القسم الأول “الصعاليك”
القصة ٩/١
“تأبط شرًا بطاقة الطائرة” مهاجرا إلى بلد بعيد، بعد أن يئس من فرصة العيش الكريم أو الكسب اليسير في وطنه.
عندما وصل هناك، لم يعرفوا كيف يترجمون اسمه إلى لغتهم. فاكتفوا بتسميته “شر” ووضعوا إلى جانبها في ‘السيستم’ بين قوسين صغيرين “Te”
هامش:
تأبط شرا: اسمه ثابت بن جابر بن سفيان من قبيلة فهم التي كانت مستوطنة في تهامة، أما لقبه فقد اختلف في سببه الرواة، ولكن أشيع رواية، أنه ذهب مرة إلى الصيد، وعندما عاد كان متأبطا قربة كبيرة فسأله نفر من قومه أن يعطيهم شيئا من صيده فرمى القربة بعد أن فتحها فخرجت منها أفاع كثيرة تسعى فهرب القوم يصرخون: تأبط شرا.. تأبط شرا.. و من يومها غلب لقبه هذا اسمه حتى كاد ينسى.
و قد اشتهر أيضا بسرعة عدوه و قوته و فروسيته..
لا يتفق الرواة أيضا على سبب تصعلكه فتارة تجد تصنيفه في الأغربة “أبناء الحبشيات” وتارة تجده في الخلعاء حيث يظن أنه من أم فهمية، أي من نفس قبيلة ابيه لكنها من فئة متدنية، فإذا صحت هذه الرواية و هي الأشيع فإننا نستنتج أن التميز الطبقي كان متجذرا حتى داخل إطار القبيلة الواحدة في عصر ما قبل الاسلام.
حياته القصيرة كانت ذاخرة بالأحداث لدرجة الأسطورية، و كذلك كان شاعرا و من شعره:
يا عيد يا لك من شوق و إيراق
و مر طيف على الأهوال طراق
يسري على الأين و الحيات محتفيا
نفسي فداؤك من سار على ساق