يجب عدم السماح لمجرمي الحرب في سورية بنشر أكاذيبهم المضللة على الإعلام البريطاني

د- فاضل مغربي

إن الظهور الاعلامي لمستشارة بشار الأسد “لونا الشبل” على قناة البي بي سي العربية ونشر أكاذيبها المضللة والمروعة بانسيابية مثلى وبدون مواجهة او تحدي كان قد سبب حالة من الصدمة والاستياء لدى الجالية السورية في بريطانيا.
فمن الضروري تذكير القناة والجمهور البريطاني أن لونا الشبل مشمولة بالعقوبات البريطانية على سوريا من عدة سنوات بالاضافة لرأس النظام السوري بشار الأسد وأغلب رموز نظامه، وكانت قد تحدثت مراراً وعلى منابر اعلامية متعددة عن دعم القيادة السورية للغزو الروسي في اوكرانيا، كما وصف الأسد الغزو الروسي على أنه عملية تصحيح مسار تاريخي، كما أنها اعترفت مؤخراً وعلى الإعلام بأن نظام الأسد سيرسل مقاتلين سوريين إلى روسيا للمشاركة في العمليات القتالية الدائرة في اوكرانيا ووصفت هذه الخطوة بأنها رد الجميل للدعم الروسي المقدم لسوريا متناسية أن روسيا والأسد ارتكبوا معاً أكبر الفظائع والجرائم بحق الشعب السوري وأن هؤلاء المقاتلين الذين سيتم إرسالهم لدعم روسيا هم نفسهم من شاركوا بجرائم حرب إنسانية كثيرة ومروعة في سوريا ولايمثلون الشعب السوري إطلاقاً.
خلال الحرب الروسية على اوكرانيا تم نشر الكثير من الفظائع والجرائم التي ارتكبتها روسيا بحق الشعب الاوكراني والتي صدمت العالم بها، نذكر على سبيل المثال لا الحصر إستهداف مشفى التوليد والنسائية في مدينة مايوبول والتي تسببت في مقتل بعض النساء اثناء ولادتهم وتدمير أغلب اركان المشفى ونقل المصابين الى جهة اخرى للعلاج، عمليات متوحشة وكثيرة أرتكبها الجيش الروسي في هذه المدينة أدى إلى تدميرها بالكامل وأصبحت تشبه كثيراً التدمير الهمجي الذي قامت به روسيا بالمشاركة مع قوات الاسد في مدينة حلب، بالاضافة الى تعرض المدنيين للقصف الهمجي وعدم السماح بمغادرتهم المدينة واستهداف قوافل المدنيين أثناء خروجهم منها وعدم السماح بدخول المساعدات الانسانية وتعرض المدنيين العالقين تحت القصف في أماكن سيطرة القوات الروسية لكارثة إنسانية كبيرة ومقلقة لأغلب دول العالم.
لقد وثقت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان الكثير من الإنتهاكات التي قام بها الجيش الروسي في أماكن متعددة من اوكرانيا مثل خيرنيش وخاركيف وحول العاصمة كييف حيث الاعدامات الميدانية للسكان الأبرياء واستهداف المناطق السكنية والبنى التحتية وإستخدام الاسلحة المحرمة دولياً كالقنابل الحارقة والعنقودية والالغام البشرية، بالاضافة الى سرقة المحلات العامة وتدميرها مما دفعها لتصنيف اغلب هذه الانتهاكات على انها ترقى لجرائم حرب ضد الانسانية.
لقد انسحبت مؤخراً القوات الروسية من مدينة بوتشا الواقعة على بعد ٣٧ كم من العاصمة كييف تاركة ورائها دمارا كبيرا لايمكن تخيله في المدينة بالاضافة لجثث كثيرة تقدر أعدادها بالمئات ملقاة في الشوارع مقيدة اليدين والأرجل وعليها علامات التعذيب بالإضافة إلى الطلق الناري في الرأس ومن مسافات قريبة كل هذه الدلائل توحي بجرائم حرب كبيرة تم ارتكابها في هذه المدينة الصغيرة، مما اثار سخط أغلب رؤساء العالم وتاكيد الرئيس الامريكي جو بايدن للمرة الثانية على أن فلاديمير بوتين مجرم حرب ويجب عليه مواجهة المحاكم الدولية، وتوعده بسلسلة جديدة وقاسية من العقوبات وبدعم أكبر للحكومة الاوكرانية للدفاع عن نفسها، كما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن نتائج الغزو الروسي على باتشا لايمكن وصفها وترقى الى جريمة حرب وابادة جماعية.
فبعد تسليط الأضواء على جرائم الحرب والابادة التي يرتكبها الجيش الروسي في اوكرانيا فان كل من يسانده فيها يعتبر متورطاً معه وبالتاكيد موقف رئيس النظام السوري بشار الاسد ومستشارته الخاصة لونا الشبل العلني والمؤيد والداعم لهذه الجرائم يجعلهم متورطين وبشكل لايقبل الشك في جرائم الحرب هذه، حتى انهم مشاركين بها ايضاً عبر ارسالهم عدة دفعات من المقاتلين السوريين عبر شحنهم بالطائرات الروسية من قاعدة حميميم الروسية للمشاركة في العمليات القتالية الدائرة في اوكرانيا.
ولأجل كل الاعتبارات التي تم ذكرها آنفاً فان إتاحة الفرصة لمستشارة الديكتاتور السوري لونا الشبل في الظهور العلني على قناة البي بي سي العربية البريطانية لنشر أكاذيبها المضللة بدون أي نقاش او تحدي لها وانتهاز الفرصة لمدح روسيا في حربها الغاشمة على اوكرانيا فان ذلك لايمكن اعتباره حرية صحافة إنما هو تضليل للرأي العام وتجاوز صريح لعقوبات الحظر المفروضة من الحكومة البريطانية عليها، وتضارب واضح مع الملامح العامة للسياسة الخارجية للحكومة البريطانية والتزاماتها الاخلاقية تجاه الحكومة الاوكرانية وانتهاك لحقوق الانسان وتجاهل تام للكارثة الانسانية التي يعيشها الشعب الاوكراني.
لذلك فان الجالية السورية في بريطانيا تطالب الحكومة البريطانية بفتح تحقيق عاجل في هذا العمل الاعلامي الدنئ وايقاف المتورطين به عن العمل واحالتهم الى القضاء بتهمة التضليل الاعلامي المتعمد والمنافي للاخلاق والمسيء لسمعة الحكومة والشعب البريطاني المتعاطف جداً مع الشعب الاوكراني ولمراقبة عمل القناة في المستقبل وعدم السماح لها بارتكاب مثل هذه الممارسات الدنيئة مجدداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى