ما حقيقة إنزال أميركي في مناطق النفوذ التركي بسورية وإجلاء خلية تجسس؟

جلال بكور

نفّذت قوات تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، مساء أمس، عملية إنزال جوي سريعة ومفاجئة، في مناطق النفوذ التركي بناحية رأس العين في ريف الحسكة الشمالي شمال سورية، جرى خلالها اعتقال ستة أشخاص تتضارب الأنباء بين انتمائهم للتنظيم وعملهم كمخبرين لفائدة التحالف الذي تقوده واشنطن.

وقالت مصادر مقربة من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، لـ”العربي الجديد”، إن الأشخاص المعتقلين كانوا ينتمون سابقا لتنظيم “داعش”، وبينهم سعودي وأسترالي، فيما تحدثت مصادر أخرى عن إجلاء خلية تجسس كان الجيش التركي يلاحقها في المنطقة.

وأوضحت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن ثلاث طائرات مروحية من نوع “أباتشي” داهمت حي الحوارنة شمال مدينة رأس العين ومنزلا في قرية علوك قرب رأس العين، واشتبكت مع مجموعة أشخاص ثم اعتقلت ستة آخرين من المنطقتين واقتادتهم إلى قواعد التحالف في الحسكة.

وزعمت المصادر المقربة من “قسد” أن الجيش التركي و”الجيش الوطني السوري” كانا يلاحقان خلية تجسس تعمل لصالح التحالف في مناطق النفوذ التركي، وعند اكتشاف أمر الملاحقة عمدت قوات التحالف إلى عملية إجلاء لتلك الخلية.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الخلية كانت سابقا تعمل لصالح التحالف ضمن تنظيم “داعش”، ومهمتها رصد تحركات الفصائل المتشددة أو الأفراد الذين كانوا منتسبين سابقا لتنظيم “داعش”.

في الأثناء، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم بعملية التحالف الدولي كانوا عناصر في فصيل “أحرار الشرقية” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” وكانوا قبل ذلك عناصر في تنظيم “داعش”، ويعملون في الوقت الحالي كمخبرين للتحالف الدولي.

وذكرت مصادر أخرى لـ”العربي الجديد”، أن الخلية كانت تعمل لصالح قوات التحالف الدولي، وإجلاءهم جرى بالتنسيق مع القوات التركية، خوفا من قتل الخلية على يد فصائل من “الجيش الوطني السوري” التي تتهم الخلية بإعطاء التحالف إحداثيات تعرضت على إثرها لقصف كبدها خسائر بشرية.

ونفت المصادر وجود أي علاقة لـ”قسد” بعملية الإجلاء أو الإنزال الجوي، مؤكدة أن ما نشره موالون لـ”قسد” عن قيام قواتها الخاصة بالعملية عار عن الصحة.

وكانت مصادر “العربي الجديد” قد أفادت، أمس، بأن “الجيش الوطني السوري” أطلق، بالتعاون مع الجيش التركي، عملية أمنية في ناحية رأس العين، بهدف إلقاء القبض على خلية أمنية تعمل لصالح التحالف الدولي و”قسد”، وجرى على إثرها اشتباكات أدت إلى خسائر مادية في ممتلكات المدنيين.

بدوره، نقل موقع “الخابور” المحلي عن نشطاء محليين أن أفراد الخلية المذكورة يعملون لصالح ضابط في القاعدة الأميركية بحقل العمر في دير الزور، وكانوا قد زوّدوا التحالف بمعلومات عن مقرات “الجيش الوطني” وقادته، وقاموا بتزويد التحالفَ بإحداثيات المواقع التي استهدفت أخيرا في منطقة “نبع السلام”.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى