سفير إسرائيلي سابق يطالب بإنتهاز فرصة إحتضان الأسد عربياً

قال السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إسحاق ليفانون إن استقرار سوريا وعودتها إلى حضن جامعة الدول العربية، هو مصلحة إسرائيلية، وإن كان ذلك بثمن احتضان “مجرم الحرب” زعيم النظام السوري بشار الأسد.

وقال ليفانون في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم” ترجمه موقع “عربي 21″، إنه “إذا كانت التقارير عن المبادرة لتهيئة (تبييض) بشار الأسد للعودة إلى حضن العالم العربي مقابل طرد الإيرانيين من بلاده صحيحة، وارتعدت فرائص إسرائيل تجاهها لدرجة الاعتراض، فسيكون هذا تفويتاً للفرصة، وهذا ليس أول تفويت للفرص”.

واعتبر أن هناك “فجوة غير مفهومة بين قدرات إسرائيل على أخذ المبادرة العسكرية وبين قدراتها الضيقة في المبادرات السياسية، فالتقدير بأن الأسد غير قادر على أن يخرج الإيرانيين من سوريا يعتمد على قراءة قديمة للواقع السوري، ففي الشرق الأوسط كانت في الماضي مفاجآت، بينما لم يقدّر كل الباحثين والسياسيين، وليس فقط في الجيش، هذا الاحتمال”.

وأضاف أن “كل المحللين في حينه، قضوا بأنه لا توجد قوة في العالم تخرج السوفييت من بلاد النيل، فجاء الرئيس المصري الراحل السادات، وبمفاجأة تامة طردهم”. وتابع: “السوريون أنفسهم سيطروا لسنوات عديدة في لبنان بشكل مطلق وبيد ممدودة، وهنا أيضا قالوا إنهم لن يغادروا أبدا، فلبنان في نظرهم جزء من سوريا، ولكن اللبنانيين فاجأوا السوريين وطردوهم من بلادهم”.

وقال إن “السؤال؛ إذا ما نشأ في سوريا واقع مختلف عما اعتدنا عليه، وأعتقد أنه نعم، فإنه من كون إيران شريكاً استراتيجياً منذ عهد حافظ الأسد، تحولت إلى عبء على إعمار سوريا”.

ورأى ليفانون أن “مصر والأردن والعراق والإمارات والمغرب والبحرين، معنية بإعادة سوريا إلى حضن العالم العربي، وهم يعلنون ويعملون على تحقيق ذلك، والأسد يفهم أنه ليس إيران ولا الصين ومعها روسيا، يمكنها أن تعيد بناء دولته المدمرة، الغرب وحده يستطيع ذلك”.

وأكد أن “سوريا مستقرة تسهم كثيرا في استقرار الشرق الأوسط، ولكن على ألا نقع في الخطأ، فالأسد مجرم حرب وما فعله بشعبه لا يغتفر، وإذا أدى الواقع الجديد الناشئ إلى تغيير جوهري في سوريا، ومن هنا أيضا في الشرق الأوسط، فإنه يمكن جلب الأسد إلى المحاكمة في المستقبل عندما تستقر سوريا”.

ولفت الدبلوماسي إلى أن “الأسد يرى كيف تتبلور جبهة ضد إيران، ويفهم أنه لن يتمكن من الوقوف جانباً لوقت طويل، وإسرائيل مدعوة لأن تأخذ جسارة سياسية في هذا الموضوع وتحقق إنجازاً سياسياً آخر في الشرق الأوسط، الذي كان مسدوداً في وجهها سنوات طويلة، ويحتمل ألا تقود تل أبيب الخطوة، ولكن يمكنها ألا تعرقلها”.

والأحد، كشفت “إسرائيل اليوم” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أوقف أخيراً مبادرة إقليمية روّج لها سلفه بنيامين نتنياهو، لإعادة الأسد إلى جامعة الدول العربية، عبر مبادرة إقليمية تفرض في المقابل على الأسد توقيع اتفاق يلزمه ب”سحب القوات الإيرانية” من سوريا.

وذكرت الصحيفة أن فكرة المبادرة “كانت قائمة على المصالحة الدولية بعد انتصار الأسد في الحرب الأهلية”، مقابل اتفاق القوى معه على انسحاب إيران من سوريا.  وقالت إن نتنياهو شرع منذ 2019 في تمرير هذه المبادرة المزعومة المبنية على فكرة قبول المجتمع الدولي بانتصار حكومة الأسد في الحرب، مقابل إبرام اتفاق معه على سحب القوات الإيرانية من بلده.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله إن حكومة بينيت “تعتبر هذه الخطة غير قابلة للتحقيق بسبب قناعتها بأن الأسد ليس قادراً على طرد الإيرانيين من سوريا”.

 

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى