كشفت تقارير إعلامية سورية عن تعرض قائد “الحرس الثوري” الإيراني في شرق الفرات، ونائب القائد العام لـ “الحرس الثوري” في عموم سوريا، الحاج مهدي، لمحاولة اغتيال أثناء زيارته لمركز ثقافي في مدينة دير الزور، وذلك بعد عام على إصابته في البادية السورية.
وجرى الكشف عن محاولة الاغتيال، في تقرير نشرته شبكة “دير الزور 24″، بعد زيارة الحاج مهدي إلى مركز نصر الإيراني في شارع بورسعيد في مدينة دير الزور، حيث قام بركن سيارته أمام منزله الجديد في حي الرصافة الذي يخضع لسيطرة الميليشيات الإيرانية، وقالت الشبكة إنه “اثناء عودته عُثر على عبوة ناسفة أسفل سيارته وهي “بيك آب” من نوع تويوتا من قبل مرافقيه، بينما تأكد من خلوّ سياراته الأخرى من نوع شاص وأخرى بيك آب وتاكسي أفانتي من أي عبوات أو ألغام.
وردّاً على اكتشاف العبوة وتحسباً من وجود تهديدات أخرى قد تطاول حياة الحاج مهدي، أخلت قوات “الحرس الثوري” المكان بشكل سريع، وقامت بتفتيش حي الرصافة الذي يعتبر من الأحياء المدمرة وغير المأهولة بالسكان.
وفي أعقاب ذلك، حصل استنفار عام وتمّ استدعاء جميع العناصر التابعين لـ”الحرس الثوري” الإيراني للحضور إلى مركز نصر، ووفق الشبكة نفسها، فقد وجه الاتهام بمحاولة اغتيال الحاج مهدي إلى عناصر تابعين لإيران. علماً أنه كان تعرض مطلع العام الماضي لإصابة بليغة في البادية السورية جراء انفجار لغم أرضي بالسيارة التي كان يستقلها.
ويُعد الحاج مهدي من القياديين القدامى في سوريا، ومن كبار قيادات “الحرس”، وشارك في معركة طرد “داعش” من الميادين والبوكمال برفقة قاسم سليماني، وهو مسؤول التعيينات في دير الزور والرقة والبوكمال والبادية، ومسؤول التفاوض والاجتماع مع الضباط الروس وقوات النظام.
وتعمل الميليشيات التابعة لـ”لحرس الثوري” الإيراني، كمركز إداري وعسكري ومالي للميليشيات المدعومة من إيران في محافظة دير الزور، ويترأس الحاج مهدي، وهو قائد عسكري إيراني الجنسية، إحدى هذه الميليشيات التي تتمركز في المدينة والمنطقة الشرقية، ويتركز ثقلها في مدينة الميادين شرق دير الزور، حيث ينتشر نحو 3000 عنصر من “الحرس الثوري” في المدينة.
ويقع أكبر مقر لميليشيا “الحرس” في المنطقة الشرقية قرب مشفى الأسد جنوب مدينة دير الزور، ويضم أكثر من 400 عنصر جميعهم من السوريين من مختلف المحافظات. وفي كثير من الأحيان، تقوم الميليشيات التابعة لـ”الحرس” بتسهيل نقل البضائع المجهولة والمشبوهة. وفي الآونة الأخيرة، أثارت إحدى عمليات البضائع بعض المخاوف عندما قام “الحرس” بفرض طوق أمني وقت وصول إحدى الشحنات، وتوقفت مركبات التوصيل في مستودع تابع لـ”الحرس” يحتوي على رافعة من طراز “بوم”.
أبرز القياديين الأجانب في “الحرس”
في غضون، ذلك كشفت شبكة “نداء الفرات” وهي شبكة متخصصة بتغطية أخبار المنطقة الشرقية ومتابعة نشاط الميليشات الإيرانية، عن أسماء أبرز القيادات الأجنبية والمحلية التي تتولى مناصب مهمة في ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني في محافظة دير الزور.
وبحسب شبكة “نداء الفرات” التي استطاعت الحصول على معلومات خاصة عن أسماء العديد من قيادة الميليشيات الإيرانية من الجنسية الأجنبية، يشغل الحاج مهدي منصب القائد العام لجميع الميليشيات العاملة بدير الزور الذي تعرض لمحاولة اغتيال. ويتولى المدعو كميل الإيراني منصب نائب الحاج مهدي ومسؤول العلاقات العامة، وهو كان قائداً عسكرياً لمعظم الحملات العسكرية في المنطقة.
ويُعد المدعو أميري مسؤول الإمداد العسكري، أما مسؤول التدريب والمعسكرات فيدعى آزاد، فيما يتولى المدعو كميل اللبناني القيادي في “حزب الله” اللبناني مسؤولية الإعلام العام في الميليشيات. أما مسؤول الصحة، فيدعى إحسان فيما يتولى الحاج رضا مسؤولية الديوان والذاتية. الحاج أحمد هو قائد الميليشيات في الميادين والحاج عسكر قائد الميليشيات في البوكمال وينوب عنه المدعو سجاد الإيراني.
القادة المحليون ركيزة إيران في المنطقة
ويعتبر القادة المحليون في الميليشيات الإيرانية ركيزة إيران في المنطقة؛ إذ إنهم ساهموا في تغلغل الميليشيات الإيرانية بين السكان المحليين باعتبارهم صلة وصل بين العناصر الأجانب وأبناء البلد. ومن هؤلاء الذين كانوا مطية إيران في سوريا، المدعو عامر الحسين مسؤول العلاقات العامة في المركز الثقافي الإيراني بدير الزور وراشد الفيصل منسق المركز ومروّج التشيّع في المنطقة، فيما يشغل المدعو طارق ياسين المعيوف، منصب قائد ميليشيا “حزب الله” السوري في بلدة حطلة بريف دير الزور. أما ياسر حسين الرجا، فهو منسق الحسينيات ودور التشيّع، وتوكل إليه كل الأنشطة الشيعية في دير الزور، إضافة إلى المدعو داوود الطوكان المنسق العام لميليشيا “هاشميون” بدير الزور. وهناك قادة ميدانيون أبرزهم سامر صوفان، وفراس الهنيدي قائد ميليشيا زين العابدين، ومسعود العباس قائد ميليشيا أبو الفضل العباس في الميادين، وأبو عيسى الحمدان، قائد الفوج 47 التابع لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في مدينة البوكمال، وآخرون أيضاً كانوا أعواناً للمحتل الإيراني، وذلك وفق الشبكة نفسها.
المصدر: النهار العربي