تعافي طبقة الأوزون أبرزها.. آثار “كورونا” الإيجابية على الأرض

أثر فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) على الحياة البيئة في الأرض بشكل إيجابي لم يكن متوقعًا. واكتشفت أبحاث مختصين وراصدين لتطورات البيئة في الكوكب أن تفشي الفيروس الذي أرعب العالم له وجه إيجابي، إذ حصلت تغييرات إيجابية على البيئة، من ضمنها انخفاض التلوث في الهواء، وتعاف في طبقة الأوزون.

انخفاض مستوى التلوث الهوائي.. العمل من المنزل سببًا

انخفضت مستويات تلوث الهواء في بعض المدن والمناطق بشكل ملحوظ جراء منع فيروس “كورونا” الأشخاص من السفر، أو التوجه إلى العمل، والحجر المنزلي.

ووفقًا لتقرير نشرته “BBC“، في 19 من آذار الماضي، قال باحثون في مدينة نيويورك الأمريكية، إن الدراسات المبكرة شهدت انخفاضًا حادًا بنسبة أول أكسيد الكربون، الذي تنتجه بشكل رئيسي السيارات، وصلت لـ 50% مقارنة بعام 2019.

كما شهدت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تسهم في تغير المناخ من خلال تدفئة الكوكب، انخفاضًا في زمن “كورونا”.

قد تكون النتائج أولية وخاصة في أمريكا، لكنها مشابهة للتأثير البيئي الملحوظ في الصين وإيطاليا، حيث تستمر عمليات الإغلاق والحجر فيها.

ووفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، فقد كشف القمر الصناعي “كوبرنيكوس سنتينل-5 بي” (Copernicus Sentinel-5P)، انخفاض تلوث الهواء فوق إيطاليا، وخاصة انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2).

مدير مهمة القمر الصناعي، كلود زينر، قال إن “انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين فوق وادي بو في شمال إيطاليا واضح بشكل خاص”.

في الصين، وجد الباحثون انخفاضًا في الإنتاج بنسبة 15% إلى 40%، عبر القطاعات الصناعية الرئيسية في البلاد، بما في ذلك الفحم ومصافي النفط والرحلات.

وانخفض استهلاك الصين من الفحم بنسبة 36%، منذ 3 من شباط إلى 1 من آذار الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وكتبت محللة في مركز البحوث، لوري ميلليفيرتا، في 19 من شباط الماضي، “من المحتمل أن يكون هذا قد قضى على ربع أو أكثر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وهي الفترة التي كان من المعتاد استئناف النشاط فيها بعد عطلة العام الصيني الجديد”.

وبحسب “مجموعة المناخ“، فإن العمل من المنزل مفيد للبيئة، فلديه القدرة على تقليل أكثر من 300 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويًا.

طبقة الأوزون تتعافى

أفادت دراسة جديدة نشرت في مجلة “Nature” العالمية، في 25 من آذار الماضي، بأن طبقة الأوزون مستمرة في الشفاء ولديها القدرة على التعافي بشكل كامل.

طبقة الأوزون التي تعتبر الدرع الواقي في طبقة الستراتوسفير للأرض تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إليها من الشمس، ومن دونها سيكون من المستحيل تقريبًا لأي شيء أن يعيش على هذا الكوكب.

وذكرت الدراسة أنه في الماضي تسبب الاستخدام البشري مواد مركبات الكربون الكلورية فلورية (CFCs)، بحدوث ضرر هدد حياة طبقة الأوزون، إلى أن اعتمدت عام 1987 معاهدة دولية سميت “بروتوكول مونتريال” لحظرها.

المؤلفة الرئيسي للدراسة، وأحد أعضاء “الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي” (NOAA)، أنتارا بانرجي، قالت لصحيفة “independent” في 27 من آذار الماضي، “وجدنا علامات على تغيرات مناخية في نصف الكرة الجنوبي، وتحديدًا في أنماط دوران الهواء”.

ما نراه هو أن هناك “شد حبل” بين استرداد الأوزون، الذي يسحب التيار النفاث في اتجاه واحد (إلى الشمال)، وارتفاع ثاني أكسيد الكربون، الذي يسحب في الاتجاه الآخر (إلى الجنوب).

وربطت الباحثة في نتائج دراستها بين تطبيق المعاهدة الدولية التي دفعت لتحسن الطبقة الحامية للأرض، وبين تأثير ثاني أكسيد الكربون عليها أيضًا، الذي زاد من دور المعاهدة الدولية في تعافي طبقة الأوزون.

القنوات المائية نقية

أصبحت القنوات المائية في مدينتي البندقية الإيطالية وإسطنبول التركية أكثر نقاء وشفافية مما كانت عليه قبل فيروس “كورونا”.

تداول بعض من أهالي مدينة البندقية في إيطاليا صورًا للقناة الموجودة في المدينة، تظهر نقائها إثر توقف القوارب المسببة للتلوث في العادة.

وصار من السهل على المارة مشاهدة الأسماك وقاع القناة، ما دفعهم لتصويرها ونشرها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

كذلك سبب تغير لون مياه قناة “البوسفور” في مدينة إسطنبول من الأزرق إلى الفيروزي الصدمة لعديد من الأهالي في المدينة، أرجعها البعض لقلة سفن النقل العامة في المدينة، والبواخر التي تعبرها، بسبب الحظر المفروض جراء فيروس “كورونا”.

لكن قناة “TRT” التركية ذكرت أن هذه الواقعة تتكرر سنويًا لأسباب تتعلق بالطبيعة.

واضطرت الأمم المتحدة إلى تأجيل أي محادثات حول تغير المناخ حتى نهاية نيسان الحالي على الأقل، كجزء من الجهود المبذولة لاحتواء فيروس “كورونا”، الذي يمكن أن يؤثر على سير 12 اجتماعًا آخر.

كما تأجلت قمة المناخ بين الاتحاد الأوروبي والصين، ومؤتمر الأمم المتحدة الحيوي للتنوع البيولوجي لعام 2020، المقرر عقده في تشرين الأول، مازال مصيره غير مؤكد.

وصلت أرقام فيروس “كورونا” في العالم حتى إعداد التقرير، إلى مليون و792 ألف إصابة، منها 110 آلاف حالة وفاة، و688 ألفًا و766 حالة شفاء.

 

المصدر: عنب بلدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى