قراءة في كتاب: التحول الديمقراطي .. سورية نموذجًا

أحمد العربي

رضوان زيادة باحث سوري مقيم في أمريكا، ينتمي للثورة السورية، له العديد من الكتب والدراسات تهتم بالشأن السوري.

يقسّم كتاب التحول الديمقراطي – سورية نموذجا الى:

اولا- المقدمة؛ وهي طويلة نسبيا على حجم الكتاب، حيث يشرح فيها الكاتب وسائل النضال السلمي للإنتقال من الدولة الاستبدادية الى الدولة الديمقراطية، معتمدا على دراسات المفكر جين شارب حول الموضوع، متتبعا تجارب الكثير من الدول التي انتقلت الى الديمقراطية، مثل جنوب افريقيا وتشيكوسلوفاكيا، وبولندا والمجر وبعض دول أمريكا اللاتينية.. الخ.

يدخل شارب في تحليل ظاهرات النضال السلمي بدء من غاندي الى واقعنا المعاصر، مثبتا مفاهيم نظرية يستفيد منها الناشطين السلميين ضد الاستبداد والداعين لبناء الديمقراطية في بلدانهم. موضحا ان النضال السلمي ليس تسليما سلبيا لواقع الاستبداد والبطش؛ بل هو عمل دؤوب متواصل في مواجهة المستبدين حتى يصلوا لمرحلة التنازل والتوافق مع المناضلين السلميين على حلول تقترب من الديمقراطية، ولو عبر مراحل انتقالية. يستند الكاتب على اغلب تجارب التحول الديمقراطي في أوربا الشرقية، التي بدأت ما قبل انهيار المعسكر الاشتراكي، وأن عنف النظم القمعية لم تورط الناشطين بالعنف اتجاه الأنظمة الاستبدادية، بحيث يقدمون لها مبررا لاستعمال العنف واستئصال النضال الديمقراطي وإلغائه كخيار اجتماعي.

 يوضح الكاتب نظرية شارب بتفصيل مظهرا آليات المواجهة بين الناشطين الديمقراطيين السلميين وبين الانظمة المستبدة وكيفية اضطرارها للتجاوب للخيار الديمقراطي. كل ذلك يدعمه الظرف العام الدولي خاصة في أوربا الشرقية حيث ادى سقوط الحكم الشمولي المستبد في الاتحاد السوفييتي إلى تنازلات مقابلة و بناء دول ديمقراطية وليدة وواعدة. في بولندا والمجر والتشيك و.. الخ.

ثانيا – التحولات الدولية في الشرق الأوسط بعد ١١ ايلول عام ٢٠٠١م.

يتحدث الكاتب عن التحولات باتجاه الديمقراطية في العالم منذ سبعينيات القرن الماضي، في البرتغال واليونان في ١٩٧٤م واسبانيا في ١٩٧٥م، ثم حراك دول أوربا الشرقية في تسعينات القرن الماضي على اثر انفراط عقد الاتحاد السوفييتي،  في المجر وبولندا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا وهنغاريا…الخ. وكيف ساعدت الدول الاوربية وامريكا موجة الانتقال الى الديمقراطية في هذه البلدان. وكيف التزمت أمريكا في سياسة الدفع للانتقال الديمقراطي في البلاد العربية، لكن نتائج ذلك الدعم لم ترضي أمريكا و حلفاءها، حيث فاز بالانتخابات النيابية الإسلاميين الذين عبروا عن عدائهم لامريكا ولاسرائيل. وهذا ما حصل في الجزائر وقطاع غزة وفي غيرها من البلدان، مما دفع أمريكا أن تعيد حساباتها وتقرر دعم الأنظمة المعتدلة وإن كانت استبدادية، والمحافظة على أمن ووجود (اسرائيل). وكان لهجمات القاعدة على الولايات المتحدة في ١١ أيلول ٢٠١١م دور كبير في متغيرات المنطقة العربية والعالم، منها ردة فعل امريكا في غزو العراق واحتلاله عام ٢٠٠٣م، تحت دعوى البحث عن اسلحة دمار شامل، ومن أجل بناء الديمقراطية في العراق. وحيث تأكد أن لا سلاح شامل في العراق. وان غزو العراق ثبت احتلالا للعراق وخلق بنية سلطوية طائفية استبدادية تابعة للأمريكان، استمر بعد رحيلهم في عام ٢٠٠٦م، كل تلك المعطيات تؤكد أن أمريكا غادرت إلى غير رجعة ادعائها دعم المطالب الديمقراطية للشعوب العربية وأصبحت حليفا داعما للأنظمة القمعية المستبدة في بلادنا العربية.

