أعلنت السفارة الأميركية في سوريا أنها تشعر بقلق عميق من الهجمات الأخيرة التي استهدفت مكاتب «المجلس الوطني الكردي» المعارض في شمال شرقي البلاد، في وقت نفى «حزب الاتحاد الديمقراطي» مسؤوليته عن الاعتداء على مقرات ومكاتب المجلس والأحزاب السياسية.
ونشر حساب السفارة الأميركية في سوريا تغريده باللغة العربية أمس، جاء فيها: «تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق من الهجمات الأخيرة على عدة مكاتب للمجلس الكردي»، بعد سلسلة هجمات تعرضت لها مقرات ومكاتب «المجلس الكردي» وأحزاب سياسية كردية بينها «الحزب الديمقراطي الكردستاني» و«حزب يكيتي الكردستاني»، في القامشلي والحسكة والمالكية وعين العرب خلال الأسبوع الماضي. وشددت السفارة الأميركية في منشورها على القول إنه «لا مكان للترهيب والعنف في الخطاب السياسي، ونحث جميع الأطراف على الانخراط سلمياً في السعي وراء قرارات تفيد جميع الأطراف المعنية».
بدوره، قال المجلس العام لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري في بيان إن الهجوم التركي على معاقل «حزب العمال الكردستاني» التركي في جبال قنديل التابعة لإقليم كردستان العراق «في ظل الهجوم الشامل الذي يتعرض له شعبنا ومقاتلو الحرية من قبل الفاشية التركية، وبدلاً من أن يقف (المجلس الكردي) ضد سياسة الإبادة هذه، يقوم باتهام حزبنا بحرق مكاتبه وبالإرهاب».
وتطرق بيان الحزب إلى الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا في مناطق نفوذ العمليات التركية شمالي سوريا، قائلاً: «لم يتجرأ (المجلس الكردي) حتى الآن بتصريح ضد الاحتلال التركي للمناطق المحتلة، وما زال مرتبطاً بالائتلاف السوري الذي يمارس سياسة الإبادة بحق شعبنا في عفرين ورأس العين (سركانية) ويغتصب أرضنا».
من جانبه، قال «المجلس الكردي» في بيان نشر على موقعه الرسمي في 20 من الشهر الحالي، إن 10 مسلحين من «حزب الاتحاد» داهموا مكتب «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في مدينة الحسكة في 19 من الشهر الجاري و«قاموا بترهيب المتواجدين في المكتب من أعضاء الحزب والضيوف، وإخراجهم منه تحت تهديد السلاح، قبل أن يقدموا على حرق المكتب بالكامل بعبوات المولوتوف». وذكر البيان أن مجموعة مسلحة ثانية تتبع «حزب الاتحاد» قامت في وقت متأخر من ليل 18 من الشهر الحالي، بحرق مقر «المجلس الكردي» في مدينة المالكية (ديرك) ومكتب «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في بلدة الدرباسية التابعتين لمحافظة الحسكة، بعد كسر الأبواب والنوافذ وإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة عليه، وأقدمت تلك المجموعات على حرق المكتب نفسه مساء اليوم التالي، الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى حرقه بالكامل.
إلى ذلك، كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن اجتماعات بين قيادي إيراني الجنسية وقيادات أجهزة أمنية في الحكومة السورية، بمشاركة شيوخ عشيرة الطيء وقيادات من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في مدينة القامشلي أول من أمس، بهدف تأسيس مجلس عسكري بإشراف مستشارين إيرانيين لمواجهة الانتشار الأميركي و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) شرقي الفرات.
وبحسب المرصد، شارك في الاجتماع نحو 100 شخصية، بينها وجيه من عشيرة الطيء يدعى علي حواس الخليف، وضباط من الجيش السوري، وذلك في مطار القامشلي، حيث اتفقوا على العمل على انخراط أبناء العشائر في التشكيل الجديد. وأكد المرصد أن القيادي الإيراني تعهد بمنح راتب شهري قيمته 200 ألف ليرة سورية (ما يعادل 50 دولاراً أميركياً) لكل عنصر، إلى جانب منحه سلة غذائية وبطاقة أمنية. وسيقوم ضباط من القوات الحكومية بالإشراف على عمليات التدريب للعناصر والمنتسبين.
وتأتي هذه التحركات في ظل استغلال الحرس الثور الإيراني انشغال روسيا في حربها على أوكرانيا، إذ تعمل قواته على توسيع نفوذها واستمالة قوات الحكومة وأبناء العشائر لصالحها.
وذكر المرصد إحصاءات تعداد المجندين لصالح الميليشيات الإيرانية المنتشرة في محافظة الحسكة، وقدر عددها بنحو ألف مقاتل، بينهم 400 من عناصر وقيادات «الدفاع الوطني»، وحوالي 600 من المدنيين وأبناء العشائر. وقال إن عمليات التجنيد تتم بإغراءات مادية ودفع رواتب شهرية مغرية، نظراً لتدهور الظروف الاقتصادية والمعيشية في المنطقة خصوصاً، وسوريا عموماً، حيث بدأ ضباط القوات الحكومية بتدريب المجندين في معسكرات فوج طرطب جنوبي القامشلي.
من جهة ثانية، قالت «شبكة عين الفرات» المحلية، إن عدداً من مقاتلي ميـليشيا «فـاغنر» الروسية وصلوا إلى ناحية أبو راسين الواقعة في أقصى شمالي محافظة الحسكة، بالتزامن مع تصاعد الهجمات التركية العسكرية في المنطقة. وأكدت الشبكة أن عناصر «فاغنر» وصلت إلى قاعدة «المباقر» في تل تمر و«صوامع العالية» في ريفها الغربي، وتجاوز عددهم 100 عنصر قادمين من مطار القامشلي. وأشارت الشبكة إلى أن القيادة العامة لقوات «قسد» طالبت القوات الروسية المنتشرة في الحسكة بتعزيز مواقعها في مناطق التماس، بعد تعرض مواقع «قسد» ونقاطها العسكرية لهجمات بطائرات تركية مسيرة.
المصدر: الشرق الأوسط