العنصرية … من زوجة الرئيس الإيراني إلى رضا بهلوي حتى سروش فدور السينما || (جولة في أسبوع مشفوع بالعنصرية ومناهضة الأتراك في إيران)

  أكد مركز مناهضة العنصرية في إيران أن ” العنصرية تحولت اليوم إلى سمة بارزة في المجتمع الإيراني ونشهد هذه الظاهرة تنتشر في أوساط مختلفة، إذ يجرى كلام عنصري على لسان زوجة رئيس النظام الإيراني وأجزاء من المعارضة وطبقات من المجتمع.

نسعى هنا الى شرح عدد من هذه الظواهر غير الإنسانية. نبدأ من زوجة الرئيس الإيراني جميلة السادات علم الهدى ابنة أمام جمعة مشهد المتغطرس وتقدمها ويكيبديا بأنها “كاتبة وباحثة وأستاذة حاصلة على الدكتوراه في الفلسفة والتعليم والتربية”.

طبقا لزوجة إبراهيم رئيسي ورضا بهلوي ابن الشاه المخلوع يعد العرب والأتراك معتدون وأن إيران تقاوم هؤلاء وإنهم فشلوا في القضاء على اللغة والعادات والأعراف الفارسية.

نقول أولا البلد الذي يسمى حاليا إيران لم يكن له وجود في عهد الفتح الإسلامي وخلال عهد سلطة الأتراك وهجوم المغول. كانت كلمتي “إيران” و”أنيران” في العهد الساساني مصطلحين دينيين في الزرادشتية ليس إلا ولم يحملا أي معنى سياسي أو وطني لأن الوطنية ظاهرة جديدة برزت خلال القرنين الماضيين وأن عمر كلمة إيران كمفهوم جغرافي وسياسي ووطني لم يتعد قرنا واحدا.

كما أنه خلال الهجوم على الإمبراطورية الساسانية في النصف الأول للقرن السابع الميلادي شارك في الهجوم إضافة الى العرب، معارضو يزدجرد الثالث، من بين الإيرانيين فما يطلق عليه “هجوم العرب” مصطلح خاطئ والتسمية الدقيقة هي “الفتوحات الإسلامية”.

كما أن اللغة الفارسية الحالية أو ما يطلق عليها ( فارسي دري) ليس لها جذور في قبل الإسلام حيث أن اللغة والأدب الفارسي شهدا نمواً خلال حكم العرب والأتراك في القرن السابع الميلادي وقدم البلد خلالها شعراء كبار إلى العالم.

كما أن جغرافية إيران بعد (وحتى قبل الإسلام) كانت تضم شعوبا مختلفة مثل الفرس والكورد والطبريين واللور والأتراك وشعوب أخرى لها لغاتها وثقافاتها ولم يفقد أي منها لغته وثقافته في ظل حكم العرب والأتراك.

في الواقع الضرر الأساسي الذي شهدته الشعوب غير الفارسية كان خلال المئة عام الماضية وبعد هيمنة رسمية ومفروضة تحت شعار شعب واحد ولغة واحدة وثقافة واحدة.

والأنكى من ذلك أن مناهضة العرب تهيمن على أفكار طبقات مختلفة في المجتمع الإيراني. هذه الظاهرة حديثة عهد ولم تكن موجودة قبل مئتي عام. تطرقنا في بياننا السابق الى إجراء عنصري بإعلان منع العرب دخول فندق جراند هوتيل في جزيرة قيس ( كيش) ونشرح هنا عددا آخر من النعرات العنصرية التي حدثت خلال أسبوع.

أولا وصف عبد الكريم حاج دباغ المعروف ب “سروش” ثورة فبراير ١٩٧٩ بانها تمثل هجوما ثانية للأعراب ضد إيران، في حين لا ينكر أحد الأدوار التي لعبها سروش في تثبيت أسس الاستبداد الإسلامي في إيران.

وفي مقال تحت عنوان ” خلافة السفاحين” وصف اسياده السابقين بالسفاحين وكتب موجها اساءات الى العرب:” في الهجوم الثاني لم يتعرض إلينا العرب بل إننا هاجمنا انفسنا نيابة عنهم وعرفنا فيما بعد أن القادة الذين هرولنا وراءهم أسوء من العرب بل إن جذورهم عربية”.

ثانيا في فيلم تحت عنوان “مسافر الري” شهدنا مقاطع مشفوعة بمناهضة العرب إذ عرض الفيلم أولا في دور السينما في ايران ثم بثه التلفزيون الحكومي في ست حلقات . ويخاطب أحد الممثلين اسيرا عربيا وقع بيد الإيرانيين بـ ” العربي آكل الجراد”. ويرد عليه ممثل آخر:” ليس ذنبك أنك عربي … ماذا يفعل العرب بيننا؟” ويستمر الممثلون الآخر بمثل هذه التوجهات العنصرية في المسلسل الذي يحمل اساءات عنصرية.

يحذر مركز مناهضة العنصرية من تفشي مناهضة العرب في إيران لأن هذا الطاعون الأسود ينتشر بين جميع الطبقات السياسية والاجتماعية في ايران ويجب احتواءه، إذ لا يأمن أحد من نتائجه مستقبلا. كما نعتقد أن الصمت الذي تتبناه منظمات حقوق الإنسان ضد الإجراءات العنصرية دليل على تأييدها لمثل هذه النعرات العنصرية إذ يجب أن تتخذ مواقف ضد هذه الإجراءات غير الإنسانية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى