وكذلك ممثلي المؤسسة في هيئة التفاوض واللجنة الدستورية، “ناقش المجتمعون الأوضاع السياسية والمستجدات الدولية المتعلقة بالملف السوري”.
كما ناقش أعضاء الهيئة العامة الوضع الإنساني في سوريا، بعد الفيتو الروسي ضد تمديد دخول المساعدات للشمال عبر الحدود مع تركيا، وطالبوا بتأمين احتياجات السوريين وإيجاد طريقة مستدامة لإيصال المساعدات الإنسانية.
نتائج مخيبة
أما في ما يتعلق بالقضايا الطارئة، وبالتزامن مع حملة واسعة أطلقها السوريون لإنقاذ مرضى السرطان في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ووقف حملة الترحيل التي أطلقتها تركيا بحق اللاجئين المقيمين على أراضيها، فقد كانت النتائج مخيبة لآمال الكثيرين على ما يبدو.
وذكر البيان الختامي للاجتماع أن “الحضور أكدوا ضرورة الاستجابة الدولية لمرضى السرطان في المناطق المحررة، كما تباحثوا في وضع اللاجئين السوريين والتحديات التي يواجهونها في دول اللجوء، وأكدوا على ضرورة احترام القوانين والأعراف الدولية التي تضمن حق اللاجئين، ولا سيما حق عدم الإعادة القسرية وعدم الترحيل”.
وتسبب عدم ذكر اسم تركيا، والاكتفاء بإشارة سريعة لما يواجهه السوريون فيها حالياً من تضييق أمني غير مسبوق، وحملات ترحيل قسري متصاعدة، بموجة نقد حادة للائتلاف.
واعتبر الكاتب والسياسي أيمن أبو هاشم أن صمت المؤسسة التي تعتبر نفسها ممثلة للشعب السوري عما يتعرض له السوريون في تركيا، يمثل استمراراً لنهجها المعروف بالتبعية الكاملة لأنقرة.
وقال أبو هاشم ل”المدن”: “يجب التمييز بين مراعاة الأتراك باعتبارهم حلفاء للائتلاف ومستضيفين له، وبين الإمعان بالتبعية حتى على حساب هموم السوريين ومشاكلهم الانسانية، فضلاً عن مصالحهم السياسية”.
وأشار إلى أن “هذا النهج أدى إلى فقدان الثقة بالمؤسسة، حتى وهي ترفع صوتها بانتقاد التجاوزات على السوريين في دول أخرى مثل لبنان، كما أثبت أن من يدعي تمثيل السوريين غير قادر على التحدث باسمهم، فضلاً عن الدفاع عنهم”.
تأجيل الانتخابات
من جهة أخرى، كشف مصدر خاص في الائتلاف ل”المدن”، أن تأجيل الانتخابات تم بالتوافق بين جميع الكتل، وهو ما يتناسب ورغبة الجانب التركي حالياً.
وقال المصدر إن “غالبية كتل الائتلاف تعاني من مشاكل تنظيمية داخلية في الوقت الحالي، ولذلك فقد تم التوافق على أن تجري الانتخابات في منتصف أيلول/سبتمبر، وهو ما تفضله أنقرة التي رحبت في وقت سابق بالتأجيل، نظراً لانشغال الأتراك بترتيب بيتهم الداخلي حالياً”.
هذا الأمر عدّه أيمن أبو هاشم، وهو الأمين العام ل”تجمع مصير” السوري-الفلسطيني المعارض للنظام، “طبيعي وينسجم مع سيرة مؤسسة الائتلاف في ما يتعلق بممارسة الديمقراطية”.
وأضاف “منذ سنوات والانتخابات تجري بشكل صوري بعد أن يتم التفاهم على تقاسم المناصب بين الكتل الرئيسية في الائتلاف، من دون أي اعتبار للرأي العام أو قوى المعارضة، ومن ثم يجري عرض ما تم التفاهم حوله على الجانب التركي ليوافق أو يرفض”، معتبراً أن “هذا الأمر جعل السوريين يفقدون الاهتمام بالمؤسسة ويتجاهلون انتخاباتها أو نشاطاتها حتى، خاصة مع التجاهل المستمر من جانبها لدعوات الإصلاح”.
المصدر: المدن