مهرجان الحصاد و أهميته الكبيرة لدى الأحوازيين 

يونس سليمان الكعبي

يحتفل الشعب الأحوازي “بموسم الحصاد”  في كل عام و بالتحديد يوم ٢٥ نيسان من هذا الشهر

و كما هو معلوم فإن زراعة الحنطة أمر محبب جداً على قلوب الأحوازيين و احدى الزراعات المهمة الأساسية داخل قطر الأحواز كله..

كما فعل الأجداد هم ايضا يفلحون أرضهم الواسعة و يحملون أدوات الزراعة ” المسحاة والمناجل و المراوح الخشبية” ..إلخ..وعند الحصاد يجتمع الفلاحون و يرددون أغانٍ شعبية في هذا الموسم المعطاة من كل عام . فتنعم وتجود عليهم الأرض بالخيرات والبركات… إنها “الحنطة” و ما أدراك ما الحنطة،أي الخبز الذي لا معنى للمائدة دونه.!

هذا برغم ما تعرضت له الأرض الأحوازية من تلوث متعمد ظالم جراء السياسات المجحفة في تحريف الأنهر لعمق المدن الفارسية على ايدِ الاحتلال الفارسي وحرمان أصحابها منها وذلك بغية أضعافهم اكثر و تهجير وتجويعهم

إلا أن هذه البهجة  الغالية على قلوبنا في ” موسم الحصاد” ستظل رفيقة للفلاح  الأحوازي للأبد، فإن لمزارع القمح اهمية خاصة لدى كل الأحوازيين أهل المدن والقرى على حد سواء. توارثها الأحوازيون جيلاً بعد جيل واستمر هذا الحب والعمل في أرضهم منذ قرون طويلة.

ولا ابالغ أن قلت أن لحم أكتافنا منها هكذا يمتهن الإنسان الأحوازي زراعة الحنطة وبشكل كبير في مساحات تقدر بالآف ومئات الفدانات ” الهكتارات” بالإضافة إلى المزورعات الأخرى، إلا أن ( للحنطة مكانتها الخاصة لديهم وكأنها هي السيدة المطلقة على بقية ما يزرعون) من نبات وشجر وكذا هي مكانة النخيل والأرز ” الشلب”..

عندما تخضر الحنطة في الشتاء تخضر معها معضم الأرض الأحوازية التي تغطيها مزارع الحنطة الشاسعة في القرى و الأرياف و أن المرء لما يتجول في تلك الأراضي يتأمل تارة و تارة يشعر بإحساس جميل مليء ومفعم بالبركة، فيمد بصره و ينظر فإذا به يشعر و كأنه يشاهد أعالى البحار من مكان قصي بعيد إلى حيث يمتد البصر وهو يستمع إلى أصوات “ديكة الحجل” الجميلة التي تغرد من عدة اتجاهات في كل صباح باكر ولقد قيل فيما يرافق هذا الموسم من بدايته حتى نهايته الأمثال الشعبية والحكايات والقصص وعن طيور الحجل عندما تشدو بصياحها لفلاح الأرض صاحبها الحميم، كأنها تخبره دائماً إنها معه و إلى جانبه لم تبرح الأرض ولا تفارقه ابدا..

مهرجان الحصاد ، يوم الحصاد واستخدام بقايا القمح للمواشي مثل الجاموس والأغنام وغيرها و إما لمواقد النار واشعال افران الطين و استخدام سيقان القمح للحياكات اليدوية و الأطباق ومزج نباتها الجاف باللهجة الأحوازية” السفه والعيدان والقش ” مع الطين لصناعة الدور التي يسكنونها سابقاً ولا يزال يستخدم الطين الى يومنا هذا في بناء تنور الطين ” الفرن” الذي يُخبز فيه العجين  “بدقيق الحنطة الأحوازية”  عالية الجودة و رائحة الخبز الطازجة الزكية التي تفوح من تلك التنانير الطينية في البيوتات الأحوازية التي تصنعه الأم الأحوازية لأولادها.

انه حقاً لشعور جميل لا يدركه إلا من عاشه وقد لا استطيع وصفه أو اعطاءه كامل حقه وأثره إلا إنني اقول كان جميلاً هذا الموسم وسيظل ويزداد جمالاً في المستقبل بعزم وهمة الأحوازيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى