أفاد موقع “المونيتور” بأن المؤشرات قليلة على إمكانية إحراز تقدم بعملية التطبيع التركية السورية في الجولة الـ 20 من محادثات للسلام في العاصمة الكازاخستانية أستانا، التي انطلقت، الأربعاء.
وذكر الموقع أن نائب وزير الخارجية الجديد، بوراك أككبار، مثل تركيا في المحادثات، بمشاركة نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، ومساعد وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، وزعيم المعارضة السورية المدعومة من السعودية، أحمد توما، مشيرا إلى حضور كل من: مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، جير بيدرسون، ومسؤولون من الأردن والعراق ولبنان كمراقبين.
وأضاف أن أيمن سوسان، مساعد وزير الخارجية السوري، كرر موقف رئيسه، بشار الأسد، بأن العلاقات مع تركيا لا يمكن إصلاحها حتى تسحب أنقرة قواتها بالكامل من مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا تصل إلى 9% من البلاد.
ونقل الموقع عن الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، حميد رضا عزيزي، قوله إن “الأسد يشعر بالارتياح من إعادة اندماجه مؤخرًا في جامعة الدول العربية، ويبدو أنه ليس في حالة مزاجية تدفعه للتوصل إلى حل وسط، على الرغم من ضغوط الكرملين للتطبيع مع أنقرة”.
وأضاف: “لكن الأسد أيضًا بحاجة ماسة إلى السيولة، ودول الخليج، بقيادة السعودية، تريد من الأسد أن يقلل من اعتماده على إيران. وقد يساعد السلام مع أنقرة في خدمة هذا الغرض، بالإضافة إلى تقليل الوجود التركي في سوريا بمرور الوقت”.
ويرى عزيزي أن وجود بيدرسون بالمحادثات يشير إلى رغبة الأمم المتحدة في أن يكون لها يد في عملية السلام، ولو فقط لتوجيهها بما يتماشى مع القرار 2254، الذي يدعو إلى إنهاء تفاوضي للصراع السوري.
ومع ذلك، أقر بيدرسون، في مقابلة أجراها مؤخرًا مع مجلة المجلة اللندنية، أنه “في الوقت الحالي لا يمكن تحقيق حل شامل”، وبالتالي فإن النهج التدريجي الذي يضع احتياجات الشعب السوري في المقام الأول كان في محله.
وأشار بيدرسون إلى أن “اللاعبين العرب الرئيسيين لديهم مصلحة قوية في العمل مع الأمم المتحدة في هذا الشأن”، ووصف الانخراط العربي في هذا الاتجاه بأنه “فرصة يجب اغتنامها” لكنه لم يخض في التفاصيل.
وبالنسبة لبوجدانوف، كان الاجتماع الرباعي بين تركيا وسوريا وروسيا وإيران لتحديد مسار التطبيع السوري التركي “أهم اجتماع” في المحادثات التي استمرت يومين.
وقال بوجدانوف: “هذه عملية حاسمة للغاية. لدينا قضايا متراكمة منذ 12 عاما”، مذكرا بأن وزراء خارجية اللجنة الرباعية اجتمعوا في موسكو في مايو/أيار”.
وهنا يلفت عزيز إلى أن تركيا وإيران وروسيا بدأت محادثات أستانا من أجل هدف “ظاهري” هو إنهاء الصراع السوري المستمر منذ 12 عامًا، وآخر حقيقي هو إدارة خلافاتهم في سوريا. وأوضح أن الدول الثلاث عززت مناطق نفوذها تدريجياً، مع تنازل تركيا عن السيطرة على الأراضي التي يسيطر عليها السنة والمعارضة لنظام الأسد، باستثناء محافظة إدلب الشمالية الغربية، التي يحكمها هيئة تحرير الشام، تصنفهم الدوائر الغربية باعتبارهم “متطرفون سنة”.
ومن المرجح أن تتمحور أي صفقة بين سوريا وتركيا على مساعدة دمشق في سحق “دويلة الأكراد” التي تحميها قوات العمليات الخاصة الأمريكية مقابل سحب أنقرة دعمها لهيئة تحرير الشام، بحسب عزيزي، مشيرا إلى أن تركيا تريد، في الوقت نفسه، أن تستعيد سوريا ما يقرب من 4 ملايين لاجئ.
ويرى عزيزي أن أيا من الهدفين “لا يبدو واقعيا”، إذ تلعب هيئة تحرير الشام دورًا مهمًا في إبعاد المزيد من السوريين عن تركيا، وإذا شن النظام هجومًا واسع النطاق على إدلب، فلن يكون لدى الجهاديين أي حافز للقيام بذلك، كما أن آخر شيء يحتاجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الانتخابات البلدية القادمة، في مارس/آذار، هو قدوم المزيد من اللاجئين السوريين.
ولذا يعتقد عزيزي أن أستانا “تجاوزت هدفها ووظيفتها”، و”اختُزلت إلى مكان تحاول فيه إيران وروسيا تعزيز التطبيع بين تركيا ونظام الأسد”.
المصدر | المونيتور/ترجمة وتحرير الخليج الجديد