دخلت مجموعة من الحصادات الزراعية التركية إلى المنطقة الممتدة من رأس العين بريف الحسكة إلى تل أبيض بريف الرقة، والتي تخضع لنفوذ تركي مشترك مع “الجيش الوطني السوري”، وهي أيضًا المنطقة التي تُطلق عليها تركيا “نبع السلام” شرق نهر الفرات.
ويدفع دخول هذه الحصادات الزراعية التي تلعب دورًا في جني المحاصيل المزروعة من القمح والشعير، إلى السؤال عن مصير المحصول، خاصة وأن الحديث يدور هنا عن ثلاث جهات، هي مكتب الحبوب التابع لوزارة الزراعة التركية (TMO) و”الحكومة السورية المؤقتة” والنظام السوري، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
لا قدرة لدى “المؤقتة”
مدير مكتب الحبوب في “الحكومة المؤقتة” حسان محمد، قال لعنب بلدي، اليوم، الاثنين 25 من أيار، إن الإحصاء الأولي لحجم الإنتاج لمدينتي تل أبيض ورأس العين يشير إلى مليون طن من الحبوب، متوقعًا أن يكون سعر الطن لموسم 2020 بين 200 و230 دولارًا، بناء على السعر الذي ستطرحه “وزارة الزراعة” في “المؤقتة”.
وعليه فإن سعر هذا الإنتاج في المدينتين يصل إلى 200 مليون دولار، وفق محمد، الذي أكد أن هذا الرقم تعجز عنه “الحكومة المؤقتة”، ما يعني عدم قدرتها على شراء هذا الإنتاج، بحسب تقديره.
مكتب “TMO” التركي
بحسب معلومات مدير مكتب الحبوب في “الحكومة السورية المؤقتة”، حسان محمد، فإن مكتب الحبوب التركي (TMO) سيشتري حوالي 10% من إنتاج رأس العين وتل أبيض.
وفي هذا السياق، قال رئيس “المجلس المحلي” لمدينة تل أبيض، وائل حمدو، لعنب بلدي، اليوم، إن “الحكومة المؤقتة” لا تمتلك وجود في تل أبيض ولم تقدم أي شيء، وفق قوله.
وحول محصول الحبوب في منطقة “نبع السلام”، لفت إلى وجود مفاوضات مع مكتب “TMO” التركي لبيع المحصول لتركيا، إلا أن آلية الشراء لم تحدد بعد، وفق قوله.
مدير “المكتب الإعلامي للمجلس المحلي” في مدينة رأس العين، عبد الله الجشعم، أوضح لعنب بلدي، اليوم، أن مكتب “TMO” لم يقرر بعد شراء إنتاج رأس العين من محصول الحبوب، كما لم يحدد سعر الشراء للمحصول.
وأشار إلى وجود رغبة ببيع الإنتاج لـ”الحكومة المؤقتة”، كي لا يتم الحديث عن بيع محاصيل سوريا لتركيا، وفق تعبيره.
“الجبهة الشامية” والنظام السوري
لا يقتصر توقع بيع إنتاج رأس العين وتل أبيض من محصول الحبوب لعام 2020، على “الحكومة المؤقتة” ومكتب الحبوب التابع لوزارة الزراعة التركية، إذ لفت مدير مكتب الحبوب في “الحكومة السورية المؤقتة” حسان محمد، إلى وجود نية ببيع الإنتاج لنظام السوري، إلى جانب بروز دور لفصيل “الجبهة الشامية” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” للاستحواذ على هذا الإنتاج.
وقال محمد إن “الجبهة الشامية أنشأت شركة حصرية لها في منطقة نبع السلام، تمنع أي تاجر من الشراء محاصيل الحبوب من المزارعين”.
وأضاف أن “الشامية” تستند في خطوتها هذه على قوة السلاح، لافتًا إلى أن شركتها تريد شراء الإنتاج من المزارعين وبيعه لم يريد شراءه.
لكنه استدرك بالإشارة إلى وجود ضغط شعبي، قد يغير من هذا الواقع في المستقبل.
وتوقع محمد أن يقوم النظام السوري بشراء إنتاج مدينتي رأس العين وتل أبيض من الحبوب لهذا العام.
وعن الشركة التابعة لـ”الجبهة الشامية” قال مدير “المكتب الإعلامي للمجلس المحلي” في مدينة رأس العين، إنه لا يعلم عنها شيء، كما استبعد أن يبيع المزارعون محصولهم في رأس العين وتل أبيض للنظام السوري.
وبرر رأيه بالقول إن “النظام ضيّق سابقًا على سكان هذه المناطق عندما دخلوا مناطقه، ولأن السعر الذي يطرحه النظام لشراء المحاصيل قليل جدًا بالمقارنة مع الأسعار الأخرى”.
وأضاف أن مجلس تل أبيض ورأس العين المحليين لديهم خطة تقوم على تأمين مخزون استراتيجي من مادة الطحين في كامل منطقة “نبع السلام” وذلك بالتنسيق مع “الحكومة المؤقتة” وولاية أورفا، وعليه سيتم شراء محصول القمح من المزارعين وتجهيز صوامع معدنية لتخزين الإنتاج فيها، حيث قامت “المؤقتة” بالكشف على هذا الصوامع والتأكد من جاهزيتها.
حصادات تركية
أوضح مدير مكتب الحبوب في “الحكومة السورية المؤقتة”، حسان محمد، لعنب بلدي الأسباب التي أدت إلى دخول 36 حصادة زراعية من تركيا إلى المنطقية، مشيرًا إلى أن ملكيتها تعود لشركات تركية خاصة وليس للحكومة التركية، وأنها تعمل بأجرها.
وقال وجود هذه الحصادات يحمل أوجه عديدة، منها أن مناطق رأس العين وتل أبيض فيها عدد محدود من الحصادات وتحتاج لعدد آخر، حتى تستطيع تغطية المنطقة.
كذلك أصحاب الحصادات في هاتين المدينتين بدؤوا باستغلال المزارعين الذين هم في سباق لحصاد محصولهم، وخاصة في ظل الحرائق التي تلتهم المحاصيل، وفق قوله.
وأردف محمد إنه بناءًا على هذه المعطيات طلب “المجلس المحلي” في تل أبيض من السلطات التركية للسماح بدخول الحصادات من ولاية أورفا التركية وعفرين واعزاز بريف حلب إلى “نبع السلام”، مماسيسرع من عمليات الحصاد ويمنع استغلال المزارعين.
أما مدير “المكتب الإعلامي للمجلس المحلي” في مدينة رأس العين، فقال إن الـ 36 حصادة التي دخلت من تركيا إلى منطقتي تل أبيض ورأس العين تمثل مرحلة أولى، وسيتم إدخال المزيد في الأيام القادمة.
المصدر: عنب بلدي