أثارت زيارة بعض الفنانين الموالين للنظام السوري إلى إسطنبول التركية، سخطاً واسعاً لدى اللاجئين في تركيا، خصوصاً مع مشاركة بعضهم في نشاطات أقامتها فعاليّات سوريّة في إسطنبول.
القصة بدأت عندما أعلن مطعم “ليالي شامية” وهو سفينة في البحر، عن استضافة الممثلة التي تدعم “بشار الأسد”، في سهرة داخل السفينة، وسط ترويج من إدارة المطعم ومن الفنانة الموالية “جيني إسبر”.
وأرسل فريق التحرير في “نداء بوست” رسالة إلى مطعم “ليالي شامية” للاستفسار بخصوص هذا العمل، الذي استهجنه السوريون في تركيا، لكن لم يُجِبْ عليها، وحجَب وصول الرسائل أيضاً، كما أنّ إدارة المطعم تجاهلت الاتصالات التي تستفسر عن الأمر.
“أحمد طلب الناصر”، صحافي سوري مقيم في إسطنبول، دعا إلى مخاطبة منظمات حقوقية وإنسانية، وإطلاعها على مثل هذه التفاصيل، خصوصاً وأنها أصبحت تتكرر بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
لكن بالمقابل، قال “طلب الناصر” لمراسل “نداء بوست” في إسطنبول: علينا أن نأخذ بعين الاعتبار، أنّه من حقّ أي شركة مرخّصة في تركيا تستضيف أو لا تستضيف مَن تشاء، ولها الحرية في ما تشاء، وهذا الحق يضمنه القانون التركي.
وأضاف: لكن العدد الأكبر من السوريين في تركيا، مُعارِضون لتلك التصرفات من هذه المطاعم، خصوصاً أنّ وجودنا هنا بصفة لجوء، وهذا يفترض أن نكون ضدّ الموالين للأسد، وأي موقف من تلك الحفلات واستضافتهم، سواءً سياسيين أو لاعبين أو فنانين، فهو أمر مستفزّ لمشاعر السوريين المتواجدين على الأراضي التركية.
وعلّل ذلك بالقول: نحن نشعر أنّ تركيا هي فقط لاحتضان المعارضين الذين تَهجَّروا، وهذا يعود للوقت الذي قضيناه هنا، وهو نابع أيضاً من تعامُل الأتراك معنا منذ بداية الثورة السورية، ومن هنا نفترض أن وجود المؤيد هو أمر سلبي من كِلا الطرفين.
وفيما يخصّ المطاعم، رأى “طلب الناصر” أنّ “تلك المطاعم تعرف من خلال هذا التصرف أنّها تقوم بعمل استفزازي واضح، وأنا برأيي أن تتمّ متابعة هذا لموضوع؛ لأن هذا استفزاز مباشر لحوالَيْ 5 ملايين سوري يقيمون في تركيا”.
ودعا “الناصر” إلى “تحشيد عقلاني، ومن ثَمّ مخاطبة منظمات حقوقية، من أجل إنهاء هذه التصرفات والمواقف التي تقوم بها تلك المطاعم. خصوصاً وأنها أصبحت تتكرر، وهذا ينعكس سلباً على الشارع التركي، لأنّ تركيا يوجد فيها معارضة تستغل مثل تلك الحالات، للنشر ضدّ السوريين.
لكن بالمقابل، رأت الناشطة الصحفية “فوز الفارس” أنْ يتمّ مقاطعة تلك المطاعم بشكل كامل، وإرسال رسالة “ناعمة” للأتراك للفت انتباههم إلى الضرر النفسي والمعنوي الذي يلحق بالسوريين من زيارة هؤلاء المؤيدين للأسد.
وقال “فارس” في حديث لـ “نداء بوست”: صحيح أنّ من حقّ تركيا استضافة مَن تشاء، ولكنْ هم أصلاً (المؤيدون) يرون في تركيا عدوّاً لهم، وهناك الكثير من التصرفات التي تمسّ تركيا والسوريين صدرت من قِبلهم، وعلى هذا الأساس يجب أن نخاطب السلطات المعنية في تركيا.
حديث “فوز الفارس” فيما يخصّ مقاطعة تلك المطاعم، جاء بالتزامن مع حملة أطلقها ناشطون عَبْر “فيسبوك”، لمقاطعة المطعم، دعوا من خلالها إلى تعريف جميع السوريين بأنّ أيّ تصرف مستفزّ من قِبل أي فعّالية أو شركة سوريّة في تركيا سيكون هناك مقاطعة مستمرة لها.
وقبل أيام، أرسل مجموعة من السوريين في تركيا، رسالة إلى وزير الداخلية التركي، بشأن زيارة بعض الفنانين والشخصيات السورية المُوالِية للنظام السوري إلى إسطنبول.
وناشد السوريون في الرسالة التي اطّلع موقع “نداء بوست” على تفاصيلها، لمنع النشاطات والحفلات التي يشارك فيها الفنانون السوريون المُوَالُون أثناء زيارتهم إلى إسطنبول.
وجاء في نصّ الرسالة: السيد وزير داخلية جمهورية تركيا.. كما تعلمون أنّ السوريين المتواجدين في تركيا، قد تركوا سوريا هرباً من بشار الأسد وشبيحته، وقدموا إلى تركيا بعدما قامت بفتح أبوابها واستضافتهم مشكورة، ولكن في الأيام الأخيرة بدأنا نرى شبيحة النظام السوري بشكل كبير في تركيا، فهؤلاء لا يأتي منهم إلّا الضرر سواءً للسوريين أو حتى للشعب التركي، وبالتالي هم مصدر خطر.
وأضاف السوريون في رسالتهم: في الأيام القليلة الماضية قام “أحمد عبد الغني”، صاحب مطعم “ليالي شامية”، باستضافة الفنانة السورية “جيني إسبر” المعروفة بتأييدها للنظام السوري، وذلك عَبْر متن سفينة سياحية، ما ولَّد لدينا انزعاجاً كبيراً، وهذه ليست الحالة الوحيدة، بل كذلك يُقام في تركيا العديد من هذه المناسبات.
وختموا رسالتهم بالقول: هؤلاء كما تسبَّبوا بتهديد الأمن القومي اللبناني، كذلك هم مصدر تهديد للأمن القومي التركي، لذلك نناشد الدولة التركية لمنع مثل هذه الحفلات؛ لأنّها تُهدِّد استقرار تركيا.
وتسبَّبت زيارة الفنانة السورية المُوالِية للنظام، “جيني إسبر” إلى إسطنبول، بموجة غضب عارمة تجاهها وتجاه بعض الفعاليات السورية التي روَّجت لزيارتها، خصوصاً أن صاحب مطعم “ليالي شامية”، استضافها وقام بالترويج لها.
المصدر: نداء بوست