“قيصر” كما يراه مشايخ التشبيح

محمد سعدو

لقد شكلت هذه الثلة التي مازلت تطبل للأسد أو التي تلهج باسمه وتدافع عنه حالة من القرف والامتعاض الشديدين أو السخرية في آن معًا. داخل الوسط الشعبي السوري والميدان الثوري ككل. من أفراد يصرون وبوقاحة على تماهيهم بالمجرمين ورفع رايتهم وذكرهم والتشبيح لهم في مجمل خطبهم بطريقة مقيتة بعد اقتراب الأجل والنهاية.

لاسيما بعض المشايخ وعلماء الدين بالتحديد الذين تربوا تحت جناح النظام وفي كنفه أو بالأحرى اشتغل عليهم ورباهم ورعاهم ليكونوا أداة فعالة حتى هذا الوقت لمواجهة أي أحد لا يسبح بحمد آل الأسد وهذه السلطة العفنة ورموزها.

هذه المجموعات التشبيحية البعثية العصبوية الارتزاقية التي تدعي معرفتها بالعلوم الشرعية والتي تحوم ما استطاعت حول الجائر الظالم لتأخذ الرضى وتستفيد وتنال من الدين والعقيدة إن اقتضى الأمر في سبيل سيد الممانعة حامي الحمى.

إذ أنهم مازالوا وعلى الدوام يبهروننا بتصريحاتهم ويتحفوننا بخطبهم الرنانة وفتاويهم التي هي على مقاس الجلاد دومًا ليواكبوا الاخبار الأخيرة حول قانون قيصر وليخرج علينا أحدهم وهو المعروف للجميع باسمه ولقبه وهو الذي يسبح باستمرار في مستنقع الرئيس وهذه السلطة القامعة ومن قبله أبيه وهو الشيخ توفيق محمد سعيد رمضان البوطي.

وهو الذي عهده الشعب السوري مخبرًا مخضرمًا والذي يشغل عدة مناصب منها إمام وخطيب جامع بني أمية الكبير وعميد كلية الشريعة في جامعة دمشق والبوق الذي يغزل في سلة عائلة الإجرام صاحب الطراز الرفيع بتمسيح الجوخ وتوظيف الاسلام في خدمة نظام الاجرام في كل زمان وحين.

عمومًا هي مدرسة البوطي المعهودة من قبل التي أسهها أبوه محمد سعيد رمضان البوطي بأساسات وركائز تدور في فلك النظام وتعيش في عشه وترعاها الدولة بجدية بالغة.

بالإضافة إلى وزارة الأوقاف طبعًا والمشايخ التابعين لهم والذين هم دمى تتحرك وتتكلم حيثما يريد الحاكم فلا خوف من الله ولا شعور بالمسؤولية ولا إحساس بالضمير.

والآن فإن زجهم للخروج والهجوم على قانون قيصر باعتباره المهدد لهم ولعرش سيادة الرئيس المفدى فعلًا بما يحمل من بنود تقطع أي دعم أو تواصل معهم اقتصاديًا أو ماليًا وتقتلهم ببطيء متناهي.

مما جعل هذا القبيح يستشهد بأحاديث وآيات بل ويستأثر بموقعة تاريخية للرسول صلى الله عليه وسلم، ويصف الحصار الذي تشهده السلطة الساقطة الآن بالحصار الذي تم على النبي وأصحابه في مكة خلال فترة الدعوة الإسلامية، ولاسيما مقاطعة قبيلة قريش له.

فقد قال في خطبة متلفزة وموجهة للمصلين في الجامع الأموي داعيًا السوريين إلى الصبر والتحمل واستمرار الصمود الأسطوري رافضًا القانون مشبهًا إياه بوثيقة الحصار التي علقتها قريش على ستار الكعبة المشرفة قائلًا “ما أشبه اليوم بالأمس”.

ثم غدا مهاجمًا بشدة وحقد لكل السوريين في المهجر واللاجئين خارج الوطن وداخله في مناطق الإرهابيين حسب وصفه المؤيدين لهذا القرار، وخونهم وطعن بهم ووصفهم بأنهم أشد كفرًا (من أيام كفار قريش). إشارة منه إلى وجوب أن نرفض القانون تماشيًا مع أوامر الصعلوك القابع في دمشق، وخدمة له ودعمًا للصمود الفذ ضد المؤامرة الكونية، متابعة لاستجداء النظام قبل أيام المغتربين أصحاب الأموال وكنوع من الصمود وإجبارهم لدفع ما يلزم من (الأتاوات) والمشاركة كما زعموا في دعم الوطن في ظل هذا الحصار الخطير.

إن تشبيه الرسول العظيم والكريم بهذا اللقيط واستجلاب أحاديث وآيات تشبه الآن بزمن بداية الإسلام تدل على مدى تعظيم وتأليه هذا المجرم إلى حد اعتباره النبي المنزل والمخلص.

حيث لم يعد لهؤلاء المشايخ الإمَّعات أبواق الطغاة أن يكونوا مصدرًا للعلوم الشرعية أو فائدة للأمة بشيء كأساتذة ينشرون الدين بالشكل الصحيح أو قدوة يحتذى بها نوعًا ما أو موقف وطني على الاقل نستطيع أن نحترمهم من خلاله، إنما أصبحوا مادة رديئة مستهلكة للتشبيح والتضليل كأفراد مجرمين كاذبين منافقين يعاونون الجلاد أكثر فأكثر، على قهر الشعوب والتسلط عليهم واستصدار كل ما يميل إلى السلطة أكثر ما يميل إلى خوفهم من الله عز وجل، لمكان نقي ومرتبة شرعية عالية من المفترض أنها تتكلم بصدق ومصداقية ومنطقية وانصاف أكثر من ذلك .

فإن كان المؤيد للقانون بنظر هؤلاء هم أشد كفرًا من كفار قريش فماذا عنكم عندما كانت الدماء تملأ الشوارع السورية من شعبكم وأبناء أمتكم والمسلمين عندما كنتم وبسقاطة متناهية سجلها التاريخ لسجود غير مشهود للقاتل وانبطاح أساء لذقونكم وعمائمكم لا بل وتاريخكم العلمي والمعرفي والوطني.

لا شك أن القانون منذ بدئه وحتى هذه اللحظة قد أفجع عائلة الإجرام تمامًا وغير الموازين وخلط الأوراق من جديد وشكل حالة من الرعب والفزع المستمرة للأسد وحاشيته لاقتراب المقصلة   أكثر من رقابهم وقرب موعد انتهاء سلطتهم وجبروتهم.

مما استدعى لان يُشغلوا كل طاقاتهم وإمكاناتهم لابل كل الذين أنتجهم وعمل عليهم وبناهم لهذه المرحلة الحساسة في محاولة منهم لاستخراج خطب مَخيطة لهم من مشايخ العار لتهدئة الشارع السوري الملتهب أصلًا من وضع اقتصادي مذري تمامًا قبل بدء هذا القانون.

ولحالة ارتباك وتخبط من بعده واضحة يشهدها القتلة الآن والذي ينتظر في الدقائق القادمة رحيلهم عن وطن سوري لفظهم، وشعب سوري لعنهم وسيلعنهم دائمًا ويلعن كل من يسير في ركبهم إلى أبد الآبدين.

المصدر: موقع مصير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى