مدير منظمة «سيما» في إدلب يؤكد لـ «القدس العربي» تسجيل 100 إصابة بالكوليرا في دير الزور والرقة

هبة محمد

أعلنت وزارة الصحة لدى النظام السوري، الأحد، تسجيل 15 حالة إصابة بالكوليرا في محافظة حلب شمال سوريا، بينما دقت مديرية صحة إدلب، ناقوس الخطر نتيجة تفشي مرض الكوليرا في معظم محافظات الشمال السوري، وتعاظم أعداد الإصابات في حلب شمالاً، وتسجيل 99 حالة في دير الزور والرقة شمال شرق، الأمر الذي اعتبرته المديرية نذر كارثة إنسانية، في ظل الظروف التي يعيشها الأهالي في المخيمات المكتظة بالنازحين شمال غربي البلاد.

ووفقاً لبيان المنظمة الطبية فإن الكثافة السكانية الكبيرة والانتشار الشديد والسريع للعدوى، ستكون لها أثر واضح في انتشار المرض لاسيما مع وجود المخيمات وسوء الصرف الصحي وصعوبة تأمين مياه الشرب النظيفة، فضلاً عن الصعوبات الكبيرة التي يواجهها القطاع الصحي في تأمين الأدوية.

شمال – شرق

وقال البيان «تسجل مناطق شمال شرق سوريا ومناطق سيطرة النظام أعداداً متزايدة بإصابات الكوليرا والتي أدت لبعض الوفيات نتيجة حالات الإسهال الحاد، وقد أثبت الفحص المخبري انتشار الكوليرا في تلك المنطقة، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر في منطقتنا كون هذا المرض شديد العدوى». وأشار البيان إلى التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في إدلب ومحيطها، في تأميـن الأدويـة والمستلزمات الطبيـة نتيجة انخفاض الدعـم الدولي، مشيراً إلى أن الكوليرا من الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة بسبب نقص السوائل والشوارد في الجسم نتيجة الإسهال الشديد والتقيؤ ما يؤدي للوفاة خلال ساعات في حال لم يتم تقديم الإسعافات الضرورية بسرعة.

مدير الرابطة الطبية للمغتربين السوريين «ٍسيما» في إدلب الدكتور واصل الجرك، أكد في تصريح لـ «القدس العربي» تسجيل 3 وفيات لأسباب مرتبطة بالكوليرا شمال شرق سوريا «ضمن مناطق سيطرة قسد» حيث قال إن أكثر الاصابات هي شرق الفرات في دير الزور، ثم الرقة، مشيراً إلى عدم تسجيل أي إصابة في منطقة إدلب ومحطيها شمال غرب سوريا ومنطقة تل أبيض ورأس العين «نبع السلام» شمال شرق البلاد. وقال الجرك «العينات المشتبهة حتى الآن سلبية» لكنه أبدى اعتقاده أن انتشار المرض في شمال غربي سوريا «مسألة وقت فقط».

شمال – غرب

مضيفاً «بالنسبة لمنطقة شمال شرقي سوريا، وحتى تاريخ البارحة تم تسجيل 99 حالة مشتبهة بشدة، منها 17 إثباتاً مخبرياً بالزرع، 86 منها في ريف دير الزور و الباقي بالرقة، حيث أن الانتشار المثبت في منطقة دير الزور منطقة الرقة منطقة الطبقة (الثورة)، كما أن هناك إبلاغاً عن حالة وفاة جديدة بدير الزور». ونقل الجرك عن طبيب من دير الزور قوله «الوضع سيئ، والمشافي لا تكفي» مشيراً إلى أن تلوث مياه الفرات أوصل «الجائحة لما بعد المدينة، في اتجاه الريف الشرقي، حيث تم تحويل المرضى، من دير الزور إلى الرقة، هو ما سيزيد الخطورة في الأيام المقبلة».

