عادت قاعدة “التنف” العسكرية جنوبي سورية إلى دائرة الضوء من جديد، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، ، أنها قصفت مواقع لمجموعات تتمركز فيها، وتتلقى دعماً من الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء في بيان الوزارة أنّه “في 4 أغسطس/ آب أجهزت المقاتلات الروسية بعد عمليات الاستطلاع الدورية على مجموعة من مسلحي جماعة لواء شهداء القريتين الإرهابية. كانت هذه المجموعة الإرهابية مختبئة في الملاجئ المجهزة في الصحراء”.
وأضاف: “هذه المجموعة من المسلحين (الإرهابيين) مقرها في منطقة التنف بشرق البلاد، ويجري إمداد أفرادها وتدريبهم من قبل مدربين من عمليات القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي”.
ويعتبر فصيل “لواء شهداء القريتين” أحد المجموعات العسكرية المنتشرة في التنف ومحيطها، ضمن المنطقة المسماة بـ”منطقة الـ55 كيلومتر”، وإلى جانبه فصائل أخرى، أكبرها “جيش مغاوير الثورة”.
ورغم تأكيد “الدفاع الروسية” أنها نفذت الضربات بالفعل، نفى مدير المكتب الإعلامي لـ”مغاوير الثورة”، عبد الرزاق الخضر صحة الإعلان الروسي.
وقال الخضر لموقع “السورية.نت”: “ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية شائعة اعتدنا عليها. لم تحصل أي ضربة بعد القصف الذي حصل في يونيو / حزيران الماضي”.
وأضاف مدير المكتب الإعلامي: “لم نسمع أو نرى في منطقتنا خلال الأيام الماضية عن أي ضربة جديدة”، مشيراً: “لو كان هناك أي شيء لأعلنا عنه عبر صفحاتنا الرسمية”.
وفي مقابل هاتين الروايتين كان هناك رواية ثالثة من جانب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، حسب ما نقلت مجلة “نيوز ويك“، صباح السبت.
وقالت المجلة إن “البنتاغون” أكد لها أن “الجيش الروسي شن ثاني هجوم معروف له خلال شهرين بالقرب من قاعدة أمريكية في سورية، حيث تكثف القوى المتنافسة المتعددة في الدولة المنقسمة جهودها لدفع الأجندات المتنافسة”.
وأضاف المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية للمجلة أن “القيادة المركزية الأمريكية على علم بالضربة، ولكن ليس لديها معلومات لتزويدك بها بشأن هذا”.
ماذا حصل في يونيو؟
وكانت روسيا قد أعلنت في يونيو / حزيران الماضي، استهدافها لقوات المغاوير في القاعدة، وزعمت وزارة الدفاع، بأن القوات في التنف قامت “باختراق الصحراء السورية سراً، وخططت لهجمات إرهابية على منشآت صناعة النفط في المنطقة”.
وأضافت أن أول ظهور لهذه القوات، كان “في 20 يونيو/ حزيران، وهي تطلق النار على حافلة مدنية على حدود محافظتي الرقة ودير الزور. حيث لقي 14 شخصاً مصرعهم، وأصيب 5 آخرون”.
وأكدت الوزارة، توجيه ضربة وصفتها بـ”عالية الدقة” على القوات في قاعدة التنف، محذرة بأنه “يجب على كل إرهابي أينما يختبئ أن يعرف، ويتذكر أن العقاب قادم”.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية تسجيلاً مصوراً، في ذلك الوقت، قالت إنه لاستهداف قاعدة التنف العسكرية، في حين أعلن “جيش مغاوير الثورة”، أن “قوات مجهولة هاجمت بالطائرات مواقع تابعة له”، مشيراً إلى أنها “غير مجدية، ولم يصب أي أحد من قواتنا بأذى وألحقت أضراراً مادية بسيطة”.
وحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” نشر في تلك الفترة، فإن الإجراءات الروسية، أثارت قلق المسؤولين العسكريين الأمريكيين، والذين يشعرون بالقلق من أن “سوء التقدير قد يتصاعد إلى صراع غير مقصود بين القوات الأمريكية والروسية في سورية”.
“زيارة في المنتصف”
وتقع التنف عند المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، وأيضاً على الطريق السريع بين دمشق وبغداد، والذي كان ذات يوم طريقاً رئيسياً لدخول الشاحنات والإمدادات الإيرانية إلى سورية.
كما تعتبر من أبرز القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في سورية، وسبق أن زارها قادة عسكريون كبار.
وما بين الضربة التي حصلت في شهر يونيو والحالية التي تزعم روسيا تنفيذها شهدت القاعدة العسكرية، الشهر الماضي، زيارة أجراها قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا.
ونشرت الصفحة الرسمية للقيادة المركزية الأمريكية عبر “تويتر”، في 17 من يوليو / تموز الماضي، صوراً للزيارة، وقالت إن الجنرال كوريلا تحدث مع مقاتلي “مغاوير الثورة” حول الضربة الروسية الأخيرة.
وأكد مقاتلو “مغاوير الثورة” لقائد القيادة المركزية الأمريكية، استعدادهم للقتال.
وتزامن ذلك مع تدريبات مشتركة بين قوات “مغاوير الثورة”، والقوات الأمريكية على رامية قذائف “أر بي جي”.
وجاءت التدريبات “بهدف صقل مهارات الجنود، وإبقائهم مستعدين من أجل حماية المدنيين في المنطقة من أي اعتداء”، حسب بيان سابق لـ”جيش مغاوير الثورة”.
المصدر : السورية.نت