قُتل مدني وجرح آخر، الثلاثاء، إثر استهداف قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا بصاروخ موجه تجمعاً للمدنيين أثناء جمع الحطب بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، شمال غربي سورية.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام استهدفت بصاروخ موجه من نوع “كورنيت إيه – إم” تجمعا لمدنيين كانوا يجمعون الحطب ضمن منطقة حراجية بمحيط بلدة التفاحية بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، مؤكداً أن الاستهداف أدى إلى مقتل صبحي زهوري وجرح صبحي خليلو، وهما نازحان من ريف اللاذقية كانا يجمعان الحطب لتدفئة عائلتيهما.
و”كورنيت إيه – إم” هو صاروخ روسي الصنع مضاد للدبابات وبعيد المدى، ويمتلك نظام توجيه دقيق يمكّنه من إصابة أهداف على مسافة 10 كم نهاراً، وعلى مسافة 8 كم ليلاً.
وكان عشرات المدنيين قد قُتلوا وجُرحوا خلال العامين الماضيين، غالبيتهم من المزارعين، بسبب استهدافهم من قبل قوات النظام والقوات المدعومة من روسيا، لاسيما قوات “الفرقة 25 مهام خاصة”، أثناء جني محاصيلهم الزراعية، بالإضافة إلى استهداف المدنيين الذين يجمعون الحطب بهدف بيعه لتأمين لقمة العيش، أو تأمين التدفئة لعوائلهم ضمن البلدات والقرى القريبة من خطوط التماس في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، ومنطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، ومنطقتي جبل التركمان وجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وبلدات ريف حلب الغربي، الواقعة كلها ضمن ما يُعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها).
إلى ذلك، استهدفت قوات النظام بسلاح المدفعية قرى وبلدات الفطيرة، وسفوهن، وبينين، وكنصفرة، وفليفل، وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء المنطقة.
من جهة أخرى، تمكنت فصائل “الجيش الوطني السوري” المعارض، والحليف لتركيا، من صد محاولة تسلل لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على جبهة الحمران القريبة من مدينة جرابلس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “درع الفرات” شرقي محافظة حلب، ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى من عناصر “قسد”، دون إحراز أي تقدم يذكر.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيانٍ لها اليوم الثلاثاء، أن القوات المُسلحة التركية تمكنت خلال عملية ناجحة من “تحييد اثني عشر إرهابياً من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG)، الذين أطلقوا نيران مضايقة في منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات شمالي سورية”.
وكانت الوزارة أكدت في بيانٍ لها ليل الإثنين، أن عنصرين من “حزب العمال الكردستاني” (PKK)، و “وحدات حماية الشعب” (YPG) استسلما للقوات التركية على تخوم منطقة “نبع السلام” شمالي سورية.
مهاجمة حاجز للنظام في ريف درعا
إلى ذلك، قُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري، أمس الإثنين، بهجومين في ريف درعا جنوبي البلاد، وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، إن مسلحين مجهولين هاجموا حاجز الرادار التابع للنظام السوري شرق بلدة النعيمة في محافظة درعا، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر وإصابة اثنين بجروح خطيرة. وأشار الناشط إلى أن الحاجز المستهدف مشترك بين فرع الأمن العسكري و”الجيش”.
وأضاف الناشط أن مجهولين أيضاً هاجموا نقطة لقوات النظام عند مجمع الصنمين في مدينة الصنمين، مشيراً إلى أن النقطة تابعة لمرتّبات الفرقة التاسعة في جيش النظام وأسفر الهجوم عن مقتل عنصر على الفور. واستقدمت قوات النظام تعزيزات وفرضت طوقاً أمنياً في مكان الهجومين فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة.
ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجومين، على غرار العديد من الهجمات التي شهدتها درعا سابقاً وأدت إلى مقتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام.
في موازاة ذلك، تسود حالة من الهدوء والترقب في مدن وبلدات المزيريب وجلين وجاسم وداعل وتل شهاب في ريف درعا بعد خروج تظاهرات تطالب بإسقاط النظام السوري والإفراج عن المعتقلين.
وتأتي التظاهرات في ظل استمرار النظام السوري في اعتقال وإخفاء آلاف السوريين في سجونه ومعتقلاته، ورغم إصدار النظام العديد من المراسيم التي تنص على “عفو عام” إلا أن آلاف المفقودين بعد اعتقالهم ما زالوا قيد الإخفاء القسري.
احتجاجات دير الزور
وفي شمال شرق البلاد، دعا ناشطون اليوم إلى إضراب عام في ريف دير الزور لمواصلة الضغط على “قسد” والتحالف. ودعا ناشطون أيضاً إلى خروج تظاهرات في بلدات الصبحة والدحلة وجديد بكارة بريف دير الزور الشرقي للمطالبة أيضا بمحاسبة قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل والتابعين له.
وكان قائد “قسد” مظلوم عبدي، قد التقى أمس الإثنين، وفداً من وجهاء قبيلة البكارة العربية في مدينة الحسكة في ظل موجة من الاحتجاجات الشعبية في ريف دير الزور الغربي ضد قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لـ”قسد” أحمد الخبيل (أبو خولة).
وذكرت مصادر مقربة من “قسد”، أن الوفد الممثل للقبيلة ترأسه حاجم البشير، وجرى بحث الملف الأمني والخدمي ومطالب المحتجين في ريف دير الزور الغربي، والجرائم التي شهدتها المنطقة وآخرها اغتصاب وقتل فتاتين واتهام شقيق قائد مجلس دير الزور العسكري، جلال الخبيل، بالوقوف وراء الجريمة.
وذكرت المصادر أن الاجتماع لم يتوصل إلى شيء واضح وهناك مطالبات من الأهالي للتحالف الدولي بتشكيل مجلس عسكري لقبيلة البكارة وكف يد مجلس دير الزور في مناطق قبيلة العكيدات.
يذكر أن ريف دير الزور عموماً تقطنه غالبية عربية ويتحكم به مجلس عسكري ومدني تقوده شخصيات محلية عربية تابعة لـ”قسد”، التي تقودها “وحدات حماية الشعب” الجناح السوري لـ”حزب العمال الكردستاني”.
المصدر: العربي الجديد