ما اصعب ان يوضع امامك خياران ..
الكرامة و الوفاء او النفي و الاقتلاع من وطنك و عائلتك و كل أشياءك التي تحبها
ليلة من ايلول ١٩٨٦ دعيت إلى البوريفاج بعد اصداري بيان يدين مجازر صبرا و شاتيلا رغم أن الصراع على أشده بين نظام الاسد و مخابراته التي قهرت بيروت و بين الزعيم ابو عمار فقد كنت اتمتع ببعض الاحترام من القيادة العسكرية السورية التي تقدر مساندتي لقوات الردع على محاور العاصمة يوم الاعتداء عليها عام ١٩٧٨ و ايضاً الملاحقة التي تعرضت لها نتيجة مواجهة بشير الجميل في ١٢ ايلول دفاعا عن راس النبع .. خلاصة القول وجدت نفسي في مكتب العقيد داغستاني و العميد علي حمود ينتظر في غرفته الجانبية كان برفقتي احد المتعاونين معهم الذي ابلغني بضرورة الحضور و اصطحبني اليهم المهم في الحديث معهم مطلوب موقف ببيان يدين الزمرة العرفاتية و خيانة ابو عمار للشعبه و فلسطين طبعاً لا تناقش في الامر رغم محاولة التملص و المراوغة تم الامر بالوعد على اصدار هذا الموقف ببيان للصحف في اليوم التالي و لكن عند ظهر الغد قررت فوراً السفر الى فرنسا تهرباً من عار شتم القيادة الفلسطينية لاتبلغ بعد وصولي قراراً بمنعي من العودة الى بيروت طالت لنحو ١٧ عاماً امضيت معظمها في الضيافة الفلسطينية.
رحل الاختيار و سبقه الاسد و رحل سدنة البوريفاج و مضت السنين سريعاً و لكني ربحت كرامتي و عدت الى بيروت مرفوع الراس على اكف الاوفياء من اخوان.