ثالثا: ثورات الربيع العربي.

لم تكن ثورات الربيع العربي مفاجئة عندما اندلعت بدء من تونس وانتقلت بعد ذلك الى مصر وليبيا واليمن وسورية اخيرا. كانت الشروط الحياتية المجتمعية من مظلومية اقتصادية، وهيمنة السلطات بشكل استبدادي واحتكارها للفضاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي،د في هذه البلدان، جعلها مهيأة للمطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية.

في تونس كانت سلطة بورقيبة وبعدها سلطة بن علي استبدادية مهيمنة على البلاد ومصادر الثروة بها. كان الناس مهيئين لمواجهة ذلك. وعندما تحرك الشارع مطالبا بإسقاط النظام حاول بن علي أن يناور ويقدم بعض الإصلاحات، لكن استمرار الحراك جعله يغادر البلاد ويتركها للشعب التونسي المسيس نسبيا. دخلت تونس في عملية تحول ديمقراطي طويلة وضعتها في مسار ديمقراطي، استطاع ان يصمد ويستمر وفق توافقات مجتمعية.

اما الحراك الثوري في مصر فقد استمر حتى استطاع أن يسقط مبارك ويدفعه للاستقالة. وبدأت القوى السياسية التقليدية من إخوان مسلمين ويساريين وليبراليين مع ممثلي الحراك الشبابي للثورة، بالعمل لطرح آلية انتقالية لصناعة الدولة الديمقراطية، ادى لوصول محمد مرسي الاسلامي للرئاسة وانتخاب برلمان وصياغة دستور. لكن المسار لم يستمر وأعاد الجيش وضع يده على البلاد ودخلت مصر في طريق يعيد إنتاج الاستبداد مجددا…

 أما ليبيا فقد كان الدور الخارجي الغربي حاسما باسقاط القذافي وقتله، لكن ذات القوى الدولية التي ساعدت الثورة، تصارعت عبر القوى الثورية ذاتها وادخلت ليبيا في أتون حرب أهلية مستمرة للآن. وكذلك اليمن الذي لم يترك لمساره الذاتي حيث تدخلت السعودية وصنعت مسار سرعان ما تعثر ودخلت اليمن في حرب اهلية تغذيها قوى دولية واقليمية. إيران من جهة والسعودية من جهة أخرى.

رابعا: ولادة الثورة السورية.

لم يكن يتصور النظام السوري أن ثورة الربيع العربي ستصل الى سورية، لأنه واثق من درجة القمع التي يمارسها على الشعب، وتجذر الخوف في نفوس الناس، وشبه غياب لقوى ديمقراطية فاعلة في سورية، لقد استأصل النظام عبر عقود أي امتداد لقوى ديمقراطية منظمة ومتجذرة داخل الواقع السوري. لكن درجة المظلومية والقمع وهدر الكرامة والحقوق والبطالة والفقر.. الخ، في الواقع السوري كانت كافية موضوعيا لاندلاع الثورة. وهكذا اندلعت الثورة منطلقة من مدينة درعا وامتدت لكل سورية. كان لفعل النظام العنفي واستعمال السلاح والقمع بحق المتظاهرين، ردّا من الثوار مما جعلها تتحول الى مواجهة مسلحة بين النظام والثوار الذين تسلحوا ليحموا التظاهر أولا، ثم إلى صراع بين النظام والجيش الحر. وسرعان ما تدخلت قوى اقليمية ودولية، لتستفيد من الصراع وتحقق اجنداتها الخاصة، ودخلت سورية في نفق الحرب الاهلية، واستطاع النظام أن يجر الثوار للسلاح لبرر استعماله هو للسلاح. ووصم الثورة بالإرهاب والطائفية،  واستغل في ذلك وجود القاعدة ثم داعش والنصرة ، لتدخل سورية عنف ممتد للآن. حافظ النظام على السلطة مستعينا بإيران وحزب الله و التدخل الروسي أخيرا، الذي انقذ النظام من السقوط. وهكذا توارى مطلب اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية الى حين.

خامسا:عوامل التحول الديمقراطي وربيع براغ.

تحدث الكاتب عبر اكثر من فصل عن أن التحول الديمقراطي في بلد ما يتطلب تحقق مجموعة شروط منها حالة الاستبداد المهيمن مجتمعيا، ووجود مظلومية عالية تنعكس على اغلب الشعب، ووجود حراك شعبي رافض للاستبداد ومطالب بالديمقراطية والحريات والعدالة. كما تحدث عن العوامل الخارجية المؤثرة التي تدعم النظم المستبدة أو تدعم الحراك الديمقراطي. وكمثال على ذلك تحدث عن ربيع براغ في تشيكوسلوفاكيا. في تسعينات القرن الماضي، حيث استفادت من انتهاء الاتحاد السوفييتي، وزوال الحكم الشيوعي هناك. وزوال دعم الحكم الذي يهيمن عليه الحزب الشيوعي، وأصبح مستعدا من حيث المبدأ أن يتقبل فكرة الانتقال الى الحكم الديمقراطي. وكيف بدأ يظهر حراك مجتمعي يؤسس لوثائق فكرية تحدد معالم الدولة الديمقراطية القادمة، سواء من خلال تعديل الدستور و الانتخابات الديمقراطية، وإلغاء هيمنة الحزب الشيوعي على الدولة والمجتمع،  والتفكير بالمرحلة الانتقالية وكيفية الانتقال للدولة الديمقراطية. وكيف كانت استجابة النظام عنيفة بالبداية وحصول اعتقالات وسجن لقادة الناشطين، لكن المسار الديمقراطي سرعان ما استمر ووجد الحكام انهم مضطرون أن يأخذوا مسار التحول الديمقراطي خاصة ان الاتحاد السوفييتي الحليف قد زال، وأن الدول الاوربية وأمريكا دعمت هذا الحراك في تشيكوسلوفاكيا وبقية دول أوربا الشرقية، وأدت لوصولها الى الخيار الديمقراطي. وكان من نتائجه أيضا انفصال الدولة لتصبح دولتين التشيك. وسلوفاكيا. أصبح قادة الحراك الديمقراطي هم قادة الدولة الجديدة. ودخلت هذه البلاد في عصر الديمقراطية.

سادسا: إعلان دمشق وولادة المعارضة المنظمة.

ان الحراك السياسي المطالب بالانتقال السياسي للديمقراطية في سورية. قديم وقد تبلور في طروحاته الأولية منذ إعلان التجمع الوطني الديمقراطي في أواخر سبعينات القرن الماضي. ولكن تم قمعه إبّان الصراع بين النظام وحركة الإخوان المسلمين آنذاك. لكنه بقي جمرا تحت الرماد. كان للتصريحات الموحية بتبادل الرأي التي قدمها مجيء بشار الاسد بعد ابيه رئيسا لسورية، مدخلا لاعادة حراك القوى الديمقراطية في سورية. فيما سمي ربيع دمشق. كان قوامه الأحزاب السياسية المعارضة السابقة المنضوية في التجمع الوطني الديمقراطي و بعض الرموز السياسية ممن ظهر حديثا مثل النائبين رياض سيف ومأمون الحمصي. وقامت مجموعة منتديات وبدأت تستقطب متابعين وبدأت المطالب الديمقراطية تتسع. وسرعان ما عاد النظام الى مربعه الامني واغلق اغلب المنتديات، وترك منتدى جمال الاتاسي فقط. وسرعان ما أغلقه بعد وقت. كان من تداعيات ربيع دمشق حصول تحالف بين القوى الديمقراطية في سورية من أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي والإخوان المسلمين والكثير من الأحزاب الكردية وبعض الشخصيات الاعتبارية المستقلة. لم يتقبل النظام هذا المتغير اعتقل رموز الحراك وقادته. انكفأ الحراك ولم يفعّل مطالبه او يطور اداءه، واصبح اعلان دمشق مجرد مسمى لتجمع لم يعد له حضور على الأرض. مما عنى موت ربيع دمشق عمليا.

سابعا: التحول الديمقراطي والعدالة الانتقالية.

يتحدث الكاتب في فصل طويل نسبيا عن مرحلة التحول الديمقراطي سواء سقط النظام بالحراك الثوري أو حصلت توافقات مع النظام للانتقال الديمقراطي. مستفيدا من تجارب التحول الديمقراطي في أوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية. ففي مناهج العدالة الانتقالية توقف عند ضرورة التقصي عن الحقائق لكل ما عاشه الناس من مظالم في ظل الحكم الاستبدادي. ورفع الدعاوى الفردية والعامة. والحصول على التعويضات المناسبة جبرا للضرر من نتائج القمع والاعتقال والتعسف ومصادرة الأملاك والحقوق. كما تحدث عن إصلاح المؤسسات خاصة التي كان لها دور في القمع والتسلط مثل الشرطة والامن والجيش، ومنع قادة التسلط من أن يكونوا جزء من المؤسسات البديلة. وادخالها ضمن منظومة المساءلة والمحاسبة والمتابعة القضائية، وجلسات المصارحة والمكاشفة، كما اضاف بعض التعويضات المعنوية للضحايا مثل النصب التذكارية وما يمثلها من تخليد للمناضلين وعذاباتهم…الخ.

كل ذلك يراه الكاتب ضروريا أن يحصل بعد اسقاط الانظمة المستبدة. وركّز على نجاح التجربة المغربية في المصالحة الوطنية. وان المطلوب في سورية بعد اسقاط النظام إجراء مصالحات وطنية.

سابعا: سورية المستقبل.

ينتقل الكاتب الى طرح رؤيته ومقترحاته لسورية المستقبل قافزا فوق واقع الحال المعاش على الأرض. ويرى ضرورة العمل على الإصلاح السياسي والدستوري. أولها كتابة دستور جديد يتوافق عليه الشعب السوري. وإلغاء هيمنة حزب البعث على الدولة والمجتمع. ووضع قانون أحزاب ديمقراطي. وبناء نظام جمهوري نيابي، وتداول السلطة، وحرية الصحافة وإلغاء تبعيتها للسلطة. وإعادة تطهير القضاء وجعله نموذج للقضاء العادل. كما تحدث عن البدائل التنموية اقتصاديا، على كل المستويات. وتحدث عن تحديث الجيش السوري. وتحويله من جيش تابع لسلطة وحزب مهيمن على الدولة والمجتمع ليصبح جيش الشعب ودوره في محاربة الأعداء الخارجيين واسترداد الجولان. ومركزا على ضرورة محاسبة من كان له دور ضد الشعب عن طريق القضاء العادل. كما طالب بضرورة تغيير عميق في السياسة الخارجية التي كانت تتصرف وفق مصالح السلطة . وأن تنهج الدولة علاقات مع الدول وفق مصلحة الشعب السوري. كما ركز على ضرورة المصالحة الوطنية وضرورة اعادة الاعتبار والثقة بالمؤسسات التي كانت رهينة للنظام وأن تعود لدورها الحقيقي خادمة للشعب وأدوات تحقيق مصالحه داخل سورية وخارجها.

هنا ينتهي الكتاب.

في تحليله نقول:

١ –  ظهر الكتاب في حديثه عن التحول الديمقراطي في سورية، ينوس بين حالة البلورة النظرية للموضوع؛ على أهميته. وبين ذكر التجارب التي سبقتنا في تحولها الديمقراطي في العالم. وبين مسار النضال الديمقراطي إن صح التعبير في سورية. كان المطلوب أكبر مما قدمه الكتاب بحيث لم يشبع محاوره الثلاث. البعد النظري للتحول الديمقراطي. والتجارب العملية عبر التاريخ المعاصر لخمسين عام مضت للآن. ولا اشبع الحراك الديمقراطي السوري وصراعه مع النظام ومآلاته قبل الثورة السورية في عام ٢٠١١م وبعدها للآن او لتاريخ نشر الكتاب عام ٢٠١٣م. كل ذلك جعلنا نحصل على تنوير متقطع بموضوع مهم يحتاج إلى تعمق في البحث و بشمولية والوصول الى استنتاجات مهمّة للمستقبل.

٢ –  استنادا على ما سبق جاءت مقترحات الكاتب لمستقبل سورية اقرب للأمنيات منها لعناوين برامج مستقبلية. النظام ما زال يسيطر على الارض و الشعب السوري؛ وبدقة اكثر ما تبقى من الشعب السوري بعد أن تهجّر ونزح اكثر من نصفه، واستشهد أكثر من مليون إنسان، ومثلهم جرحى ومعاقين، نصف سورية مدمر. اغلب سورية تحت احتلال حقيقي من الروس والامريكان والايرانيين، وميليشيات حزب الله و ال ب ي د المسيطرة على الجزيرة وعلى الشمال الشرقي من سورية، وبعض الجوار السوري التركي مع ادلب تحت سيطرة القوى الثورية السورية برعاية تركية.

 ماذا تبقى من سورية للنظام ؟. و كيف نعيدها لوحدتها ؟. وماذا عن الشعب السوري الذي يجب أن نعيده إلى بلاده ؟، وكيف نبني سورية ونعيد اعمارها ؟.ومن ثم نعمل لبناء دولتها الديمقراطية.

٣ – متواضعة مطالب المستقبل السوري عند الكاتب. لم يتحدث عن البنية الطائفية (العلوية) للنظام السوري. هذه البنية المتغلغلة في بنية الدولة والمجتمع والجيش والأمن، والتي قدمت الوقود لجعل الصراع في سورية يظهر طائفيا. وكيف قدم ذلك المبرر لظهور التطرف الديني الشعبي وأن الثوار (السنّة) في مواجهة النظام(العلويين) ؟!!. وكيف غذى ذلك ظهور الفكر الجهادي ونموه وتوالدت القاعدة وداعش والنصرة وامتدت في اوساط الشباب السوري ؟. كيف نعيد الشعور الوطني الجامع للشعب السوري ؟. ونتجاوز المظلومية، ونحن لم نسقط النظام بعد؟!!. وكيف نصلح الجيش و نهذّبه ؟!!. والأصل أن يقول الكاتب ماتبقى من الجيش الذي أصبح جيش طائفة وكذلك الأمن والمخابرات. هؤلاء جميعا أفعالهم موغلة في الدم السوري.

 نحن لا ندعوا لحرب أهلية؛ بل لمحاسبة عادلة لكل من قتل وآذى أيا من الشعب السوري. لذلك كان حلّ وإنهاء الخدمة للأمن والجيش مقدمة أولى، وثم محاسبة المجرم منهم من اهم الاولويات.

٤ – كنا نود لو تطرق الكاتب للاسباب التي منعت الربيع السوري أن ينتصر وخاصة الأسباب الخارجية الفاعلة منها. وربطها بمآلات الربيع العربي كله. وكيف تم إجهاضه بإرادة دولية. تقودها أمريكا والكيان الصهيوني وعبر القوات الروسية على الأرض في سورية. وأن وعي ذلك يعني بالنسبة لنا ضرورة البحث عن مخارج مختلفة والعمل على الارض بشكل مختلف.

أخيرا: إننا أمام كتاب مهم في موضوعه وأهدافه، لكنه غير كاف لاشباع هذا الموضوع. يحتاج لكتابات أخرى الآن وفي المستقبل، تنضج الموضوع و تضعنا أمام خارطة طريق لسورية المستقبل. ننتظر من المفكرين والسياسيين والناشطين. قراءة واقع الثورة السورية، وسورية البلد، والشعب السوري، والنظام المستبد المجرم، والبحث عن المخارج، والجواب عن السؤال الملح؛ بعد مضي تسع سنوات على الثورة وبداية سنتها العاشرة:

ما العمل لنسقط النظام ونحاسبه ونبني دولتنا الديمقراطية؟

 وماذا علينا فعله؛ لتنتصر ثورة الشعب السوري؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى