رئيس البرلمان السابق: موريتانيا مهددة كدولة ولا بد من الحوار لتداركها

عبد الله مولود

يواصل مسعود ولد بلخير رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في موريتانيا ورئيس البرلمان السابق صب تصريحاته المتشائمة جدا حول واقع موريتانيا ومستقبلها الغامض حسب رؤيته، داعيا لتداركها عبر “حوار وطني شامل للجميع ومفتوح أمام جميع المواضيع دون تابوهات”.

وأكد ولد بلخير وهو رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي المعارض في مقابلة مع وكالة “الأخبار” الموريتانية المستقلة “أنه حذر الرئيس الغزواني خلال لقائهما الأخير من أن موريتانيا لم تعد موجودة كدولة، وأنها مقبلة على الانفجار: فشريحة الزنوج، حسب قوله، تشعر بالكثير من الضيق، وأصبح نشطاؤها يتحدثون عن الحكم الفيدرالي، بل وحتى عن الانفصال عن موريتانيا، وكذلك سكان الشمال مثلهم، فمنذ فترة وهم يتحدثون عن الانفصال”.

وقال “كما حدثت الرئيس الغزواني عن تخوفي من أن يكون استعراض الجزائر الأخير لعضلاتها، وكذا ما حدث في معبر الكركرات قبل أشهر يمكن أن يدفع بعضهم لأن ينتهز هذه الفرصة، ويتعاون مع الجزائريين والصحراويين ويعلن انفصال الشمال عن موريتانيا، فأهل الشمال يتحدثون منذ فترة أنهم تعبوا من حمل موريتانيا على ظهورهم، وأنهم يريدون أن يكونوا أمة وحدهم، وأكدت له أن الكثير قيل في هذا المجال”.

وأوضح بلخير “أنه شدد للرئيس الغزواني التأكيد على أن الوضع الذي تمر به موريتانيا لا يمكن أن يتداركه إلا الحوار، وأن عليه أن ينظم هذا الحوار ليضع حدا لهذه التحديات، وأن يتدارك موريتانيا قبل فوات الأوان”.

وأضاف “أكدت له بناء على ذلك ضرورة تنظيم حوار سياسي يتناول كل القضايا بما ذلك قضية تلاشي موريتانيا، وأوصيت بأن يشارك الجميع دون أي إقصاء في هذا الحوار، وبأن يشارك فيه السياسيون والمجتمع المدني والعلماء والأطر والحكماء، وإذا اتفقوا على برنامج جديد يجمع كل الموريتانيين، فيمكنه حينها أن يلغي برنامجه المسمى “تعهداتي”، ويتبنى البرنامج الجديد الذي يجمع كل الموريتانيين، ويعتمد مخرجات الحوار برنامجا، ويباشر تنفيذه”.

وتابع “قلت إنه إذا تمكنت من تنفيذ هذا البرنامج خلال مأموريتك الأولى فبها ونعمت، وإذا لم تتمكن من ذلك فستكون هذه فرصة له لطلب مأمورية ثانية”.

وحول الموضوعات التي يرى ولد بلخير أنها يجب أن تكون أولوية، في حال تم تنظيم الحوار، قال أول موضوع نريد طرحه في حال إقامة هذا الحوار هو الوحدة الوطنية، والوحدة الوطنية تعني بالنسبة لي أن تعطى لكل الشرائح مكانتها في الدولة، وخصوصا الزنوج، والحراطين، وغيرهم من الفئات المهمشة، وأن يتم نقاش كل هذه الملفات بصراحة، وشفافية، ودون لف ولا دوران، فقد مللنا التلاعب واللف والدوران”.

وقال “حين تكون هناك وحدة وطنية ومساواة، ويزرع الاطمئنان في قلوب المواطنين المهمشين والمعزولين، فإن الباقي كله سهل، وسيخف ضرره”.

وعن تقييم حصيلة سنتين من حكم الرئيس محمد ولد الغزواني، بعد مضي نسبة 40% من مأموريته، أوضح مسعود ولد بلخير “أنه إذا كان التقييم على 100، فإن نسبة فشل مأمورية ولد الغزواني هي 99.99%، وإذا كان هناك بصيص إنجاز، فإنه يتعلق بالتغيير الذي أحدثه في العلاقة مع المعارضة، لأنه كانت هناك كتل معارضة في حالة قطيعة وصدام مع النظام السابق، وهذا يحسب لولد الغزواني، وهو الذي جعلني أترك النسبة المتبقية للإنجاز”.

وقال “فيما عدا ذلك، أرى أن خيبة الأمل ظلت سائدة، فنحن في الواقع لم نر أي تغيير ملموس في النمط التسييري الذي كان قائما خلال العشرية التي حكمها الرئيس السابق، والرجال الذين اعتمد عليهم، وأسس عليهم نظامه، هم أنفسهم الذين كانوا في نظام سلفه، كما أن الفساد منتشر كما كان بنسبة كبيرة، وإذا لم يكن قد تجاوز الدرجة التي كان فيها خلال العشرية، فليس دونها قطعا”.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من طرف أنصار الرئيس الغزواني ومن الساسة الذين اعتبروها تصريحات موغلة في التشاؤم.

وكتب الإعلامي الشيخ بكاي وهو من أنصار الرئيس الغزواني رادا على رئيس البرلمان السابق “أحترمك أيها الزعيم مسعود ولد بلخير، وكنت مرة من ناخبيك، وظللت على الدوام أعتبرك زعيما وطنيا من الحجم الكبير، لا جديد؛ سأحتفظ لك بذلك؛ فقط، قرأت خبرا صيغ استنادا إلى ما قال موقع إخباري إنه مقابلة معك، ذاك رأيك ولا ألومك عليه، سألوم فقط من قد يؤثر فيه الكلام المنسوب إليك”.

وأضاف “موريتانيا أيها “السياسيون” موجودة فعلا، وليست مهددة في وجودها، ولا تمر بأي “أزمة سياسية؛ والحقيقة أن في موريتانيا الكثير من المشاكل التي من أعظمها وجود العديد من “الدكاكين السياسية” التي تعيش على الفئوية والعرقية والقبلية والجهوية، ووجود أنظمة حكم  تمول هذه الدكاكين، وتشجعها على الانتشار والتنافس في التطرف بمنح الامتيازات والوظائف”.

وتابع الشيخ بكاي “أقبل بوجود نوع من الغبن وعدم تكافؤ الفرص، لكنه مشكل بلا لون ولا فئة ولا عرق أو قبيلة، إنه يضربنا كلنا؛ ينتهج الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سياسة الباب المفتوح، وهي سياسة آتت أكلها انسجاما سياسيا وحالة هدوء وقبولا متبادلا”.

 “غير أن الرئيس، يضيف الشيخ بكاي، يرتكب خطأ جسيما إذا هو قبل الابتزاز وانصاع إلى الوقوع في أجواء وهمية يخلقها البعض من أجل تسجيل نقاط في سجل المصالح الشخصية أو الفئوية أو العرقية، فالتشاور مطلوب، وهو سنة حسنة، لكن التشاور بمعنى الاستماع إلى آراء أكثر هي قربا إلى الخبرة، ولا ينبغي إطلاقا السماح بأي إملاءات أو إثارات ذات صلة بالأعراق والفئات. والمطلوب أيضا وفي شكل ملح، أن نتوقف عن تمويل “الدكاكين” الفئوية والعرقية، وما يشابهها؛ ينبغي بدلا من تمويلها اعتماد معايير الكفاءة، معايير تكافؤ الفرص، معايير دولة العدل والمساواة”.

المصدر: “القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى