وظيفتك عندنا

د- حسين علي غالب بابان

طابور طويل، وشباب طموح أكبرهم في منتصف الثلاثينات مرتدين ثياب جديدة وجميلة كأنهم ذاهبين لحفل زفاف، ويحمل كل واحد منهم ملف فيه نسخ من أوراقهم الثبوتية مع شهاداتهم الجامعية ، كل هذا عند شركة توظيف في منطقة تحتضن الأثرياء ومن يعمل في هذه الشركة شابات جميلات جدا والإبتسامة لا تفارق وجوههم الغارقة بمستحضرات التجميل ، و لديهن أساليبهن في إقناع الآخرين .

الشركة ما هي إلا شركة احترفت الاحتيال ،ويشرف عليها ثمان شابات منزوع من قلوبهم الرحمة ويستغلون المكان وجملهم ودرسوا حاجة الشباب ، ووضعوا خطة عمل مقنعة وكل واحدة لها دور معين .

من محاسن الصدف أن صديق إعلامي أعرفه حق المعرفة سمع عن هذه الشركة وقرر التوجه إليها بحثا عن الرزق ، لكنه أحس أن ما يدور حوله عليه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، وخرج من هذه الشركة بعدما قالت له احداهن ” إن كنت تريد وظيفة ، فأنا عندي لك وظيفة لكن أدفع لي الآن مبلغ …”، وبعد انتهاء جملتها خرج دون أن يدفع أي مبلغ يذكر لها أو لغيرها .

أنا حزين على الأعداد الهائلة من الشباب الذين وقعوا ضحية لهذه الشركة ، كيف شباب مثقف وجامعي أن يكون مغيب هكذا ، ألا يعلمون أنه لا يوجد في وقتنا الحاضر أي شيء سهل على أرض الواقع بسبب الظروف الاقتصادية العالمية و البطالة وأعداد الخريجين الكبير وقلة الموارد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى