جدد الجيش التركي صباح الإثنين، قصفه على مواقع ومناطق تخضع لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) شمالي سورية، في حين واصلت الأخيرة تعزيز دفاعاتها في خطوط التماس بالحسكة والرقة وحلب تحسبا لأي عملية عسكرية تركية مرتقبة ضدها.
وقالت مصادر مقربة من “قسد” إن الجيش التركي قصف مواقع لها في عشر قرى وبلدات على الأقل في شمالي سورية، مضيفة أن القصف طاول مواقع في قرى وبلدات الشيوخ وزور مغار وسموقية ومحوري تل رفعت وعين العرب (كوباني) في شمالي وشرقي حلب، وتزامن القصف مع تحليق من طيران مسيّر دون تنفيذه ضربات.
كما طاول القصف مواقع في قرية تل اللبن بناحية تل تمر في ريف الحسكة وقريتي صيدا وطيبة في ناحية عين عيسى وقربة معلق في ناحية تل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي.
ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عن القصف في صفوف “قسد”، بحسب المصادر التي أشارت إلى وقوع أضرار مادية في ممتلكات المدنيين أيضا دون تأكيدها وقوع خسائر بشرية.
من جانبها، قالت وكالة “نورث برس” إن قصفا من الجيش التركي استهدف مساء أمس مواقع انتشار لقوات النظام السوري في محيط قرية الشيخ عيسى شرقي بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي.
تعزيزات للنظام في مناطق “قسد”
وقالت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام السوري، إن قوات الأخير واصلت نشر تعزيزات لها في مناطق سيطرة “قسد”.
وبحسب ما أوردته، فإن جيش النظام عزز نقاط انتشاره في منطقتي منبج وعين العرب (كوباني) بريف حلب الشمالي الشرقي، استعدادا للعملية العسكرية التركية.
ونقلت عن مصادر أن التعزيزات وصلت إلى خطوط التماس وضمت “جنوداً وذخيرة وعتاداً عسكرياً ثقيلاً عبارة عن دبابات ومدفعية وراجمات صواريخ.” وذكرت الصحيفة أن التعزيزات هي “الأضخم من نوعها منذ إطلاق أردوغان وعيده باحتلال المنطقتين في مايو/ أيار الماضي”.
تعزيزات لـ”قسد” قرب الحدود السورية التركية
وتحدثت المصادر عن تعزيز “قسد” قواتها ومواقع دفاعاتها في محاور ريف الحسكة خاصة في محاور رأس العين والمالكية والقامشلي ونقاط على الطريق الدولي حلب الحسكة وصولا إلى بلدة اليعربية بالإضافة لعين العرب (كوباني) ومنبج.
وأضافت أن أبرز نقاط التعزيز هي محيط القامشلي الملاصقة للحدود السورية التركية في القامشلي وعين العرب (كوباني) الملاصقة للحدود في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث عززت “قسد” نقاطها بمرابض مدفعية وراجمات صواريخ بهدف ضرب أهداف داخل الأراضي التركية.
وشهدت محاور الدرباسية أيضا تعزيزات مماثلة، خاصة بعد تقدم “قسد” في عمليات حفر الأنفاق والخنادق غرب المدينة وصولا إلى قريتي جطل والقرمانية.
ومن المتوقع بحسب المصادر لجوء “قسد” إلى حرب الأنفاق والخنادق، في حال لجأ الجيش التركي إلى عملية برية جديدة داخل سورية.
وكان الجيش التركي قد استهدف جوا خلال الأشهر الماضية عدة نقاط مسؤولة عن عمليات الحفر والتعزيز وأدى الاستهداف إلى مقتل وجرح عناصر من “قسد”، وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أن حفر الأنفاق والخنادق يتم بإشراف قياديين أجانب من “حزب العمال الكردستاني”.
وتتلقى “قسد” الدعم من واشنطن والتحالف الدولي ضد “داعش” في إطار العمليات العسكرية والأمنية ضد التنظيم في سورية، بينما تصنف أنقرة “وحدات حماية الشعب” التي تقود “قسد” منظمةً إرهابية وتعدها الفرع السوري لـ”حزب العمال الكردستاني”.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس واشنطن بدعم “قسد”، قائلا إن الأخيرة تلقت من واشنطن بين 4 و5 آلاف شاحنة عسكرية.
وقال أردوغان بحسب وكالة “الأناضول”، إن “الولايات المتحدة أرسلت 4-5 آلاف شاحنة محملة بالأسلحة إلى شمال سورية لـ(التنظيم الإرهابي) ورغم حديثي عن ذلك مرارا وتكرارا لا يكترثون أبدًا”. وأضاف أن بلاده “ستقتلع شوكها بأيديها” في شمالي سورية، في ظل استمرار الدعم العسكري الأميركي لـ”وحدات حماية الشعب”.
وكان قائد “قسد” مظلوم عبدي قد صرح الأسبوع الماضي، بأن موقف الإدارة الأميركية الحالية رافض لأي عملية عسكرية تركية محتملة، مبديا أمله أن تقوم واشنطن بإجراءات تنفيذية تمنع وقوع العملية البرية ضد “قسد” على خلاف ما حدث في عام 2019 في بلدتي تل أبيض ورأس العين.
المصدر: العربي الجديد