قتل عنصران من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، أمس الإثنين، على يد “الجيش الوطني السوري” على خطوط التماس في ريف الرقة (شمالاً)، وفي وقت تحدث فيه إعلام “قسد” عن حشود عسكرية تركية في جبهة عين عيسى، هاجم مسؤول في النظام تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول “المنطقة الآمنة” شمال سورية.
وقالت مصادر مقربة من “قسد”، لـ”العربي الجديد”، إن الجيش التركي قصف، أمس الإثنين، بالمدفعية الثقيلة مناطق متفرقة على محور الطريق الدولي بريف الحسكة الشمالي موقعاً أضراراً مادية.
وأشارت المصادر إياها إلى أن “الجيش الوطني السوري” أطلق صاروخاً موجهاً على عربة عسكرية لـ”قسد” في محور عين عيسى ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر المليشيات وإصابة آخر.
وجاء ذلك بعيد ساعات من تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، تفيد بعزم تركيا على اتخاذ خطوات تتعلق بـ”الجزء المتبقي من الأعمال التي بدأتها لإنشاء مناطق آمنة في عمق 30 كيلومتراً على طول حدودها الجنوبية مع سورية”.
في المقابل، قال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب التابع للنظام، بطرس مرجانة، إن حديث الرئيس التركي عن إنشاء “منطقة آمنة هو حتماً لا شرعي، كما هو الاحتلال التركي لا شرعي”.
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن، التابعة للنظام، أن “مخططات النظام التركي الساعية لضم هذه المناطق والاستيلاء عليها لن يتم السكوت عنها، والدولة السورية كما الشعب السوري، لن يقبلوا ولن يسمحوا بتمرير هذه المخططات.”
وشكك مرجانة في قدرة تركيا على إنشاء المنطقة الآمنة، مؤكداً أن “الحليف الروسي يقف إلى جانب سورية كما الحليف الإيراني، ولا ننسى الصين إذا كنا نتحدث عن الجانب السياسي في هذا الأمر، ومجلس الأمن لا يمكن أن يمرر مثل هذا المشروع أو يوافق عليه، وما يجري لا يعدو محاولة ابتزاز”.
حشود عسكرية
من جهتها، نقلت وكالة أنباء “هاوار”، التابعة لـ”قسد”، عن مصدر ميداني في المليشيات أن الجيش التركي والجيش الوطني يحشدان قوات بالقرب من بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي. وقال القيادي العسكري في “قسد” عكيد قره موغ، إن العديد من القرى على الطريق الدولية في ناحية عين عيسى تتعرض للقصف، مشيراً إلى أنه هناك مخططا تركيا لتطويق عين عيسى نارياً.
وأكدت مصادر من “الجيش الوطني”، لـ”العربي الجديد”، أنه لا توجد حشود جديدة في المنطقة حالياً، والقوات متواجدة في ذلك المحور بكثافة وجرى تعزيزها خلال الأشهر الماضية بهدف الحد من الهجمات التي تقوم بها “قسد” والخروقات الأمنية. وبينت أن الوضع حالياً يعد طبيعياً على خطوط التماس حيث يجري الرد مباشرة على أي خرق من قبل “قسد”، مؤكدة أن القوات هناك جاهزة لأي عمل عسكري ضد المليشيات وفي أي وقت.
وشهدت محاور التماس بين “قسد” والجيش الوطني في الشمال السوري، خلال الأيام الماضية، ارتفاعاً في وتيرة التصعيد والقصف المتبادل الذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية من الطرفين.
وفي الجنوب السوري، قتل شاب جراء هجوم مسلح من مجهولين في بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي. وذكر الناشط محمد الحوراني أن “الاستهداف طاولت الشاب أمام منزله بشكل مباشر قبل أن يفر المهاجمون إلى جهة مجهولة”.
وفي القنيطرة المجاورة أصيب عنصر من شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام بانفجار عبوة ناسفة بسيارته على الطريق الواصل بين بلدتي مسحرة ونبع الصخر بريف المحافظة الأوسط.
المصدر: العربي الجديد