وحول انتشار المرض في محافظة حلب، قال الجرك «إن المستشفيات تغص بالحالات المصابة ولا سيما الرازي وزاهي أزرق» وأضاف «أعلن النظام عن أكثر من 10 حالات في حلب، ورغم أن الأرقام المعلنة أقل من الواقع بكثير، إلا أن ذلك يعكس مدى انتشار المرض في المنطقة، وذلك نتيجة الضجة الإعلامية التي اضطرت النظام إلى عدم انكاره». وعن أسباب ظهور المرض، قال مدير منظمة سيما الدكتور واصل الجرك «المياه الملوثة، فضلاً عن قلة النظافة وعدم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة على مستوى الأفراد، وعلى مستوى البيئة». وأضاف «يقال إن الشرب في مناطق قسد يعتمد على نهر الفرات والنهر حالياً ملوث، كما أنه لا توجد استجابة للمنظمات لحد الآن، في المناطق الثلاثة النظام وقسد وشمال غرب النظام وقسد وشمال غرب».

لكن الطبيب استدرك قائلاً «هناك تحضيرات للاستجابة ووضع للخطط وهناك نظام ترصد يتم فيه التحري عن الحالات المشتبهة لتأكيد التشخيص وتقديم العلاج لم يتم الإعلان عن تخصيص أية مبالغ للاستجابة في أي من المناطق الثلاث» مضيفاً أن «الكوليرا مرض إسهال حاد يمكن أن يقتل المصاب في غضون ساعات إذا لم يُعالج، كما يعد توفير المياه ومرافق الصرف الصحي المأمونة أمراً حاسماً للوقاية من الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه ومكافحتها» وإزاء العلاج قال الطبيب «يلزم علاج حالات الكوليرا الوخيمة بالحقن الوريدي والمضادات الحيوية، كما ينبغي إعطاء اللقاحات الفموية المضادة للكوليرا بالاقتران مع إدخال تحسينات على خدمات إمدادات المياه ومرافق الصرف الصحي لمكافحة فاشيات الكوليرا والوقاية منها في المناطق الشديدة التعرض للمخاطر».

خطورة المرض

وبسبب خطورة هذا المرض دعت مديرية صحة إدلب الأهالي إلى عدم التهاون ومراجعة أقرب مركز صحي لتقييم الحالة، والاهتمام بنظافة مياه الشرب وغلي أو تعقيم المياه من المصادر غير الموثوقة قبل شربها، والابتعاد قدر الإمكان عن استخدام الخضار المروية بمياه الصرف الصحي وغسيل الخضار والفواكه جيداً قبل استخدامها وطهي الطعام بشكل جيد. بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة لدى النظام السوري، تسجيل 15 حالة إصابة بالكوليرا في محافظة حلب شمال سوريا.

وأوضحت الوزارة في بيان الأحد، أن فرق التقصي الوبائي رصدت حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في حلب لطفل عمره 9 سنوات يعاني أعراض إسهال حاد مترافق بإقياء متكرر حيث تمت الاستجابة اللحظية وقبول الطفل في المشفى وإرسال عينة منه إلى مديرية مخابر الصحة العامة لإجراء التحليل اللازم فجاءت النتيجة إيجابية لافتة إلى أنه تم تخريج الطفل بعد أيام وهو بحالة صحية عامة طبيعية ومستقرة بعد إعطاء العلاج اللازم.

وفي الفترة ذاتها سجلت بعض المشافي في محافظة حلب زيادة نتائج إيجابية لحالات مشابهة، حيث ثبت 15 حالة إيجابية «مريض قيد العلاج في المشفى، وعينة إيجابية «صرف صحي»، وعينة إيجابية «من معمل لصنع مكعبات الثلج. وأكدت وزارة الصحة أنها تقوم بالترصد الوبائي للمرض، كما دعت المواطنين لضرورة أهمية اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة وطلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة.

ويعرف الكوليرا بأنه مرض ناجم عن إصابة بكتيرية يمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، ويستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياهاً ملوثة. وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء. كما إنه لا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها. ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك من دون علاج.

المصدر:  «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى