كشفت صحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية، الاثنين، أنّ إسرائيل هاجمت مواقع تطوير أسلحة كيميائيّة في سورية في 8 حزيران (يونيو) الماضي.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر استخباراتية وأمنية مطلعة على الموضوع قولها إنّ “الهجوم يأتي في إطار مساعي لوقف محاولة سوريا استئناف إنتاج غاز الأعصاب”.
وأمر المسؤولون الإسرائيليون بشن الغارة، بناءً على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الحكومة السورية كانت تحصل على سلائف كيميائية وإمدادات أخرى ضرورية لإعادة بناء الأسلحة الكيميائية التي تخلت عنها ظاهرياً قبل ثماني سنوات، وفقاً لأربعة مسؤولين حاليين وسابقين في الاستخبارات الأميركية والغربية تحدثوا الى الصحيفة الاميركية.
وأوضح المسؤولون أن الهجمات عكست المخاوف الخطيرة داخل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، بعد نجاح محاولة الجيش السوري في استيراد مادة كيميائية رئيسية يمكن استخدامها لصنع غاز السارين القاتل، مضيفين أن المخاوف تنامت عندما اكتشف عملاء الاستخبارات نشاطاً في مواقع متعددة يشير إلى جهود لإعادة تطوير الأسلحة.
وفي 5 آذار (مارس) 2020، استهدفت غارتان اسرائيليتان فيلا ومجمعاً في جنوب شرق مدينة حمص، المركز السابق لإنتاج الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وارتبط استهداف الفيلا مباشرة بشراء سوريا كمية كبيرة من مادة فوسفات ثلاثي الكالسيوم، التي يمكن تحويلها إلى مادة ثالث كلوريد الفوسفور، المحظور استيرادها إلى سوريا. وأكدت المصادر الغربية أن اعتراضات الأجهزة الاستخباراتية في الأشهر التي أعقبت الهجوم كشفت مواقع إضافية.
واستهدفت غارة 8 حزيران (يونيو) المخازن العسكرية المحصنة قرب الناصرية، وموقعين إضافيين قرب حمص. وأعلنت تقارير إعلامية سورية وقوع سبع ضحايا عسكريين، ومنهم العقيد السوري أيهم إسماعيل.
ورداً على طلب للتعليق، لم يؤكد المسؤولون الإسرائيليون الهجمات ولم يوضحوا أسبابها. وفي حينه، نددت سوريا بشدة بالهجمات الإسرائيلية. ونفى المسؤولون الحكوميون مراراً استخدام أسلحة كيميائية أو صنعها منذ عام 2013.
وتعتبر إسرائيل احتمال إعادة بناء برنامج أسلحة كيميائية في سوريا تهديداً مباشراً لأمنها. وفي وقت شاع أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه عشرات المرات منذ بداية الحرب السورية، كانت الترسانة الكيميائية السورية مخصصة لحرب مستقبلية مع إسرائيل.
المصدر: النهار العربي