أرسلت روحي

نادر شاليش

أَرْسَلْتُ رُوْحِيْ إلَى دَارِيْ تَطوف بِهَا … لَمَّا خُطَانَا إِليْهَا مالَهَا سُبُلُ

أَنْ تَسْأَلَ الدَّارَ إِنْ كانَتْ تَذَكَّرُنَا … أَمْ أَنَّهَا نَسِيَتْ إذْ أَهْلُهَا رَحَلُوا

أَنْ تَسْأَلَ السَّقْفَ هَلْ مَازَالَ مُنْتَصِبَاً فَوْقَ الجِدَارِ شُمُوْخَاً رُغْمَ مَا فَعَلُوْا

أَمْ أَنَّهَا رَكَعَتْ للأَرْضِ سَاجِدَةً … تَشْكُو إِلى اللهِ فيْ حُزْنٍ وَتَبْتَهِلُ

أَنْ تَسْأَلَ النَّخْلَ هَلْ أَكْمَامُهُ نَضَجَتْ أَنْ تَسْأَلَ التِّيْنَ وَالزَّيْتُونَ مُتَّصِلُ

أَمَّا القطُوْفُ مِنَ الأَعْنَابِ دَانِيَةٌ … مِثْلَ اللآَلِئِ كَالْحَوْرَاءِ تَكْتَحِلُ

أَمْ شَجْرَةُ التُّوْتِ وَالأَغْصِانِ فَارِعَةٌ … نَاءَتْ بِحَمْلٍ وَقَدْ طَابَتْ بِهَا الاكل

هَيْهَاتُ يَادَارُ أَنْ تَصْبُو الحَيَاةُ بِنَا … وَيَرْجِعُ الْجَمْعُ بَعْدَ النَّأْيِ مُكْتَمِلُ

لَكِنَّ رُوْحِيْ سَتَبْقَى فِيْهَا سَاكِنَةً … مَالِيْ بِأَطْمَةَ لا شَاةٌ ولا جَمَلُ

إِنْ مِتُّ يَادَارُ أَوْ طَالَ الفِرَاقُ بِنَا … فَالصَّبْرُ يَادَارُ لاَ يَضْعُفْ لَنَا أَمَلُ

لابُدَّ لِلَّيْلِ مِنْ صُبْحٍ يُبّدِّدُهُ … وَيَسْطَعُ النُّوْرُ وَالظَّلْمَاءُ تَرْتَحِلُ

وَيَرْجِعُ الحَقُّ فَوْقَ الكَوْنِ عَالِيَةً … رَايَاتُهُ البِيْضُ لَاكُفْرٌ وَلَا دَجَلُ

عَلَائِمُ الصُّبْحِ قَدْ لَاحَتْ مُبَشِّرَةً .. لَمْ يَبْقَ فِيْ السَّاحِ لَا عُزَّى وَلَا هُبَلُ

فَأَوَّلُ النَّصْرِ لِلأَوْثَانِ نَكْسِرُهَا … فِعْلُ الخَلِيْلِ وَفِعْلُ المُصْطَفَى مَثَلُ

أَوْ فِيْ حَمَاْةَ يَدُوْسُ النُّصْبَ نَعْلُهُمُ … وَالْجَحْشُ يَصْعَدُ عَنْ تِمْثَالِهِمْ بَدَلُ

يَالَلْتَّفَاهَةِ ظَنُّوْا أَنَّنَا بُهُمُ … مَا لِلصَّدَارَةِ فِيْ أَوْسَاْطِنَا رَجُلُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى